الشارع ملاذ الجامعيين

> «الأيام» أبوبكر علي الجبولي /كلية الآداب - قسم صحافة وإعلام - عدن

> حزم أمتعته وغادر مدينة عدن صوب منطقته الريفية عقب انتهاء امتحانات الجامعة، لكنه هذه المرة حمل معه بشرى التخرج في قسم اللغة الإنجليزية الذي أكمل مستواه الرابع في عامه الحالي.

بادرت زميلي بسؤال عما سيفعله بعد التخرج، فرد بيأس: معدلي حتى الفصل السابق (امتياز) لكنني أدرك تماما أنني سأحتفظ بالشهادة وأذهب لحمل الأحجار والأسمنت في أماكن البناء كبقية أخواني السابقين، لأن الوطن لم يعد يتسع لكفاءات أبنائه.

زميلي هذا نموذج لطابور طويل من خريجي الجامعات حلموا بمستقبل مشرق فاستقبلهم رصيف البطالة وأضحى الشارع قدرهم المحتوم يتجمع معظمهم منذ ساعات الفجر بحثا عما يسد الرمق بعد أن ضاقت بهم سبل العيش ناهيك عمن هم في البيوت عالة على أسرهم.

من المؤسف حقا أن تذهب سنوات شبابنا بحثا عن العلم في وطن لا يحترم القدرات، حتى صار الشرفاء بلا مكان فيه.

إن التعامل مع الثروة البشرية بهذه القسوة ينذر بكارثة على الوطن بأسره، سيما وأن الناس اليوم قد أدركوا أنه لا بد من التخلص من القهر والبحث عن المساواة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى