رجال في ذاكرة التاريخ

> «الأيام» نجيب محمد يابلي:

> السلطنة العوذلية .. جاء في كتاب (هذا الجنوب ارضنا الطيبة - ص 31) لمؤلفه العطر الذكر عبدالرحمن جرجرة: «تقع السلطنة العوذلية شمال شرقي عدن وتبعد عنها حوالي 120 ميلا وهي إحدى الولايات الست المؤسسة للاتحاد (اتحاد الجنوب العربي FEDERATION OF SOUTH ARABIA)والتي ساهمت في وضع الدستور الاتحادي، تمتد حدودها شرقا إلى وادي (ضرا) التي يقطنها العلهيون وغربا إلى الحدود اليمنية وشمالا الحدود اليمنية ايضا وجنوبا السلطنة الفضلية.تنقسم السلطنة إلى قسمين: سهلي ويطلق عليه (الكور) وجبلي ويطلق عليه (الظاهر) وكان حاكمها السلطان صالح بن حسين العوذلي وكانت السلطنة مقسمة إداريا إلى أربع مناطق:

-1 المنطقة الشرقية ومركز إدارتها الشعة, -2 المنطقة الغربية ومركز إدارتها مكيراس, -3 المنطقة الشمالية ومركز إدارتها مرتقة, -4 المنطقة الجنوبية ومركز إدارتها زارة».

القبائل العوذلية

جاء في كتاب «تاريخ القبائل اليمنية» - الجزء الاول اليمن الجنوبية، ص 263 - لمؤلفه حمزة علي لقمان: يتكون سكان قبائل منطقة العوذلي (أهل عوذلة المنصوري) من:-1 أهل عوذلة الدولة وينقسمون إلى القبائل التالية:1-1 أهل عبدالله بن قاسم، 2-1 أهل صالح بن قاسم،3-1 أهل أحمد بن قاسم، 4-1 أهل العوسجي، 5-1 أهل الشيخ،6-1 أهل عبدالله بن علي، 7-1 أهل علي، 8-1 أهل امفدة، 9-1 أهل منصور، وينقسم أهل منصور إلى 5 فروع كما تنتمي إلى هذه القبيلة الفروع التالية: الحدد في الهجر وأهل امقطيش في عريب وأهل عاطف في كريش وامخرز في عريب وأهل مساعد في امحتار.

-2 أهل عوذلة (العوذلي) وينقسمون إلى القبائل التالية:1-2 أهل علي أمحمد، 2-2 أهل بجير امريدة، 3-2 أهل يزيد, 4-2 أهل دمان، 5-2 أهل ذييب، 6-2 أهل امشعة، 7-2 أهل الحصن (يورد كتاب لقمان تفاصيل القبائل المذكورة ومناطق تواجدها).

-1 الفقيد حسين صالح القطيش:

الميلاد والنشأة

الفقيد المناضل الوطني حسين صالح القطيش من مواليد لودر، إحدى أبرز مدن السلطنة العوذلية عام 1929م في أسرة ميسورة كان عميدها المرحوم صالح محمد القطيش يزاول أعمالا تجارية بسيطة وأعمالا إدارية موسمية تتمثل في جباية العشر. التحق حسين القطيش بكُتّاب (معلامة) فضيلة الشيخ السيد حامد الحداد وعلى يديه أجاد القراءة والكتابة وتلاوة القرآن الكريم وفقه أصول الدين والحساب (راجع كتاب تأبين الفقيد). التحق المناضل حسين القطيش بالسلك الإداري للسلطنة العوذلية وأصبح مديرا للمالية بمدينة لودر في العام 1958م وبعد نيل الاستقلال في 30 نوفمبر 1967م صدر قرار وزاري بتعيين المناضل القطيش محاسبا للمحافظة الثالثة (أبين حاليا), ثم انتقل إلى عدن في العام 1969م للعمل محاسبا لإدارة الزراعة، وفي العام 1970م صدر قرار بتعيين القطيش مديرا لبلدية لودر.

القطيش في ركاب حركة القوميين العرب

بدأت الخلايا التنظيمية لحركة القوميين العرب في الانتشار في المنطقة الوسطى، التي ضمت منطقة العواذل ومنطقة دثينة ومنطقة الوضيع في نهاية النصف الثاني من الخمسينات ومطلع الستينات من القرن الماضي على أيدي الرواد الاوائل:

حسين الجابري والفقيد ناصر علوي السقاف والشهيد محمد حسين ناجي والشهيد أحمد صالح الشاعر ومحمد حسين الذروي.صدر قرار الحركة في العام 1961م بتشكيل الخلايا السرية في المنطقة وتشكلت المرتبة القيادية الأولى في مدينة لودر من التالية أسماؤهم:-1 محمد حسين ناجي، -2 حسين صالح القطيش، -3 محمد أحمد حرباج، -4 عربي عبدالقادر، -5 الخضر أحمد القطيش، -6 محمد أحمد الصغير، -7 علي عبداللاه أحمد.

ثورة 26 سبتمبر وأياد بيضاء لآل القطيش

أسهم الرواد الاوائل للحركة في الدفاع عن ثورة 26 سبتمبر 1962م منذ بداية قيامها بتشكيل مجاميع المتطوعين وتجهيزها ونقلها إلى البيضاء وتعز وقعطبة ومأرب وكان للفقيد المناضل حسين صالح القطيش وأخويه الفقيدين عمر صالح وأحمد صالح القطيش دور كبير في نقل أعداد كبيرة من المتطوعين عبر لودر ومكيراس إلى مدينة البيضاء بسياراتهم الخاصة وشراء الأسلحة والذخائر في حدود امكاناتهم دعما لجهود الدفاع عن الثورة.

أعضاء المرتبة القيادية في منزلي المناضلين علي السلامي وعبدالملك إسماعيل

تم تكليف المرتبة القيادية في المنطقة الوسطى بتولي قيادة تنظيم الجبهة القومية بالمنطقة اعتبارا من تاريخ الاعلان بتشكيله في مايو 1963م، وفي نهاية اكتوبر 1963م (بعد اسبوعين من انطلاق أول شرارة للثورة من جبال ردفان في 14 اكتوبر 1963م) اتخذ قرار بمشاركة أعضاء المرتبة القيادية في الدورة الاولى التي نظمتها قيادة الجبهة في عدن واستقبلهم المناضل علي أحمد السلامي في منزله بمنطقة دارسعد والمناضل عبد الملك اسماعيل في منزله بالتواهي والبريقة حيث تلقى أعضاء المرتبة محاضرات سياسية وأساليب العمل التنظيمي الجديدة وسرية العمل والحماية الامنية والذاتية للمناضلين والعمليات العسكرية، وكان بصحبة القفيش الشهيد المناضل الخضر أحمد القطيش.

القطيش في ذاكرة الأستاذ عربي عبدالقادر

الأستاذ عربي عبدالقادر، الشخصية الوطنية والاجتماعية المعروفة ادلى بشهادته للتاريخ بأن الفقيد المناضل حسين صالح القطيش يعد الرجل الثاني بعد الشهيد محمد حسين ناجي في الشجاعة والإقدام وقيادة وتوجيه الاعمال السياسية والتنظيمية، وكان مؤثرا في قطاعات التجار والموظفين والمدرسين والطلاب والجنود من منطقة العواذل وخارجها وربطته علاقات واسعة مع العديد من الشخصيات القيادية في تنظيم الجبهة القومية في مختلف المناطق منهم الاستاذ علي السلامي وعبدالله اسماعيل ومحمد حسين الذروي وأحمد صالح الشاعر وحسين الجابري وأحمد محمد الفقيرية ومحمد صلاح وسالم ربيع علي ومحمد علي هيثم وعلي ناصر محمد وعلي سالم البيض وعمر علي أحمد ومحمد علي أحمد وعلي محمد القفيش وأحمد سنان عباس وصالح سالم الدماني وقاسم مقرم والحاج صالح باقيس وعبدالله الدلالي وسالم علي القفعي وعلي حنش وحسين صيوع وعبدالنبي مدرم ومحمد سالم مدرم وأحمد محمد مدرم وعبدربه حسين القفيش وصالح حسين العوسجي وأحمد حسين حيدرة.

القطيش في لائحة التكريم

حصل المناضل الوطني حسين صالح القطيش على عدد من الاوسمة هي: -1 وسام الاستقلال 30 نوفمبر من الاخ الرئيس علي عبدالله صالح، -2 ميداليتا حرب التحرير من الدرجة الاولى والثانية، -3 ميدالية المجلس العمالي لنقابات عمال الجمهورية، -4 ميدالية الاسرة المثالية،-5 ميدالية المؤتمر العام الثالث للحزب، -6 وسام الشجاعة والإخلاص من الدرجة الأولى والثانية.

«الأيام» تنعى المناضل حسين صالح قطيش

نشرت «الأيام» في عددها 3264 الصادر يوم الاثنين الموافق 22 يناير 2001م خبرا لمراسلها في لودر الزميل حسين الثريا جاء في مطلعه: «شيعت بعد ظهر يوم امس الاحد في مدينة لودر بمحافظة أبين جنازة الفقيد حسين صالح القطيش أحد مؤسسي حركة القوميين في اليمن وأحد مناضلي الثورة اليمنية الذين شاركوا في الدفاع عن ثورة 26 سبتمبر و14 أكتوبر ويحظى بشعبية كبيرة». ومن ضمن عشرات الرسائل التي وردت كانت رسالة الرئيس علي ناصر التي عدد فيها مآثر الفقيد.الفقيد المناضل حسين صالح القطيش متزوج وأب لاثنين وعشرين من الذكور والإناث.

-2 الفقيد عبدالله محمد حفيظ:

الميلاد والنشأة

ورد في الكراس الخاص بتأبين الفقيد المناضل الوطني عبدالله محمد حفيظ ابن علي أنه من مواليد 1929م مدينة لودر بمحافظة أبين «وينتمي الفقيد إلى أكبر العائلات شرفا ونسبا». جاء في شهادة المناضل حسين أحمد محمد علوة بركاني أن «عبدالله حفيظ ابن طيب وشهم لأسرة كريمة ومعروفة في المنطقة» وأضاف بركاني أنه تعرف على المناضل عبدالله حفيظ في مدينة البيضاء التي احتضنت عددا من أبناء السلطنة العوذلية الذين قاوموا السلطات البريطانية ومنهم آل دمان وآل جعرة وأبرزهم: الفقيد عمر سالم الدماني وعبدربه سالم الدماني والمناضل محمد ناصر الجعري وكان يطلق على تلك الجماعات في الخمسينات من القرن الماضي بالـ (شوعية). كما جاء في شهادة بركاني أنه التقى وعبدالله حفيظ بالأخ صالح بن ناجي (وأغلب الظن أنه الرويشان)، مسؤول منطقة البيضاء وذلك في بداية عام 1954م وشرحا له سبب هروبهما وصرف لكل واحد منهما 100 ريال وبعد مضي فترة أخذهما عبدربه سالم الدماني إلى صنعاء مشيا على الاقدام وقابلوا بعد وصولهم محمد عبدالله الشامي، الذي كان مسؤولا عن أبناء الجنوب وتلقوا إعانة قدرها 70 ريالا لكل واحد منهم، وبعد أسبوع واحد رتبت السلطات (بناء على طلب مقدم للقاضي الشامي) جوازي سفر.

حفيظ يلتقي عوض الحامد في الرياض

يمضي بركاني في شهادته فأفاد بأنهما غادرا صنعاء إلى صعدة برا عبر ريدة وخمر والحرف وأقاما ثلاثة أيام في (وادي سيل المضيق) بصعدة المحاذية لنجران التي أقاما فيها مدة يومين وواصلا رحلتهما إلى جدة وسكنا في عزبة مع مجموعة من آل الشرف بباب شريف، ومن تلك المجموعة محمد سالم عاطف. (راجع شهادة حسين بركاني في الكراس ص 74).

ورد في الكراس المذكور أن عبدالله حفيظ تعرف على أفكار حركة القوميين العرب من خلال علاقة الصداقة التي جمعته مع الفقيد المناضل عوض الحامد في مدينة الرياض بالمملكة العربية السعودية خلال الفترة 1961-58م.

المناضل الوطني محمد حيدرة مسدوس أحد شهود العصر

عاد عبدالله حفيظ إلى منطقته في العام 1961م وقد بدأت العناصر المؤسسة لفرع حركة القوميين العرب في مودية ولودر تهيئ الأرضية للعمل السياسي والحزبي، ومن تلك العناصر المناضلون: حسين الجابري ومحمد حسين ناجي وناصر علوي السقاف وأحمد صالح الشاعر ومحمد حسين امذروي وعلي عبدالله حنيش ومحمد أحمد حرباج ومحمد أحمد الصغير وعلي حفيظ القارمي وعربي عبدالقادر حسين وعلي صالح غرامة وعبده فارع نعمان وناصر محمد باحلة وحسين صالح قطيش وعلي عبداللاه أحمد وصالح عبدالله باصهيب. من ذكريات الفقيد المناضل عبدالله محمد حفيظ التي كتبها عام 1983م انهم نقلوا (أي حفيظ ومناضلون آخرون) إلى صالة بجانب بيت الإمام بتعز وكان في استقبالهم عدد من المناضلين وفي مقدمتهم الشهيد سالم ربيع علي ومعه ناصر علي صلاح وعلي صالح عباد مقبل ومحمد علي عريم أبو خالد وأحمد سالم القاضي وعبدالله عبده همام ومنصور مطلي وسالم باجميل وعلي بن نعم وحيدرة سعيد الحمدي وعبدالقادر سنان وسعيد ناصر سنان وصالح خميس سالم وصالح أحمد النينوه. تلقى الجميع دورة عسكرية على يد خبراء مصريين. أحد شهود العصر المناضل الوطني المعروف محمد حيدرة مسدوس أدلى بشهادته للتاريخ نشرتها صحيفة «14 اكتوبر» في عددها الصادر في 13 اكتوبر 1988م جاء فيها أن المناضل عبدالله محمد حفيظ يعد واحدا من العناصر البارزة التي ساهمت بفعالية كبيرة في البناء التنظيمي والسياسي لتنظيم الجبهة القومية على مستوى المنطقة الوسطى كلها.

من مرتفعات حركة القوميين العرب إلى منحدرات المؤتمر الشعبي العام

من المناصب التي شغلها الفقيد المناضل عبدالله محمد حفيظ انه عمل مسؤولا لجمرك السلطنة العوذلية فمديرا لبلدية المديرية الوسطى فمديرا للتعاونية الخدماتية في المديرية الشمالية من محافظة ابين فمشرفا للصيانة بإدارة التربية والتعليم بمديرية لودر حتى وفاته. وفي العام 1990م عمل الفقيد المناضل عبدالله محمد حفيظ مع آخرين على تأسيس فرع المؤتمر الشعبي العام في مديرية لودر ولم يكن عن قناعة بل نكاية بالمنتصر في احداث 13 يناير 1986م الذي وقع على اتفاقية الوحدة مع المحافظات الشمالية في 30 نوفمبر 1989م والإعلان عن قيام دولة الوحدة في 22 مايو 1990م وقد استثمر الطرف الآخر الطرفين المتصارعين في احداث يناير 1986م واستخدمهما كأوراق بغرض احراقها لتنفرد له الساحة وهذا ما حدث.

حفيظ في درب الخالدين

في أحد مستشفيات صنعاء توفي الفقيد المناضل عبدالله محمد حفيظ إثر مرض عضال وذلك في يوم السبت 24 مايو 1997م ودفن بمدينة لودر مسقط رأسه. الفقيد المناضل عبدالله حفيظ متزوج وله من الابناء 15 من الذكور والاناث وحاصل على وسام الاخلاص وميدالية حرب التحرير.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى