حراك حضرموت الثقافي

> «الأيام» د.يحيى قاسم سهل:

> أشار الأستاذ محمد علي الجفري أحد رواد النهضة في اليمن في تقديمه لكتاب محمد بن هاشم الموسوم (حضرموت تاريخ الدولة الكثيرية) الصادر في النصف الأول من القرن الفارط إلى أنه «لن يستطيع-ولو أراد-أي متصدر لتاريخ النهضة الحضرمية أن ينكر أو يتجاهل هذه الحقيقة الخالدة، وهي أن هذا النفر الأفذاذ هم قادة لواء النهضة الحضرمية الحديثة..» وهذا (النفر أو هذه السلسة الذهبية النيرة تبدأ بالسيد أبي بكر بن عبد الرحمن بن شهاب، ثم بالسيد محمد بن عقيل، وأخيراً بالسيد محمد بن هاشم مؤلف هذا الكتاب القيم الذي يقدم لنا اليوم الجزء الأول منه».

ولعل الجفري قد قصر الحديث على حضرموت باعتبار طبيعة الأوضاع السياسية آنذاك المتمثلة في وجود عدة كيانات سياسية.. الخ ولذلك مثلاً نقول إن القمندان هو رائد النهضة في المحروسة لحج ..الخ .

وأياً كان الأمر، فحضرموت باقية على عهدها وما برحت حضوراً باهياً وألقاً متجدداً في فضاء الثقافة اليمنية برموزها من الشباب الذين واصلوا مسيرة الأسلاف.

تداعت هذه الخواطر،وأنا أجول في مكتبات المكلا ومتحفها، ومتحف سيئون والمركز الوطني للوثائق ومكتبة الأحقاف في تريم وغيرها من مكتبات حضرموت التي أخذت على عاتقها إعادة طباعة أو تصوير الكثير من الكتب ودواين الشعر التي مضى عليها عدة عقود أو اختفت عن تناول الناس .

والنهضة التي أومأ إليها الجفري في تقديمه للكتاب المشار إليه، وامتدت على أيدي أساتذة أجلاء أمثال المؤرخ والأديب محمد عبد القادر بامطرف وعبدالقار الصبان -رحمهما الله- والأخوان سعيد وأحمد عوض باوزير والأخوان عبدالله وعبد الكريم الملاحي وجعفر محمد السقاف أمد الله في عمرهما. وهذه النهضة الحضرمية اليوم في ذروتها فالمشهد الثقافي في حضرموت متألق ومتنوع وثري، وأهم ما يلفت انتباه السائح في حضرموت توهج فرع اتحاد الأدباء والكتاب بقيادته الشابة الطموحة المثابرة التي لم تمتط الاتحاد لحاجة في النفس الإمارة، فإلى جانب مجلة آفاق التي يصدرها الفرع، أصدر الاتحاد في حضرموت العدد الأول (يناير- يونيو) من مجلة (آفاق الثراث الشعبي) النصف سنوية، إلى جانب إصدار صحيفة آفاق حضرموت الثقافية وهي عبارة عن ملحق ثقافي نصف شهري .

وتصدر في حضرموت عدة صحف حزبية وأهلية مثل (المسيلة) عن المؤتمر الشعبي (وسيئون) عن الإصلاح في سيئون، ودار باكثير للصحافة والطباعة والنشر تصدر صحيفة (شبام)، ومؤسسة عين للصحافة والإعلان تصدر صحيفة أسبوعية اسمها (عين) ودار القلم يصدر صحيفة أسبوعية (مؤقتة شهرياً) هي (القلم) .

ومن الصحف السياسية (المحرر) لناشرها ورئيس تحريرها صبري بن مخاشن، وصحيفة (البادية) عن مؤسسة البادية الخيرية، وعن جمعية أنصار الثقافة والتراث في غيل باوزير تصدر مجلة نصف سنوية هي (التراث) وهي مجلة أنيقة شكلاً ومضموناً .

ويصدر عن منتدى (الخيصة) الثقافي الاجتماعي بالمكلا نشرة شهرية باسم المنتدى (الخيصة) وفي القطن يصدر مكتب الثقافة مجلة (ريبون) وهي مجلة أدبية فنية نصف سنوية. أما مكتب التربية في محافظة حضرموت فلديه مجلة (الرسالة التربوية) وكذلك لجمعية حضرموت لمكافحة السرطان مجلة اسمها (سلامتك).

وفي مدينة تريم أنشئ مركز تريم للدرسات والنشر ليأخذ على عاتقه جانب الاهتمام بالدرسات ونشرها وأول إصدار له هو إعادة طباعة كتاب الأستاذ محمد بن هاشم المشار إليه في البدء وعتبي عليهم في المركز أنهم اعتبروا طباعتهم هي الطبعة الأولى بينما الطبعة الأولى 1948م 1367-هـ، ولهم الفضل في مركز تريم في إعادة طباعة المجموعات الشعرية لصالح الحامد في كتاب واحد والمجموعات هي (على شاطئ الحياة) و(نسمات الربيع) و(ليالي المصيف) وكذلك كتاب (رحلة جاوا) كما أعاد المركز طباعة كتاب محمد بن عقيل بن يحيى (العتب الجميل على أهل الجرح والتعديل).

تلك كانت خواطر عن حراك حضرموت الثقافي الذي يتجلى فيه معنى المجتمع المدني ودوره في مجتمع غابت فيه الدولة .

وهذه الخواطر لم تشر إلى المنتديات الثقافية وليس أولها منتدى بن عبيد اللاه في سيئون الغنّاء وتحياتي لأهل حضرموت طرا.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى