أهلي صنعاء والنجمة السادسة

> «الأيام الرياضي» علي باسعيدة:

> ليس غريبا جداً وليس خروجا عن المألوف أن يعتلي امبراطور الكرة اليمنية أهلي صنعاء زعامة الكرة اليمنية لهذا الموسم، ويحقق نجمته السادسة في هذه المسابقة الأهم، التي هو أحد فرسانها بل هو في طليعة الجميع، لكون الأهلي والبطولة صنوان لا يفترقان .. غير أن المشهد الكروي لهذا الموسم استبعد الأهلي من قائمة المرشحين للقب لأسباب عديدة، حينما اقتصر الأمر على فريقين فقط هما حسان الطامح والصقر الجارح والمرصع بالنجوم والإدارة النموذجية التي وفرت سبل طيران الصقر وتحليقه للحفاظ على درع البطولة.. غير أن الأهلي الذي بدأ يزحف نحو البطولة برتم متناسق وإدارة كانت هي السند القوي وهي من هيأ الفريق لمعانقة اللقب المفقود،واستعادة هيبة الإمبراطور الصنعاني كان له رأي مغاير حينما عانق اللقب وسط دهشة الجميع.. غير أن كلمة السر في التحول هذا هو إثنان لا ثالث لهما، وذلك بعد توفيق الله سبحانه وتعالى وهما الشيخان الجليلان حسين الأحمر ويحيى الحباري اللذان كان لهما الدور الأكبر في المسيرة المظفرة للكتيبة الحمراء، حينما دعما الفريق مادياً وقبل ذلك معنوياً، بل إن الشيخ يحيى الحباري كاد أن يدفع ثمن عشقه للأهلي حياته الغالية حينما طالته أياد آثمة وغادرة لا تعترف بالمنافسة الرياضية، بقدر ما تنتهج أساليب شيطانية ماكان أحد أن يتصورها، غير أن عناية الله حفظت رجل الأعمال الوقور الحباري الذي يهيم عشقاً وحباً في الأهلي، الذي هو الآخر تحمل مسؤوليته، وكان اللاعبون عند مستوى الثقة حينما أهدوه اللقب الذي طيب جراحه وجراح كل محبي الأهلي ببطولة لها معنى ومذاق خاص وخاص جداً.

إن تحقيق لقب سادس للأهلي أمر ليس بغريب، بل الغريب أن لا يكون بطلاً بعد أن شهد استقراراً إدارياً،ومعه استردت الثقة في نجوم الكتيبة الحمراء التي عزفت السيمفونيات التي أطربت الجميع بقيادة المايسترو المدرب العراقي باسم قاسم، الذي سانده الحظ كثيراً ليسحب البساط من الجميع، وإن الأهلي وتحقيقه للقب أمر يستحق أكثر من وقفة، غير أن الذي يجب أن يعيه الجميع أن البطولات لا تأت هكذا على سبيل الحظ أو أنني الأفضل وأمتلك كل المقومات بقدر ما تحتاج إلى صبر وطول بال ودراسة متأنية لكل صغيرة وكبيرة، وهو ما فعله الاهلاوية الذين ضحكوا في الأخير كثيراً، وقدموا دروساً للجميع نتمنى استيعابها بدلاً من السير وراء:(هذا الحكم ظلمني)و(هذه اللجنة تستقصدني)وهي المبررات التي يسوقها المخفقون ويحاولوا إيهام الجميع بها.

وبما أن البطولة ابتسمت للأهلي الصنعاني فإن التحية واجبة لشباب ونجوم حسان أبين (البطل غير المتوج) والذي قدم هو الآخر دروساً في الولاء والحب، وقبل ذلك قدم الحقيقة الناصعة أن حسان مليء بالمواهب التي صنعت الفارق في معظم جولات البطولة، التي خسروها لعدم امتلاكهم خبرة تحقيق البطولات، ولعدم تقدير هذه النجوم ودعمها ورفع روحها المعنوية.

ضف إلى ذلك فقدانها للحذق التكتيكي في أكثر جولات الدوري حساسية، فمبروك لحسان هذا التميز والمركز الثاني بجدارة، ومليون مبروك قبل ذلك للإمبراطور الصنعاني الذي أطفأ ظمأ عشاقه ومناصريه ببطولة لها أكثر من عنوان، فهل يتعلم الجميع ويعرفوا كيف تحصد البطولات؟ .. هذا ما نتمناه.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى