في تعز من ينقذ البيئة ؟ سد العامرة يصرخ ؟!

> «الأيام» عبد الملك الشراعي:

>
يقع سد العامرة في شمال مدينة تعز، وقد أنشئ هذا السد بوضعه الحالي في عام 1996م بهدف خزن المياه في موسم الأمطار وإعادة استخدامها لغرض الري التكميلي في موسم الجفاف علاوة على حماية الأراضي الزراعية الواقعة تحت هذا السد من الانجراف. وتبلغ سعة هذا السد الإجمالية نحو (785000) متر مكعب بينما سعته الفعلية تصل إلى نحو (735000) متر مكعب. هذه الكمية من المياه تستخدم بصفة أساسية للزراعة حيث قدرت مساحة الأراضي المتوقع ريها من هذا السد بنحو (176) هكتاراً عند إنشائه. ولكي توضح الصورة أكثر قمنا بالاستطلاع التالي :

المهندس عبد القادر علي حاتم وكيل محافظة تعز للشؤون الفنية والبيئة قال: «لا يوجد في سد العامرة تلوث بيئي بصورة مزعجة في الوقت الحالي وكان في الماضي أي قبل سنوات التلوث بكميات كبيرة وبعد أن تم فصل المجاري العشوائية التي كانت تصب في السد وقد تم تركيب شبكة المجاري الجديدة وضمها الى المجاري الرئيسية لكي نخفف كثيراً من التلوث» . وأضاف:«كانت هناك كميات كبيرة من المخلفات وبعض القمامات التي كانت تجرفها السيول إلى هذا السد ، كما قمنا ببناء أحواض ترسيبية لمخلفات السيول، بالإضافة إلى نجاح عملية جمع القمامة من الحارات والشوارع وكذا إلزام أصحاب محلات تغيير الزيوت والإطارات استطعنا كذلك أن نقضي على كثير من هذه الإشكالية أما ما شاهدته من نضوب المياه وموت الأسماك الموجودة في السد فهو بسبب الأخوة المواطنين الذين يستخدمون مياه السد للري بطرق غير قانونية»، مشيراً إلى تكليف لجنة مكونة من الأخوة : مدير عام المديرية وممثلي مشروع التطوير البلدي بالإضافة إلى مهندس من مكتب الزراعة ومدير عام المشاريع لقطاع الشئون الفنية، وأنه تم استلام الملاحظات وتحديد محضر للاستلام النهائي للمشروع .

وقال:«لقد وجه المحافظ بعمل دراسات بيئية ونحن الآن بصدد الانتهاء من دراسة عمل مصنع للأسمدة سيقوم بجمع المخلفات الصلبة ومخلفات القمامة وتجهيزها كأسمدة عضوية وهذا سيكون حلا مناسبا للقضاء على المشاكل البيئية شاكرين «الأيام» الموجودة في كل حدث أكثر من الصحف الرسمية».

الأخ أحمد عبد الوهاب الشرعبي، باحث بيلوجي، قال:«تعتمد مدينة تعز على العديد من الأحواض المائية لإمدادها بالمياه ومن ضمنها حوض الحوجلة الذي تم إنشاء سد العامرة فيه ليعمل على حجز المياه القادمة من المرتفعات المجاورة للحوض». ومضى يقول:«إن الغرض من إنشائه هو تغذية المياه الجوفية لحوض الحوجلة والاستفادة من هذه المياه في عملية الري» مشيراً إلى أنه تم إنشاء السد من قبل الحكومة السويسرية في عام 1996م ووضع العمر الافتراضي له (21 عاماً) «ولم يصل السد إلى عمره الافتراضي فقد انتهى بعد مرور (10سنوات) من بنائه، وكان السبب هو امتلاؤه بالرواسب الناتجة عن وجود المخلفات الصلبة والسائلة والعمرانية في السد بالإضافة إلى مخلفات الصرف الصحي ولكن هذا السد أعيد تأهيله من جديد من قبل مشروع حماية تعز من كوارث السيول ونظراً لكون مياه الأمطار والسيول التي تصل إلى السد تمر بوسط مدينة تعز فإنها تجرف معها العديد من مخلفات القمامة والسائلة والصلبة بالإضافة الى مخلفات المستشفيات والمعامل وجميع الملوثات ومياه الصرف الصحي التي جميعها تلقى داخل عبارات السيول حيث تعمل على إيصالها إلى هذا السد الذي تحول إلى حوض تجتمع بداخله كل المخلفات التي يتخلص منها سكان مدينة تعز مما أدى إلى تلوث هذا السد بهذه الملوثات وانعكس ذلك على البيئة المحيطة بالسد، لذلك يمكن أن نحصر بعض جوانب التلوت في الآتي :

1) تلوث مياه السد أدى إلى تلوث المياه الجوفية في حوض الحوجلة. 2) تدهور التربة وانتشار الأملاح فيها نتيجة للمخلفات الكيمائية والبلاستيكية التي توجد في هذا السد. 3) انتشار أمراض الحساسية التي تصيب الجلد في أبناء المنطقة الذين يتعاملون مباشرة مع هذه المياه. 4) توجد في هذا السد تجمعات المياه الراكدة خاصة في منطقة دخول السيول، وقد لوحظ في المنطقة الواقعة خلف جسم السد انتشار البعوض الناقل للملاريا يكميات كثيرة في هذه الأماكن لأن البعوض يفضل المياه العذبة الراكدة لوضع بيضه ونمو يرقاته، وقال بعض المسئولين في الصحة العامة عن سد العامرة بأنه يعد المصدر الرئيس لتوالد البعوض وانتشار حالات الإصابة بمرض الملاريا بالمنطقة. 5) الرائحة الكريهة التي تزكم الأنوف للمياه الموجودة في السد بسبب الملوثات الموجودة فيه. 6) نفوق بعض الأسماك والكائنات الحية داخل السد بسبب الملوثات الكيمائية الناتجة عن المعامل والمصانع التي تصل إلى السد» .

وأضاف قائلا:ً «هذه بعض الآثار التي يمكن الإشارة إليها، وهذا الموضوع قد حظي بالعديد من الدراسات من قبل الباحثين في جامعة تعز وخاصة قسم الجغرافية وكذا الهيئة العامة للموارد المائية بالمحافظة ولكن للأسف هذه الدراسات لم يتم الاستفادة منها من قبل الجهات المختصة».

الخضر أحمد العاطفي، موظف قال:«منطقة البريهي في الحالمة تعز ظلت تشكل على مر الزمن رقعة منسية عن أنظار من يدعو لإنجازات، وهي تعاني وحيدة المخاض الأليم لوطن لم يولد بعد...لوطن مازال يلملم أشلاءه المبعثرة والمشتتة وهناك في سدها (العامرة) أو كما يسميه السكان (سد العامرية) هناك الآلاف من الأسماك تحتضر وغيرها نفقت وتعفنت وفاحت ريحتها مخلفة أضرارا بيئية وصحية كبيرة.. والجهات المسئولة لا تدري بذلك كله بسبب جشع المواطنين بسحب مخزون المياه الذي في السد بالكامل وحرمان الأسماك من المياه القليلة التي بقت داخل السد ونضوب الماء خصوصاً في هذا الوقت من الارتفاع الشديد للحرارة».

وأضاف قائلا:«إن آلافاً من الأسماك الميتة في هذا السد وآلافاً أخرى تصارع الموت في قليل من الماء حتى ان المياه أصبحت سوداء من تعفن الأسماك مما يؤثر على المياه الجوفية واحتمال التلوث خصوصاً وأن مدينة تعز تشرب من الآبار القريبة من السد لاسيما وأن تلك المياه الموجودة في السد هي التي تغذي تلك الآبار».

مشيراً إلى «أن الطيور الجارحة تملأ السماء لتنقض على الأسماك وايضاً الكلاب والأسماك معاً تنظر إلينا ولسان حالها يقول (نحن من يدفع عنكم بلاء الملاريا والبعوض فلماذا لا تردون لنا الدين)».

وقال:«نعم لقد زرعت تلكم الأسماك في هذا السد وتكبدت الدولة أموالاً طائلة حتى تنمو وتعيش في هذا السد لكي تكافح البعوض الناقل للملاريا وها هي اليوم لا تجد من يساعدها خصوصاً وأن هذه الأسماك لسيت من النوع العادي كأسماك البرك مثلاً إو الغيول وإنما أسماك خاصة بالأنهار والبحيرات وتسمى (أسماك البلطي) وكما يسميها أشقاؤنا المصريون أسماك البلوط، وهي تتكاتر بشكل كبير ويمكن الاستفادة من لحومها بالإضافة إلى دورها الكبير في تنظيف البحيرة وإعادة الحياة إليها .

وأخيراً لا ينبغي السكوت عن هذا الوضع ويجب علينا العمل الجاد لوقف الأضرار الكبيرة على البيئة وهو ما يتطلب تضافر جهود المواطنين جميعاً والمجلس المحلي لأن الالتزام الجماعي يحتاج إلى قيادة محلية غير عادية».

منوهاً «بأن الوطن اليوم بحاجة أكثر من أي وقت مضى إلى قادة يقدرون على تسيير أتباعهم في نهج الإحساس الكامل بالمسئولية على المستوى الوطني وإنقاذ البيئة».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى