الإعلام الرسمي.. إعلام شمولي

> عبدالرحمن خبارة:

> الإعلام الرسمي في اليمن، يقلد بشكل كبير الإعلام الرسمي بالذات في مصر الشقيقة، لكن الإعلام الرسمي المصري قد تغير بشكل كبير فالصحف الرسمية (الأهرام، الأخبار، الجمهورية) تمارس اليوم بجانب نقل الأخبار الرسمية نشر مقالات نقدية ضد كثير من الممارسات التي تعانيها أجهزة الدولة والحكومة.

> أي إن هناك تطورا في الإعلام الرسمي المصري، حيث نلاحظ هذا التطور في نقل أخبار وتعليقات نقدية من صحف مستقلة ومن صحف أحزاب المعارضة.. وهذا الجانب للأسف لا يمارس في بلادنا .. فما كان ينقل من أخبار الصحف الرسمية قبل الوحدة لا يزال يمارس في أجهزة إعلامنا الرسمي .. رغم الحديث عن التعددية والديمقراطية.

> سنعطي كثيرا من الأمثلة.. هناك صحف (مستقلة) كصحيفة «الأيام» لا يمر يوم دون نقل أخبار الدولة والحكومة، وبالذات من خطابات الرئيس وأخبار مجالس الوزراء والنواب والشورى... إلخ.. فلا يزال الإعلام الرسمي (التلفزيون والإذاعات) يحجب ذكر ما تنشره هذه الصحف المستقلة، ناهيك عن صحف المعارضة، وبدورنا نسأل وزير الإعلام لماذا هذا الجمود والثبات على نهج الإعلام الشمولي كما كان قبل الوحدة؟

> يفسر الكثير من رجال الصحافة والإعلام بل الكثير من المثقفين والمتعلمين ذلك بأن هناك عدم إيمان حقيقي بالتعددية والديمقراطية، رغم التناقض الذي تمارسه هذه الأجهزة الإعلامية.. ومن أجل نقل الأقوال إلى أفعال على وزارة الإعلام إقناع صانع القرارات أن العالم تغير بما فيه اليمن، وأن السير في طريق الشمولية الإعلامية يسقط مصداقية الكثير من القيم والنهج التي كفلها الدستور والقانون اليمني.

> وقد أدت هذه السياسة الشمولية الإعلامية إلى خسائر كبيرة، فرغم ما تملكه الأجهزة الرسمية من إمكانات وطنية بعضها هائلة إلا أن صحفها مازالت أسيرة ومحدودة التداول وبعضها لا يصل إلى بعض عواصم محافظات الجمهورية ناهيك عن المديريات.

> بدون نقلة حقيقية في أجهزة الإعلام والسياسة الإعلامية في البلاد، وبالذات السماح بممارسة النقد وإنهاء شعار «كل شيء تمام» كما يمارس في الصحف الرسمية وأجهزة الإعلام الأخرى.. فإن مصير هذه الأجهزة المزيد من التردي والانحسار والمزيد من الخسائر على الشعب الذي يتحمل العبء الأكبر من مداخيله التي تقتطع منها ضرائب للسماح لهذه الصحف الرسمية والأجهزة الإعلامية الأخرى بالاستمرارية!!..

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى