وتلك الأيــام .. لمن لا يرون إلا النصف الفارغ

> عمر محمد بن حليس:

> «ونحن نحب الحياة إذا ما استطعنا إليها سبيلا، ونسرق من دودة القز خيطاً لنبني سماء لنا ** ونزرع حيث أقمنا نباتاً سريع النمو» .. محمود درويش
نحمد الله الذي منّ علينا بنعم لا تحصى ولا تعد وتأتي نعمة الإيمان في صدارتها، وفي الآفاق وفي أنفسنا نعمٌ كثيرات، منها نعمة النفس التي من واجبنا توطينها بما يرضي الخالق سبحانه وتعالى فضلاً عن المحافظة عليها، ففيها توجد المساحة المزروعة بالأمل والتفاؤل وحب الحياة ومد جسور الثقة، وبالنفس القوية يمكننا مقاومة الإغراء والإغواء.

إنه بالأمل والتفاؤل والثقة أياً كانت نستطيع تجاوز مصاعب الحياة وخطوبها إذا صدقنا في إخلاصنا بحبنا لها، ومن خلال مد جسور الثقة يكبر الحب وبالقدر نفسه نسمو ونبلغ المبتغى صوب المستقبل الذي تملأ شمسه الحريرية الناعمة دنيانا نوراً وبهاءً.

نحمد الله الذي أكرمنا بنعمة العقل لنتدبر ونتبين الغي من الرشد وإعطاء كل ذي حق حقه في مضمار الحياة، وبالعقل وحده نرى الأشياء على حقيقتها ونستطيع رسم الخطوط للخطوات التي تضمن لنا السير دون تعثر أو انقياد وانجرار خلف الأصوات النشاز للذين لا يرون إلا النصف الفارغ من الكوب متجاوزين بذلك حقائق الواقع المعاش، فلا يكشفون المستور ولا يسترون المكشوف، فيتذبذبون ويترددون حيال المصداقية والنطق بالحقيقة، وكل ما هو حق قائم وند ثابت في طبيعة ما خلق الله سبحانه وتعالى.

الحياة مدرسة.. ومن أيامها يتعلم الإنسان، لذلك يقال: من لم تصقله الأيام يخرج منها خالي الوفاض قليل المعرفة ناقص الخبرة. فمع الأيام تنكشف أمام المرء حقائق معرفية جمة ربما كانت غائبة بفعل عوامل عدة، وبالتالي يتم رؤية واقع آخر يرى بالعين المجردة يقترن فيما بعد بحكم بعد قناعة تنهي الانتطار لأحكام الآخرين والتقيد بقيود تنفيذها.

أما المدرسة الأخرى فتبرز فصولها المتميزة النموذجية من صحيفة «الأيام»، ولملامسة أكثر واقعية فليقرأ بعقله من يتأبط هذه الصحيفة أقوال مؤسسها العميد (محمد علي باشراحيل) طيب الله ثراه، لأنها تضعنا أمام كثير من الحقائق قلما نجدها في مكان آخر، مثل:

«... المسعورون الذين يجدون غضاضة في صراحتنا يحاولون استدراجنا لطعن الآخرين في وطنيتهم... اسمعوا يا ناس: اعملوا واتركوا غيركم يعمل... ولستم أنتم الحكم فيما تعملونه أو يعمله غيركم... إن الشعب وحده هو الحكم الأول والأخير» العدد (322) 26 أغسطس 1959.

إذن يجب أن نجعل نعمة العقل هي التي تهدينا إلى صراط الحق والخير والعدل والإخاء والمساواة ولنسخرها للهدف الذي من أجله خلقها ربنا سبحانه وتعالى مادامت الحياة فيها من الجمال ما يجمّل، ومن العبر والرسائل الكثير والكثير.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى