أدب الرحلات بين م.ريم عبدالغني ود. نوال السعداوي

> نجيب محمد يابلي:

> نشرت لي «الأيام» في عددها الصادر في 3 مايو 2007م موضوعاً موسوماً (ريم من الشام مأخوذ بعبق اللبان وروض القمندان) واختتمت موضوعي بهذه الكلمات: «وبوسعي أن أبشر السيدة ريم بأنها ستوفق أيما توفيق إذا طرقت باب (أدب الرحلات) فقد أظهرت مهارة، تستحق الثناء عليها في هذا النوع من الأدب (الرحلات). إلى لقاء آخر مع ريم الشام».

جمعت في موضوعي الحالي بين السيدتين المبدعتين ريم عبدالغني ونوال السعداوي، الأولى مهندسة والثانية طبيبة، والأولى سورية والثانية مصرية واقترنت الأولى بالرئيس علي ناصر محمد فيما اقترنت الثانية بالطبيب والأديب التقدمى الدكتور شريف حتاتة، وعرضت الأولى منتجها من خلال فترينة «الأيام» فيما عرضت الثانية منتجها من خلال «كتاب الهلال» (رحلاتي حول العالم) في جزئين.

اللافت في منتجي ريم ونوال، أن (ريم) مسكونة بحب اليمن، فأبحاثها المعمارية حصرتها في شبام (حضرموت) كدراسة حالة CASE STUDY وكتاباتها في أدب الرحلات التي بلغت درجة العشق الصوفي ساحت في ربى عدن ولحج وأبين، فيما نجد الرحلات التي بلغت درجة العشق الصوفي ساحت في ربى عدن ولحج وأبين فيما نجد (نوال) مسكونة بحب الهند، فقد افصحت في مطلع الفصل السابع (رحلة الهند) عن ولعها بالهند: «في الهند لم أشعر أنني غريبة في بلد غريب، أمشي في الشوارع وأنظر إلى الوجوه والسماء والأرض والمباني والآثار فأنسى أنني في الهند وأظن أنني في مصر» وتضيف نوال: «رأيت في الهند جذوري، طفولتي، ماضي وحاضري ولأول مرة تتلاشى غربتي مع نفسي...».

اللافت أيضاً في منتجي ريم ونوال عنايتهما بالعاملين الجغرافي والتاريخي في أدب الرحلات عندهما، فقد سبق الاطلاع مرحلة المشاهدة وعند الكتابة التقى هذا (الاطلاع) وتلك (المشاهدات) ويصب ذلك في الأرض والإنسان في طورهما الهيكلي وتبقى المرحلة الأخيرة وهي صناعة الكتابة وهي شائقة عند ريم ونوال، وفي تقديري أن عاملي الموهبة والإحساس متوفران عند ريم وهما ولا شك متوفران أيضاً عند نوال، إلا أن ما يميز (نوال) أن تجربتها في الكتابة طويلة بلغت درجة تأليف الكتب عامة والقصة خاصة وهي القاسم المشترك بينها وبين زوجها الدكتور شريف حتاتة.

تنفصل ريم عن نوال عند (منطقة التمرد)، فنوال صاحبة تجربة طويلة في فتح خطوط اجتماعية ساخنة جرت عليها المتاعب والمعارك الأدبية والقانونية، فيما نجد ريم تمزج الجانب التخصصي (عمارة) بالجانب الانثروبولوجي (الانسان والعادات والثقافة والملبس والمهارات البيئية كالبخور والعطور وغيرها) وتزين موضوعها بمقتطفات من الشعر أو الغناء الشعبي (راجع: ما نهاتن الصحراء «شبام» 1و 2 و«في قلب عدن» (أيام عدنية 1و 2و 3 و 4 و 5) ووجدناها في تلك الحلقات تضحك كالأطفال وتبكي كالخنساء.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى