في الاجتماع التضامني مع المفكر العربي د. أبوبكر السقاف والكاتب عبدالكريم الخيواني .. الملاحقات لرجال الفكر والرأي تمثل انتكاسة للديمقراطية

> عدن «ألأيام» خاص:

> احشتد عدد كبير من قادة الفكر والرأي والأكاديميين والمحامين وأساتذة الجامعات وممثلي منظمات المجتمع المدني والأحزاب في اجتماع تضامني عقد أمس الأحد بقاعة ليلتي بالمعلا، وأعلنوا بصوت واحد تضامنهم مع المفكر العربي د. أبوبكر السقاف والكاتب عبدالكريم الخيواني ومع الصحافة الحرة والأقلام الصادقة .

وأكد الحاضرون رفضهم للهجمة الشرسة المتواصلة منذ حرب 94م والتي يتعرض لها المفكر العربي الدكتور السقاف، فالاختطاف والتعذيب والملاحقات لرجال الفكر والرأي تمثل انتكاسة للديمقراطية وعدواناً على دور الصحافة في كشف الفساد، وانتهاكاً لأبسط حقوق المواطنة، وتؤثر على حاضر البلد ومستقبله.

وطاب الحاضرون الذين احتشدوا في الاجتماع التضامني لتأكيد تضامنهم مع الاقلام الخيرة، بأن تدشن لقاءات المثقفين وممثلي منظمات المجتمع المدني من أجل إرساء تقاليد الحوار واحترام الآخر والوقوف ضد السلبيات.

وفي اللقاء التضامني ألقى الكاتب علي هيثم الغريب كلمة قال فيها: «ننظر بقلق بالغ إزاء الاختطافات والتعذيب الذي طال المفكر العربي الدكتور أبوبكر السقاف والأستاذ جمال عامر رئيس تحرير صحيفة (الوسط) والأستاذ الصحفي عبدالكريم الخيواني.. وهذه الجرائم التي لا تسقط بالتقادم ترتب عليها أضرار بالغة وتوريع هائل لكافة الصحافيين الذين تحول عملهم إلىمغامرة محفوفة بالمخاطر.. كما أنها تضع قيودا معنوية على واجب العمل الصحافي في الكشف عن الحقائق وفي التصدي ولو بحسن نية لظواهر الفساد وغيره من الظواهر السلبية داخل المجتمع. ونطالبكم بضرورة تقديم بلاغ إلى النائب العام ضد الأجهزة التي رفضت إحضار الجناة الذين اختطفوا وعذبوا الدكتور أبوبكر السقاف والأستاذ عبدالكريم الخيواني وأن نشير في بلاغنا إلى وجود تدمير وأمراض سوف يلعننا بسببها أولادنا وأحفادنا إن لم نتصد لها ونوقفها وعلينا أن ندرك ذلك وأن نعد أنفسنا لخوض معركة الحفاظ على الوحدة الوطنية من الجنوب... خاصة ونحن نعلم أن الدكتور السقاف والأستاذ الخيواني وكل الكتاب المعارضين لا يدخلون السجون لمصلحتهم الشخصية بل يتعرضون إلى ذلك من أجل الدفاع عن الغير.. وأن ما تعرض له الدكتور السقاف والأستاذ الخيواني لا يليق ولا يقع إلا في الدول المتخلفة وأن ما حدث يجعل الصحافة اليمنية في مأتم حقيقي.

وأخيرا: فإننا نجدد مطالبنا للسلطات بشأن قضية الصحافة بضرورة العمل على:

-1 إلغاء العقوبات السالبة للحريات في قضايا النشر والاكتفاء بالغرامات المالية على المخالفين لآداب المهنة وميثاق الشرف الصحفي.

-2 وضع حدود دقيقة للتفرقة بين التعرض للحياة الخاصة للمواطنين من جانب والشخصيات العامة والموظفين العموميين من جانب آخر.

-3 إطلاق حق جميع المواطنين في تأسيس صحافة حرة وتحريرها من كافة القيود والعمل من أجل تعديل وتغيير مشروع قانون الصحافة المقترح من قبل الحكومة».

وألقى الزميل د. هشام السقاف كلمة «الأيام» التي جاء فيها: «باسم «الأيام» قراء وكتاباً ومحررين، وباسم الناشرين هشام وتمام باشراحيل، وبالأصالة عن نفسي أعلن من هنا، ومن على هذا المنبر الحر، ومن هذه المدينة الباسلة، التضامن المطلق مع المفكر العربي الكبير الأستاذ أبوبكر السقاف.. رجل الفكر والقلم الحر المنافح عن قيم الحرية وحقوق الإنسان، والمواطنة المتساوية، الشخصية الوطنية التي اختطت خيار التحرر من أغلال التخلف والظلم والهيمنة والاستبداد، راصدين لها هذا الصعود المدوي في سماء الوطن انحيازا للإنسان على هذه الأرض، منذ كان أبوبكر السقاف طالبا وعضوا فاعلا في رابطة الطلبة اليمنيين في مصر العربية في خمسينيات القرن الماضي، وحتى يومنا هذا الذي يبلغ فيه السقاف أبوبكر أربعة وسبعين عاما، وهو ملء السمع والبصر، مناضلا، بل هو شيخ المناضلين بالقلم والكلمة الحرة في هذا الوطن، لا يتقاعس عن قضايا شعبه، ووطنه، ولا يخاف في الحق لومة لائم، حاملا روحه على كفه غير هياب أو مرتاب، يخط بكلمات النور مسارا للحرية والعدالة التي لطالما تاق إليها شعبنا طويلا.

لقد تعرض شيخ الكتابة الحرة وأستاذ الفكر المستنير للاضطهاد والأذى من قبل الذين يضيقون ذرعا بقيم الحرية والديمقراطية، بل وتعرض للأذى الجسماني والضرب في محاولة من زبانية الظلام إسكات هذا الصوت الحر، ولكن أنى لهم ذلك فرجل بمكانة وشخصية وقيم أبوبكر السقاف لا يمكن أن يصمت عن الحق والعدالة وقيم الخير والجمال في هذا الوطن وخارجه، بل كان السقاف هو السقاف الذي ينير الدرب بأفكاره الوطنية، فاستمر على ذات الطريق الصعب في يمن اليوم رغم أعوامه الأربعة والسبعين، متعرضا للتهديد دون أن يبالي، ملاحقا دون أن يلتفت إلى هذه الرذائل والصغائر التي يقدم عليها أعداء الديمقراطية والحرية في بلادنا من داخل الأجهزة وخارجها.

معا ومن هذا المكان في عدن البطولة نعلن التضامن اللامحدود مع الكاتب الكبير والمفكر العربي القدير الدكتور أبوبكر السقاف القيمة الأدبية والفكرية والصحافية التي لا تقدر بثمن».

وقالت المحامية راقية حميدان:«إن التضامن شيء طبيعي ولكن كان يفضل أن يكون هذا الاجتماع في الهواء الطلق لأن شخصية بحجم البرفيسور أبوبكر السقاف يجب أن يكون التعبير عن التضامن معه في الساحات العامة».

وأضافت قائلة: «علينا أن نقلل من الأقوال وننتقل إلى الأفعال السلمية رغم أننا نعرف أن كلامنا كمن يؤذن في مالطا ولكن علينا أن نسلك هذا الطريق السلمي في الاعتصامات والاحتجاجات».

وقالت:«لابد من التضحية، بدون تضحية لا يمكن أن تنجح مطالبنا».

أما د. صالح يحيى سعيد، أستاذ جامعي، فقال: «إن الدكتور السقاف هو أحد الهامات الكبيرة ليس على مستوى اليمن وحسب بل على مستوى الوطن العربي ونعلن تضامننا مع الدكتور السقاف الذي هو تضامن مع كل الأقلام الشريفة خاصة تلك الأقلام التي كانت سباقة في كشف مظالم النظام السياسي».

كما تحدث الأخ د. عبدالواحد هديش، أستاذ جامعي، قائلا:

«التحية لكل من بادر لهذا الاجتماع للتضامن مع د. أبوبكر السقاف ومع الكاتب عبدالكريم الخيواني، وكما قال الأستاذ علي هيثم الغريب إن ما تعرض له الدكتور لا يمكن أن يسقط بالتقادم».

وقال: «إن الأيام ستثبت أن الفعاليات التي قامت هي بين الحداثة والجهل.. إن الجهل حالة بهيمية ولا يجعل ما نحتاجه في الحياة أن نتصرف من أجله بعقلية».

وأضاف: «بعد الاعتصامات الأخيرةمن قبل العسكريين والأمنيين والمدنيين كان يجب أن يحاسب من اتخذوا هذه القرارات ظلما وعدوانا».

واستطرد قائلا: «مع الأسف إن الجنوب الذي شهد المدنية منذ قرون الآن يواجه هذا التراث الهمجي ونحن من أجل معالجة مطالبنا نحتاج إلى قرارات سياسية لأن العنجهية التي تمت في الجنوب بعد حرب صيف 94م هي موقف ثقافي من الآخر».

حضر الاجتماع الأخ المناضل الأستاذعلي صالح عباد مقبل،

كما حضره العديد من رموز العمل النقابي من أبناء محافظات الجنوب والأخ راجح صالح والمحامية الأستاذة راقية حميدان والدكتور علي عبدالكريم الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية للشئون الاقتصادية سابقا والأستاذ علي منصر محمد عضو المكتب السياسي للحزب الاشتراكي اليمني والناشطة السياسية رضية شمشير.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى