> في المنافسات الرياضية يظل الإبداع هو الأهم والأروع عند الجماهير وعشاق الرياضة، وهناك فرق تصفق لها هذه الجماهير وتحييها بحرارة وصدق، حتى وإن لم تفز بالبطولات والميداليات الذهبية، وفريق حسان لكرة القدم فارس أبين الشامخة هو خير مثال لهذه الحالة التي أتحدث عنها، فهو فريق رائع يضم لاعبين شباباً، يقدمون كرة مثابرة لا تعرف اليأس،فرضت احترامها على جميع المتابعين للدوري العام في بلادنا هذا الموسم، وجهازاً فنياً يتكون من مدربين مخلصين يقدمون الكثير ويقهرون «المحترفين» وسط ظروف صعبة بقيادة نجوم الأمس عبدالله مكيش وأحمد الراعي وغيرهما.

في السابق لم نكن نعطي اهتماماً كبيراً للعبارة القائلة:«المعاناة تولد الابداع».. لكننا الآن وأمام ما يقدمه فريق حسان المتألق نشعر بمدى صدق هذه المقولة وارتباطها بما يحدث على أرض الواقع .. رياضياً على أقل تقدير.. وفي تقديري ليس مهما أن يحرز حسان بطولة الدوري أو لا يحرزها ففي المنافسة الرياضية كل الاحتمالات واردة .. توقع كل شيء .. الأهم من ذلك، أن حسان صار فريقاً يرفع رأس محافظة أبين وكل أبنائها وجماهيرها ويشرفها أيما تشريف ويحظى باحترام وتقدير كل الجماهير الرياضية في كل المحافظات،وفي المقابل له الحق في أن يسعى لإحراز بطولة الدوري الكروي..ً الحسانيون هم الأبطال الحقيقيون لدوري هذا الموسم،ولاعبوه نجحوا في خطف الأضواء والإهتمام والتقدير من لاعبي الأندية الأخرى، أصحاب العقود المبرمة والمرتبات العالية والأجواء الإحترافية .

ولا ينبغي على مسؤولي المحافظة وسلطتها المحلية أن يقفوا «موقف المتفرج» على فريق يتفوق على نفسه ويقهر الكبار بالإصرار والعزيمة والإرادة الشبابية ..المطلوب هو الدعم والمساندة والرعاية وإحساس اللاعبين بالاهتمام وحل احتياجاتهم ومعاناتهم، وتوظيف من هو بحاجة لوظيفة، وتفريغ من يحتاج للتفريغ .

وبعد توفير الرعاية المطلوبة لا بد من صدور قرار يحول دون تخلي نادي حسان عن أي لاعب من لاعبيه، مهما كانت الاغراءات في موائد البيع والشراء .. وبهذا سيظل حسان قوياً ومتألقاً ليس في هذا الدوري فقط، وإنما في كل البطولات والنزالات الكروية، وليس داخلياً فحسب .. بل خارجياً أيضاً.