ومضات ونبضات من وادي حضرموت والصحراء

> «الأيام» علوي بن سميط:

>
الواجهة الخارجية لمطار سيئون..
الواجهة الخارجية لمطار سيئون..
مطار سيئون مصنف بالدولي، ويبدو أن التصنيف لا يتفق مع الواقع سيما مع ضيق صالات المغادرة والاستقبال للمسافرين التي تزدحم بالركاب وعفشهم ومتعلقاتهم عند وصول مثلا أكثر من 140 مسافرا من المغتربين في هذا الموسم، وتراكمهم في قاعة لا يزيد عرضها وطولها عن 9×6 أمتار، وتضم أيضا رجال الجوازات (المحتجزين) في كابينات شبيهة بزنزانات ضيقة وكذا رجال الجمارك ورجال الأمن وغرف أشبه بعلب سردين كمكاتب للأمن وللمهندسين.. وهكذا يختلط الحابل بالنابل عند الوصول وتنزف أجساد المسافرين الواقفين عرقا يصطدم بزفرات. هذا عند الوصول، ويخفف هذه المعاناة المعاملة الراقية والطيبة التي تؤديها جهات الجمارك والجوازات والأمن بكل تعاون دون تبرم، ولنتصور أن الكل ينتظر أو يعمل في مساحة صغيرة جدا، ولعل مساحة غرف بمطارات أخرى مخصصة للمدخنين أكبر بكثير من صالة الوصول بمطار سيئون، كما أن العديد من المسافرين على رحلات داخلية وخارجية يفاجؤون بعدم وجود بوفية داخل المطار ولو لتناول فنجان من الشاي أو شراء قنينة ماء أو ما يرغب فيه المسافر، فالرحلات حضورها ما قبل السابعة صباحا أو الثانية ظهرا ويتوجب - وهذا أقل شيء - وجود بوفية، أليس كذلك والمطار دولي؟.

كل هذا سوف يحل كما نسمع منذ زمن طويل بمشروع مبنى المطار الجديد، ولكن الانتظار طال وأضحى المشروع المرسوم كمخطط على الورق في غياهب الوعود.

تدريب تم العام الماضي على عملية الرصف
تدريب تم العام الماضي على عملية الرصف
مشروع مجاري مدينة شبام التاريخية الذي يضم معه مشاريع أخرى (شبكة الكهرباء والاتصالات ومياه الشرب) بإبعاد هذه الشبكات من سطح الأرض إلى باطنها لتشكل قنوات متجاورة والمجاري، ليأتي بعدئذ رصف المدينة، وبهذا فإنه مشروع في خمسة مشاريع وجميعها مهمة وكلفتها تزيد عن أربعة ملايين دولار.. الحديث عن المشروع ودراساته وتمويله ليس جديدا، بل أضحى عند أهالي شبام حلما وسرابا، فمنذ أن تشكلت اللجان الرسمية والأهلية لهذا المشروع ومازال «محلك سر».. أقيمت للمشروع ندوات وورش عمل وجلسات ومتابعات أشبه بسباق الماراثون ولكن دون تحديد نقطة الانطلاق، وسبق أن تدرب اكثر من ثلاثمائة عامل محلي من المدينة على تجربة تطبيقية بضاحية سحيل شبام منذ ما يزيد على عام لتهيئتهم للتنفيذ الفعلي للمشروع بداخل المدينة التاريخية، ثم ظهرت آراء وتدخلات بهدف إبعاد العمالة المحلية، ومنذ ما يزيد على عام يتردد أيضا عن تطبيق مقطع تجريبي داخل المدينة المسورة، وقبل أشهر خرجت مناقصة استيراد لهذا المقطع وأعلنت في صنعاء، ولكن متى نستقبل هذا المشروع أو حتى المقطع التجريبي؟ وآمل ألا يكون وراء التأخير تجاذب أطراف أو متنفذين يرغبون في الاستئثار بالمقاولات مادام المبلغ المعتمد يسيل له لعاب المتربصين وتتأخر المشاريع بسببهم وتحت مبررات واهية، لذلك أصبح مشروع المجاري ينطبق عليه المثل «أسمع جعجعة ولا أرى طحنا».

التسول ظاهرة انتشرت بوادي حضرموت وتحديدا في سيئون، أياديها قدمت من خارج محافظة حضرموت وأضحى المتسولون في سيئون شريحة بذاتها، تجمعاتها تُشاهَد في محيط القصر السلطاني وسوق الصرافة وتمتد حتى أبواب المطار، ولا تمتد الأيدي باستجداء مهذب بل بكل وقاحة، فامرأة تضع أصابعها في جيبك وأخرى تشد قميص مغترب أو تدك زجاج سيارته، ومتسولون كبار السن وأطفال يتحلقون على وفد رسمي خارجي تحت بوابة القصر كما شاهدت بعيني، وتتبع هذه الظاهرة تخريجات فاضحة من السلوك غير المعروف لدى أهل المنطقة.. محلي سيئون سبق له أن وقف أمام ذلك.. الناس صرخوا فلم يستجب أحد حتى تكاثر المتسولون بمدينة سيئون والمدن الأخرى كالفطريات.

إحدى صور التسول في سيئون
إحدى صور التسول في سيئون
خلال شهر يوليو شهدت مناطق بمديريتي سيئون وشبام حرائق عديدة طالت نخيلا مثمرا ومخضرّا وبفعل فاعل، ولم يتضح الهدف من الإقدام على هذا الفعل، أفلا يكفي أن هذه الشجرة المباركة تئن من داء الدوباس الذي أصابها لنأتي ونحرقها؟ فما ذنبها؟ ثم أليس ما يعانيه البعض من ظلم ومشاكل ربما سببه تعذيب النخيل الطاهر منذ السبعينات وحتى اليوم؟ فما نشاهده أمامنا من ظواهر تضربنا لأننا نعبث بالحياة وبكرامة مريم.

معظم عمال النظافة بمدينة شبام ومنذ سنوات لم يحصلوا على وظائف ويعملون بأجور متدنية تصرف لهم من صندوق النظافة والتحسين التابع لمحلي شبام.. المبلغ الشهري الذي يحصل عليه الصندوق جراء رسوم يدفعها المواطن بالمديرية يصل إلى قرابة المليون، فهل يذهب كاملا ويسخر فعليا للنظافة والتحسين أم أن نسبة كبيرة منه تذهب إلى غير أوجه النظافة؟ وهذا الواقع ومن الممكن تنظيف صندوق النظافة طالما وأنه لصالح العمال لا غيرهم، علما بأن المديرية يزيد مبلغ دخل رسوم النظافة فيها على مبالغ مديريات أخرى.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى