خطوات في الاقتصاد ولمحات من الحياة..جولة قصيرة بين قمة جبل وحضن واد مع وزير النفط والمعادن في العند .. للبنك الدولي مصادره وتقاريره ولنا مصادرنا وتقاريرنا حول مسألة نضوب النفط

> «الأيام» كفى الهاشلي وفهد قائد غالب:

>
شركة الاسمنت
شركة الاسمنت
جولة بدأناها من عملاق عدن (شركة مصفاة عدن ) لنصل إلى أعلى منشأة باليمن في القريب العاجل (الشركة اليمنية للإسمنت) وبينهما طريق على جانبيه البشر والحجر والشجر وعلى بساطه تعبر الناقلات والحافلات بمختلف أشكالها وأنواعها.

سرنا في جولة مزجت بين الاقتصاد والسياسة والحياة الاجتماعية للناس وطرحنا على ناصيتها أسئلة بحثنا عن إجابتها لنضعها على سطور هذا الاستطلاع متجاوزين الخطوط الحمراء التي يضعها المسئولون على الصحفيين المرافقين لهم .

وبدأت خطانا مع أهل الاقتصاد وأنظارنا نحو المواطنين وأسئلتنا للمعنيين في جولة الاقتصاد وسؤال في السياسة ولمحة في المجتمع .

حين قرر موكب وزير النفط والمعادن الأخ خالد محفوظ بحاح بالرحيل من شركة مصافي عدن، كانت بين أيدينا ثلاثة أسئلة لا غير نبحث عن إجابة لها وطلبنا منه الإجابة عنها قبل رحيله، ودون رسميات تقدمنا نحوه وطلبنا منه ذلك لكنه دعانا لجولة سيقوم بها في محافظة لحج وكنا مستبعدين أن تظل الجولة هدفا يبرز منه خبر على صحيفتنا فما لدينا كاف لبروز الخبر على صفحات «الأيام» وهو قد قال ما قال فيها من ثناء على مهنيتها وناشريها أمام الجميع، لكنه أراد شيئاً وفضولنا دعانا لنقبل حتى نصل إلى نهاية المشوار. بدأت الرحلة وبدأنا بقراءة كل ما نشاهده على جنبات الطريق مغادرين زخم الحياة وضجيج المدينة وورش العمل وكل ما تحمله عدن على كاهلها من معاناة في مختلف مفاصل الحياة وبمختلف شرائحها، لنجد أنفسنا نسير على طريق بقدر ما كان وسيلة للوصول لهدف كان محطة لقراءة واقع الحياة.

أطلت معالم لحج علينا وعلى مشارفها استقبلنا أطفالها بوقفات على الطريق يلوحون للسيارات بزهور الفل وهي ليست تحية وتعظيم سلام لموكب الوزير لأنهم لا يعرفون من بداخل تلكم السيارات ولكنه العمل الذي يبتغي من ورائه الصبية لقمة العيش معرضين حياتهم لخطر المجازفة في الوقوف على الطريق العام المؤدي إلى العند وملتحفين السماء المرسلة أشعة الشمس على رؤوسهم الصغيرة التي أبرزت فكر الطفل العامل في المنطقة. هذا ما شمله يمين الخط العام، أما شماله فتراكمت فيه الدراجات أمام ورش الصيانة لتبرز فئة الشباب العامل بكد في ظل بطالة اكتسحت شريحة الشباب في أرجاء الوطن، أيديهم تلونت بالسواد من زيوت التشحيم وعيونهم منشغلة برؤية درجات زبائنهم من الأطفال والشباب والرجال يفتشون عن مواضع العطب فيها.

هكذا بدا المشهد الذي ما كان هدفنا في الجولة، غير أنه نقطة عبور مشينا فيها لنعود أدراجنا إلى ذكريات وطن الأجداد وحياة البادية الأولى بمجرد رؤيتنا المنازل المبنية من الطوب (منازل الرحمة) التي قال عنها الأجداد بفعل برودتها كونها مبنية من أصل بني آدم أو ليس أصلنا تراباً ومنها خلقنا وإليها نعود!، على عكس المنازل الحديثة التي لا تقوم لها قائمة إلا بالمكيفات بسبب عدم قدرتها على منع الحرارة من الدخول للمنازل فخنقت الأنام إلا من رحم ربي.

أخيراً بدا لنا مسار بخط رمادي لاح في الأفق من على بعد بين سفوح الجبال كطريق مرسوم بريشة رسام تألق في خط لوحة طبيعية أصلها الجبال والوديان والشمس والشجر لتبرز ثروة اليمن بتلك الجبال وما تخفيه من خير يجتاج أن يبذل جهد من أجل الاستفادة منه لصالح الشعب الذي أنهكه الفقر والجوع ولهيب العوز والحاجة.

بين الصعود والهبوط أخيراً لاح لنا ما تخبئه تلك الجبال بين أحضانها على بعد خمسة كليو مترات من العند، إنها شركة الأسمنت الوطنية التابعة للبيت التجاري المعروف (مجموعة شركات هائل سعيد أنعم وشركاه)، ذاك الصرح العملاق الذي يحتل مساحة شاسعة ملأتها المنشآت اللازمة لإدارة شركة الأسمنت التي مزجت بين الخبرة الأجنبية والفكر اليمني والعمالة الوطنية وبنسبة 80% من العمالة اليمنية تقريباً.

أثناء مغادرة العمال
أثناء مغادرة العمال
مدينة صناعية وسط صحراء

عند قدومنا كان الجميع في دأب وجهد يصارعون المشقات بحثاً عن لقمة العيش في هذه الشركة التي فتحت أبوابها لهم في ذلك المكان المعزول وستكون أكبر عملاق باليمن بعد ارتفاع منشآتها التي وصل طول أحدها حالياً 105 أمتار. خلال هذه المرحلة موقعها في وادي سباط في حضن الجبال المحيطة بها بدأت في 2004م وجرى لها مسح كامل واستخراج عينات وحفر 13 بئراً بعمق ألف متر وتعمل بجدول زمني (2006/3/27م) تدرج ليتوافق وحجم العمل المطلوب إنجازه.

الشركة بطواحينها وصوامعها وخطها الأول المنجز منه 70% والآخر الذي بلغ إنتاجه 1600 طن وبمبناها المضاف لاحتواء الغبار ولطحن المواد الخام برزت هذه المنشأة بمساحتها الكبيرة كمدينة صناعية وسط صحراء جذبت الأيادي العاملة لتخفف من وحش البطالة على الرغم من عزلتها في ذاك الوادي السحيق.

خمس عشرة دقيقة للوقوف بها ثم مغادرتها ونحن نلمح هرولة الأيادي البيضاء نحو المصلى لأداء صلاة الظهر ولعل قلوبهم تنبض بالدعاء للرب نحو مستقبل أفضل وحياة كريمة في ظل دولة النفط والخضرة والعطاء.

مغادرتنا المكان وانبهارنا به لم يخطفا من رؤوسنا الأسئلة التي مازلنا نريد طرحها على الوزير مع اكتشافنا الهدف الذي كان يريده بعد مشاهدة المكان وهي رسالة يريد أن يؤكد عليها في توزيع المشاريع الاستثمارية على مواقع متباعدة والخروج من محك التقليد والمنافسة في المكان لتحقيق نوع من المعادلة والاستفادة من الطبيعة.

تحولنا بعد ذلك للوزير الذي وفى بما وعد.

وزير النفط في مصنع الأسمنت ما العلاقة؟

سألناه ما دور الشركة وعلاقة الوزارة؟

فقال: «وزير النفط في مصنع الأسمنت هل هناك علاقة؟

أقول نعم هناك علاقة فكافة المواد الخام هي في نطاق المعادن وأي ترخيص يحصل عليها أي مصنع قبل أن يسمى ما شاء الله مصنع يجب أن يحصل عليه من هيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية .

بمعنى أن الحجر الجيري يجب أن يرخص وتستمر علاقتنا بالمصنع على طول عمر المصنع لأن كافة المواد الخام في المصنع والجدوى الاقتصادية تأتي في الأساس من وزارة النفط ممثلة بهيئة الاستكشاف النفطي ولذلك حرصنا على أن نساند أخواننا في مجموعة الشركة الوطنية للأسمنت مجموعة هائل سعيد وهي من الشركات الرائدة التي نسعد بالعمل معها وليس في هذا الجانب بل لهم مشاركات أخرى في القطاع البترولي وأعتقد أننا سنظل مع أي شركة أو بيت تجاري يمني أو وطني وهو صادق فسوف نسانده وندعمه ونقف بجانبه وأنا أقول شخصياً إني أتشرف بأني داعم لبيت هائل ماداموا يسيرون بالطريق الصحيح».

> بالنسبة لسعر النفط المتعامل به مع الشركة؟

- سعر النفط والمشتقات النفطية موحدة للجميع بالجانب الصناعي والاستهلاكي وكافة المشتقات النفطية مدعومة 100% وهذا واحد من الأمور التي تساعد فيها الحكومة لتسهيل وحول المشتقات النفطية للجميع.

> في لقاء سابق كنت قد أثرت موضوع نضوب النفط ونفيتم ذلك، وجاء تقرير البنك الدولي ليطرح نفس المؤشر غير أنه قدره بعام 2012م بدلاً من 2008م ما ردكم الآن؟

- البنك الدولي هو البنك الدولي ووزارة النفط هي وزارة النفط لهم مصادرهم وتقاريرهم ولنا مصادرنا وتقاريرنا وأنا أدعو «الأيام» للتواجد معنا الساعة التاسعة من صباح يوم الثامن من أغسطس مطلع الشهر القادم لحضور ندوة كبيرة ستقام في الوزارة عنوانها الاستكشاف الإنتاجي وحقائق وأرقام وفرص استثمار، وستطلعون على كافة أروقة الوزارة بكل محتوياتها وبكل إحصائياتها وأرقامها ومن ثم قيموا أي التقريرين صحيح.

> دعا تقرير البنك الدولي الحكومة لخفض استهلاكها من 35% إلى 20% هل التحول يتوافق وروى البنك؟

- الاستهلاك في النفط يرتبط بالأنشطة وليس له علاقة بالحكومة أو الدولة، فافتتاح المصانع والمنشآت وتوسعة مدينة سكنية كل ذلك بحاجة لمشتقات نفطية واستخدام وسائل نقل وعندما نتحدث عن استثمار يجب أن نواكبه وبالمشتقات المطلوبة سواء من داخل البلد أو خارجها، فهناك ازدياد في الطلب على المشتقات يزيد 9% سنوياً على الأقل.

موقع الشركة في الوادي
موقع الشركة في الوادي
> في زيارة الرئيس الأخيرة لعمران صرح بأن هناك نسبة بسيطة من عائد مصنع الأسمنت لصالح المحافظة ماذا عن النفط المستخرج من بعض المحافظات؟

- تصريح الرئيس واضح وقد عمم هذا القرار على كافة مصانع الاسمنت في الجمهورية وهذا وضع طبيعي يجب أن يتم والنسبة المدفوعة 5 ريال أما النفط فالدولة تأخذ المبلغ بالكامل وتنفقه بشكل عام لصالح المواطن متمثلاً في مستشفيات ومدارس وخدمات عامة.. فالنفط 100% للمواطن بمجرد ما وزارة المالية تأخذه تنفقه على المواطن.

> لو تحدثنا عن دور الشركة البريطانية المتخصصة في المحاسبة ألا يرجح القول بأنها ستعمل كجانب إشرافي رقابي؟

- الموضوع فني وعلمي بحت فعندما تريد أن تبني بيتا لابد من مهندس يخطط لك ونحن لدينا مشروع عملاق وعلينا أن نأتي بشركة تخطط لهذا المشروع بشكل فني وعلمي ولا علاقة للشركة بالرقابة، ولكن عندما يأتي التمويل ياتي دور الجهات التي تقوم بمراجعة حسابات الشركة وهي خطوة مازالت متأخرة فإذا أخذنا التمويل قروض فمن الطبيعي أن تكون شروط المقرض أو البنك مراقبة أو بالأصح مراجعة حسابات الشركة وليس الرقابة.

وهناك جهانت تعنى بالرقابة وهي الجهاز المركزي للرقابة والتفتيش والجهاز الرقابي في وزارة النفط.

> لماذا تأخر عرض موضوع الكسارة والفلل الموجودة في كود النمر حتى يتم الآن رفعه للقضاء؟ ولماذا لا تذكر الجهات بالاسم؟

- أنا عرفت بالموضوع بالفترة الأخيرة وأعطيت مجالا لحل الموضوع ودياً لكن يبدو أن الموضوع تجاوز الحد المعقول واستهتر الطرف الآخر بالقانون للدولة وبالتالي فالقضاء هو الحل والخيار الأخير وهذه الجهات أعتقد أنكم سمعتم عنها في لقائنا مع قيادة المصفاة وبكل شفافية ونستطيع أن نقدم لكم الأوراق والجميع متساوون أمام القانون .

> الأخ الوزير شكراً لتجاوبك معنا وهل من كلمة أخيرة تحب قولها؟

- أنا سعيد جداً بالتواصل معكم لنصل معكم بالكلمة الصادقة إلى لمواطن وبكل شفافية وشكراً لك.

> شكراً لك معالي الوزير.

على هامش اللقاء

- الشركة البريطانية هي (U.O.P) فنية متخصصة في إعداد الدراسات الأولية لتحديث المصفاة، والأخرى ستقوم بإعداد الجانب المالي .

وسوف تعطي خيارات التمويل لهذا المشروع العملاق الذي تبلغ كلفته من خمسمائة مليون إلى مليار دولار.

- الدراسة ستنتهي لتأهيل المصفاة نهاية العام حينها ستكون خيارات التمويل قد أعدت.

- في 15 أغسطس ستفتح المظاريف وستبدأ أعمال التنفيذ للشركة الفائزة في ما يخص المستشفى.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى