زلال الكلم

> عمر محمد بن حليس:

> الكلم عند ما يكون سلساً جاداً وصريحاً، مقنعاً وشفافاً وصادقاً منبعه القلب ومعينه العقل، يكون الاستماع إليه بأكثر جدية ولوعة وشغفاً يهبط على جوف الإنسان كقطعة الثلج في وقت الهجير لشمس الصيف، فتتلاحق جناه وتزيد أُكُل ثماره الناضجة فتراه كبرق ينير الطريق في زمن العتمة وتتلذذه عذباً فراتاً وزلالاً صافياً.

أما المناسبة لهذه الإطلالة فقد جرني إليها وبشدة ذلك الشعور الذي تملكني بمنتهى الإعجاب الذي تزاوج مع بواعث التفاؤل والأمل الكامنة داخل النفس دوماً، بعد أن قرأت وكررت قراءة ما أتحفتنا به صحيفة «الأيام» 2007/7/28 من حديث جريء وشجاع للأستاذ عبدالقادر علي هلال، وزير الإدارة المحلية.

ولمن قرأ بتمعن وبعقل نظيف وسبر غور معاني ذلك الكلم، يجد فيه صراحة لم يعهدها من قبل، لأنه (هلال) لامس جوانب حياتية كثيرة تهمنا جميعاً، بل أظن أن حديث (الهلال) بجرأته قد يكسر جدران الصمت لدى من لا يرون الأمور والحقائق كما هي، أو لدى أولئك الذين لا يقرون بالواقع والعمل من أجل المستقبل الذي نحلم به جميعاً.

نعم، الوحدة اليمنية مكسب كبير والوطن ما عاد يحتمل جراحاً، ومن الأفضل أن نعمل ونجتهد ونثابر وألا نبقى في الأحلام الوردية.

نعم، الأمن والاستقرار الذي نعيشه في ظل دولة الوحدة يعد أكبر مكسب وبناء دولة المؤسسات مهمتنا جميعاً.

نعم، هناك ثقافة المركزية والشمولية والشخصنة، ومن الواجب النضال مع كل القوى الخيرة المدنية والسياسية من أجل تصحيح وتطوير نظام السلطة المحلية.

نعم، عدن نموذج مدنية المدينة، وفي تقديري لا يمكن للاستثمار أن يقوم وينجح إلا من عدن، فلنحافظ على عدن واستقرارها وسكينتها العامة.

وأخيراً وليس آخراً.. نعم إن صحيفة «الأيام» تتعامل مع القضايا بمهنية وتعطي الحلول والبدائل وتقدم الرأي والرأي الآخر، لذلك استحقت الإشادة والتحية من قبل معالي الأخ الوزير (الهلال).

الخلاصة: الكلم كان زلالاً.. فهلا اغترفنا منه ما يروي العطشان ويشفي العليل؟

وأقول بحق، كان وسيظل شجاعاً فهلّا جعلناه قدوة؟

كان درساً ونعم الدرس فهلّا فهمناه؟

إنه مجموعة كبيرة من الرسائل المهمة التي ينبغي لنا أن ندرك معانيها العميقة وأبعادها الشاسعة ومضامينها الجديرة بالاهتمام والوقوف أمامها..ولنثق بالله أولاً وأخيراً.. والدنيا بخير إن شاء الله.. والله المستعان.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى