التوجيه الرئاسي وقرار الحكومة ومصلحة اليمن في خليجي 20 بعدن .. عامان للتأهيل الشامل ونصف العام لاختبار الكفاءة وتحديد المسئوليات

> محمد سعيد سالم:

>
زيارة وزير الشباب  لعدن كانت خطوة في تفعيل الأدوار باتجاه الإستعداد لخليجي 20 بعدن
زيارة وزير الشباب لعدن كانت خطوة في تفعيل الأدوار باتجاه الإستعداد لخليجي 20 بعدن
عدن، هي الثغر الباسم لليمن.. عدن، هي العاصمة الاقتصادية والتجارية لوطن الوحدة.. عدن،هي المدينة الرياضية الأعرق لأهل الإيمان والحكمة..عدن، المدينة اليمنية الأولى التي شهدت أول دوران لكرة القدم على ملعب رياضي فوق التراب الوطني.. عدن،التي تحمل على ثراها عميد الأندية (التلال) وعميد الملاعب(الشهيد الحبيشي)

< كل هذه عناوين استحقاق لقرار مجلس الوزراء نقل تنظيم استضافة خليجي 20 إليها .. وهناك بلا شك عناوين واستحقاقات أخرى كثيرة.

قرار مجلس الوزراء

- قرار مجلس الوزراء جاء على خلفية مقترح مقدم من اللجنة العليا لخليجي 20 برئاسة الدكتور رشاد العليمي نائب رئيس الوزراء وزيرالداخلية والعملية كلها نزلت في إطار توجيه رئاسي من الأخ الرئيس وبناء على رغبة جهات خليجية واستثمارية في بلادنا وفي عدد من دول الخليج..وقد يبدو قرار نقل الاستضافة لبطولة خليجي 20 من العاصمة صنعاء إلى المدينة (الثانية) عدن يتعارض مع لائحة بطولة كأس الخليج التي (تشترط) تنظيم البطولة في (عواصم) الدول المستضيفة كما أنه لم يسبق الخروج على اللائحة في كل المرات التي سبقت ومن هذه الزاوية بالذات برزت تحفظات واعتراضات لدى (البعض) على نقل الاستضافة إلى عدن كما برزت لدى آخرين اعتراضات تجاهر بالرفض (لشعورها) أن عدن (غير مؤهلة بالكامل) لهذه الاستضافة وأن صنعاء هي المكان الأفضل.

تفنيد التوجيه الرئاسي

- كل الاعتراضات يمكن تفنيدها والرد عليها ولكنني أرى أن البداية من تفنيد التوجيه الرئاسي ومعانيه، وقرار مجلس الوزراء وأبعاده..فالرئيس علي عبدالله صالح لم يتخذ مبدأ التوجيه من نظرة سطحية للأمر ،لأن بطولة كأس الخليج ليست مباراة في بطولة كأس الرئيس أو في الدوري العام أو منافسة في سياق مناسباتي محلي يمكن نقلها لحاجة عابرة وسريعة، فكأس الخليج حدث رياضي له وزن ثقيل في نظر أصحابه، والدول التي تستضيف الحدث تعتبره تحديا لاستعراض كفاءة الإنسان والأرض على كل المستويات.

- بطولة الخليج إذن عملية مركبة ومعقدة تتداخل فيها الكفاءة الرياضية والإدارية والفنية والاقتصادية والإعلامية والمقومات الوطنية في مجالات السياحة والاستثمار والأمن وكل شيء.

- التوجيه الرئاسي وقرار مجلس الوزراء بنقل تنظيم خليجي 20 إلى عدن ومن هذه الصورة جاء متفاعلا مع الرغبة الخليجية والاستثمارية الوطنية والخليجية والقراءة الاقتصادية والعلمية (الموضوعية) للواقع اليمني المتطلع إلى استنهاض القدرات الذاتية في المجالات المشار إليها واستقدام كل أشكال الدعم والتمويل لبرامج التنمية والتطور في بلادنا التي تم طرحها للترويج في ملتقيات ومنتديات عالمية أبرزها مؤتمر لندن للدول المانحة العام الماضي.

اللوائح المنظمة والاعتقادات الخاطئة

- هناك أفق وطني وسياسي واقتصادي وإعلامي وغيره في قرار نقل استضافة خليجي 20 إلى عدن والأبعاد الكامنة فيه كثيرة وإيجابية ولولاها لما حدثت الحالة الأولى غير المسبوقة في تنظيم بطولات كأس الخليج بالخروج عنها بعيدا عن عاصمة البلد المضيف ولما كان ذلك مطلبا لجهات خليجية وضعت دولها لائحة اشترطت تنظيمها في العواصم..إن اللوائح المنظمة للبطولات الرياضية ليست (قرآنا) يحرم تعديله أو تغييره، فاللوائح تتخذ بقرارات ويمكن تغييرها بقرارات أيضا، وفي سياق يحقق مصلحة محلية أو إقليمية، حتى لوائح الاتحادين الدولي والآسيوي رغم شدة إلزاميتها،فهي قابلة للتغيير إذا كانت هناك مصلحة تخدم تطور اللعبة ومساحة انتشارها ،وتحقق عوامل الجذب والتمويل بصورة أكثر تأثيرا وحضورا، وقد عدل الاتحادان (الدولي والآسيوي) الكثير من تشريعاتهما، وحتى مواقع دول على الخارطة الدولية في سبيل تقوية كفاءة اللعبة وقواعد التنافس في بطولات اللعبة.

- علينا ألا نتوقف كثيرا أمام الاعتقاد الخاطئ لدى (البعض) أن تنظيم البطولة في عدن يضر الرياضة اليمنية في المدن الأخرى بل العكس ذلك يخدمها لأنها يمكن أن تكون تجربة قابلة للتعميم، وقد تجد الحكومة أن عليها التوفيق بين احتياجات المدن اليمنية لدعم مؤهلات التفوق والإبداع الرياضي في داخلها.

مزايا الاستضافة في عدن

- إن عدن هي العاصمة الاقتصادية والتجارية لليمن وتملك مزايا قائمة لتكون حاضنة لاستضافة حدث خليجي 20، فمزايا عدن التاريخية والحضارية وموقعها الجغرافي الذي جعلها واحدا من أهم الممرات الدولية للتجارة العالمية عبر التاريخ وعلاقتها الوثيقة بالتجارة مع دول الخليج،والكثير من قادتها خلال مراحل تطور هذه الدول والمنطقة تمنحها (الأفضلية) في الصورة الخليجية المفترضة للبلد المضيف لخليجي 20 .. وفي تقديري البداية انطلقت من هنا.

- من المزايا الأخرى أن عدن تملك إرثا تاريخيا في مجال الرياضة على مستوى اليمن وعلى مستوى المنطقة، وفي مقدمة هذا الموضوع مايؤكد ذلك، ولاينبغي أن يقاس من وضع الأندية العدنية على خارطة الدوري اليمني ودرجات التصنيف مايدل على عكس مانقول، فالخلل الحاصل هنا سببه الرئيس فساد الدوري وواقع اللعبة وعدم وجود نهج لتطوير الأندية العدنية والحفاظ على رصيدها المتميز من جانب السلطة المحلية وقيادة المحافظة منذ سنوات تحقيق الوحدة إلا في مناسبات متقطعة.

- عدن المدينة فيها نسبة هائلة من الكفاءات والكوادر الرياضية والشبابية القادرة على تغذية احتياجات لجان التنظيم والاستضافة لخليجي 20 ومن هؤلاء من شغل مناصب ووظائف ومهام إدارية وقيادية متميزة في مسيرة الحركة الرياضية ومنهم كان ومايزال نجما في العطاء الرياضي في العديد من المجالات ولدى عدن قدرات فنية وإدارية مؤهلة في اللغات الأجنبية والتنظيم والتحكيم والإعلام والإدارة يمكن أن تكون (غذاءً خلاقا) في عملية التنظيم وإنجاح الاستضافة.

الإرادة الرسمية

- الجميل أن الدولة والحكومة سائران في تدعيم موقفهما من (تكليف) عدن بمهمة تنظيم واستضافة خليجي 20 وهما أمام اختبار تاريخي كبير في تحقيق أهداف هذه الاستضافة بكل الأبعاد التي ذكرناها، ويبدو أن الزيارة التي اختص بها عدن الأخوان حمود محمد عباد وزير الشباب والرياضة نائب رئيس اللجنة العليا لخليجي 20 ومعمر الإرياني الوكيل الأول للوزارة رئيس اللجنة الفنية ضمن جولة واسعة لعدد من المحافظات قد صبت في الاتجاه المذكور، وتعززت آفاق هذه الإرادة بتحديد موقع الاستاد الجديد (المنتظر) لخليجي 20 في مدينة الشعب وفيها المساحة الكافية لذلك.

إخلاء مسئولية اتحاد الكرة

- لكن يظل المطلوب أكثر من ذلك بكثير على مستوى التأهيل الشامل لمدينة عدن.

- وهنا أحب أن أعرض لموقف الاتحاد العام لكرة القدم الذي ورد حوله إشارة لـ (مقاومته) قرار مجلس الوزراء نقل الاستضافة إلى عدن وكتابته رسالة (إخلاء مسئوليته) من إعداد المنتخب للمنافسة على اللقب!

- والمشكلة -هنا- ليست في رأي الاتحاد من أفضلية صنعاء على عدن من حيث فائدة المنتخب وقدرته التنافسية فقد تكون هناك خلفية فنية تقديرية قابلة للخطأ والصواب، لكن المشكلة في طلب الاتحاد إخلاء مسئوليته من عدم قدرته على تجهيز المنتخب للمنافسة بسبب عدم قناعته بقرار مجلس الوزراء، وهذا أمر عجيب لأن إخلاء المسئولية (الحقيقي) في مثل هذه الحالة أن يقدم الاتحاد استقالته ،لا أن يبقى على مقاعد إدارة كرة القدم على مدى 3 سنوات حتى موعد البطولة ويريد ألا تكون عليه مسئولية!الاتحاد مسئول عن تجهيز المنتخب سواء لعب في صنعاء أم في عدن أم الإسكيمو! على الاتحاد أن ينفذ برنامج إعداد المنتخب الذي قدمه للحكومة ووافقت عليه.. وبغير ذلك عليه أن يستقيل.

تأهيل عدن الشامل وكوادرها

على كل حال الدولة والحكومة في موقف واحد من قضية استضافة عدن لخليجي 20 وإطلاعنا على نتائج لقاء الرياضيين في عدن بالوزيرعباد والمحافظ أحمد الكحلاني بحضور الوكيل الأول معمر الإرياني والأمين العام للمجلس المحلي عبدالكريم شائف وإن جاء بسيطا متواضعا أقل من حجم الحدث وأهميته إلا أنه أكد (جدية) هذا الموقف وأن عدن ينتظرها تأهيل شامل على مستوى الجاهزية الإنشائية للملعب الجديد والملاعب القائمة وملاعب أخرى مطلوبة للتدريب،والطرقات وكفاءة نظم الاتصالات وأعمال التشجير وتجميل المدينة وإعادة تحسين منشآت الأندية والمواقع السياحية وتهيئة آفاق الجذب الاستثماري وتعزيز الجاهزية الأمنية وغير ذلك من متطلبات نجاح تنظيم خليجي 20 في عدن.

- لفت نظري في ذلك اللقاء الأسبوع الماضي حضور حشد من الكفاءات والقيادات الرياضية التاريخية التي ظلت خارج إطار التفعيل والعطاء وغيرها كثير يمكن أن يكون خليجي 20 فرصة لإعادة تمكينها من خدمة تطور الرياضة اليمنية وإعلاء سمعتها من بوابة هذا الحدث الكبير.

- تحية لشعور الحكومة واللجنة العليا لخليجي 20 بأهمية توجيه الرئيس لدعم عدن لتكون (واجهة اليمن) في قضية ذات أبعاد متعددة على مستوى المنطقة مثل بطولة كأس الخليج وسيبقى الوطن والمجتمع على (خط تماس) مباشر مع الأحداث حتى يظهر الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى