لماذا تضيق صدورنا بالرأي المختلف؟!

> علي الذرحاني:

> هناك بعضٌ من الكتاب يفتش بين كلمات وعبارات وجمل كتاب آخرين عن نوايا سيئة مع أن الأصل هو حسن الظن بهم، وهناك من يستهويه شق صدور الناس ويساوره الشك والريبة من بعض الكتابات الصحفية التي لا تعجبه وتسبب له أرتكاريا أو حساسية مزعجة لدرجة أن يقوم بنعت تلك الكتابات بالتقارير التي تتزلف للسلطان دون أن يذكر دليلاً واحداً على صدق ما يقول..! والكثير من هؤلاء الكتاب لا يقبلون الرأي المخالف مما يدل على أننا لم نتعلم بعد كيف نمارس الديمقراطية الحقة وروح التسامح الفكري، وأن مصادرة آراء الناس معناها القمع والاستبداد والتحدث باسم الجموع الغفيرة كالذي يفترض مسبقاً عدم رضى الشعب عن الوحدة في حالة لو طلب من هذا الشعب الاستفتاء على وحدته مع شعب آخر، وهناك من يصف كتابات غيره بأنها قديمة وبالية ومعتقة وقد عفى عليها الزمن وألقت بها الأمم المنطلقة في فضاءات التقدم في مزابل التاريخ، ونحن نعلم بأن اللغة بكل مفاهيمها ومصطلحاتها ومعانيها المعجمية والقاموسية هي أعراف متوارثة لا يستطيع تغييرها إلا واحد مثل كمال أتاتورك الذي غير الحرف العربي القرآني إلى الحرف اللاتيني الأعجمي. صحيح أن المفاهيم والمصطلحات تتطور معانيها لكنها لا تبتعد عن معانيها الأصلية ولا تنقطع عن أرحامها الأولية العتيقة ومصادرها القديمة وإلا لما اصطلح الناس على تسميتها لغة مشتركة بينهم للتعارف والتفاهم يتوارثونها أباً عن جد وكابراً عن كابر والدليل أن لفظة (سيارة) في زمن سيدنا يوسف عليه السلام لا تختلف عن لفظة (سيارة) في زماننا إلا في شكل وسيلة السير، وظل روح السير بين السيارتين هو القاسم المشترك بينهما ولم يفقد معناه.. لمن يتدبر ويتعظ!!

والناس لا يختلفون في المباني بل يختلفون في المعاني دون أن ينكر أحدهم على الآخر لفظه، وما اللغة إلا وسيلة لتوصيل أفكارنا ومشاعرنا وعواطفنا للآخرين وانطباعاتنا ومعارفنا عن الأشياء من حولنا، واللغة لها سلطة رهيبة على بعض الناس لدرجة أن حرفاً أو كلمة أو لفظة معينة قد تقض مضاجع من يخافون من الأحرف والكلمات.

ولا أدري ما هو السبب في أن بعض الناس تضيق صدورهم بالكلمات وبالرأي المختلف!؟

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى