الحريـــــة لـ «الأيـــــــام»

> صلاح أبولحيم:

> (مرتزقة الحرية هؤلاء إضافة إلى الشعوب المستكينة الغافلة هم السجانون الجلادون الأشد خطراً وفتكاً أحياناً لأنهم مقيمون في أوساط الرأي العام وهم حملة شعاراته وهمومه، يخدعونه ويسرقون آلامه وأحلامه وآماله وأفكاره ونضالاته ويشوهونها ويجعلونها مطية لمصالحهم ثم يسفحون الدماء كما تذبح النعاج في المسالخ)- الكاتب تركي الحمد

دأبت صحيفة «الأيام» منذ صدور عددها الأول على يد مؤسسها المغفور له بإذن الله محمد علي باشراحيل طيب الله ثراه أن تختط لنفسها مساراً ونهجاً يكون مرآة للواقع المعيش في أي زمان ومكان، ومنذ تلك اللحظة وهي لسان حال كل أبناء الوطن بجهاته الأربع وكل الباحثين عن العيش بحرية وكرامة وعزة وسلام، ومنذ ولادتها دأبت على مقارعة المفسدين والعابثين بثروات الوطن وخيراته تطالبهم بالعدول عن مبدئهم في نهب خيرات البلاد والعباد واغتصاب حقوق المواطنين بالباطل وتقسيم أبناء الوطن إلى فئات وأشتات ونهب أراضي وثروات الوطن والانفراد بها وشخصنتها وعدها رقماً في أرصدتهم البنكية التي امتلأت بها خزاناتهم. ولأن «الأيام» رفضت أصوات الاستعلاء فقد ظلت مدافعة عن حقوق الفقراء والمساكين وكل المقهورين من أبناء الوطن وبقيت صوتاً جهورياً لأولئك المقهورين فكشفت عن كل الوجوه الغثائية المقنعة بقناع السلطة والمتسترة برداء القوة والانتصار والقبيلة وهو ما لم يرق لأولئك الكبار في السلطة والقبيلة.. وهكذا ظلت «الأيام» لسان حال كل الشرفاء من أبناء الوطن فاختطت لنفسها خطاً أبدياً لا حيدة عنه ولأنها كذلك فقد تعرضت لكل صنوف الإرهاب واستخدام الوسائل القمعية لإسكاتها فقدم الناشر رئيس التحرير الأستاذ هشام باشراحيل للمساءلة والمحاكمة الكيدية واستمر المسلسل ليضم قافلة كبيرة من كتاب وصحفيين ومراسلين وحتى الباعة المتجولين الذين يجوبون الشوارع حاملين «الأيام» عند كل صباح ندى تعرضوا للدهس والقتل، ومع كل تلك الأساليب القمعية إلا أن صوت الحق ظل يصدح وأضحت صفحات «الأيام» مسرحاً واقعياً لنقل وقائع الأحداث بمصداقية ودقة وهو ما لم تحققه عشرات الصحف في بلادنا والتي تمتلك من المال والنفوذ ما يمكنها من احتلال تلك المكانة في نفوس الناس ولكن هيهات لها!

واليوم تنادي بعض الأصوات الغريبة بتكميم الأفواه وإسكات «الأيام» الوجه المشرق لكل أبناء الوطن.. تنادي تلك الأصوات لأصحاب النفوس المريضة والمصالح الدنيئة بإغلاق «الأيام» التي يرون فيها تعرية لمصالحهم ومفاسدهم وهو الأمر الذي لن يستطيعوا تحقيقه وتنفيذه فسيدافع كل المقهورين والمظلومين المنكوبين في كل جزء من أجزاء الوطن بكل ما أوتوا من قوة للوقوف صفاً واحداً تجاه كل من يريد أن يزحزح لبنة «الأيام» إحدى اللبنات الأساسية لدولة الوحدة التي يحلم بها كل أبناء اليمن البعيدة عن نهب الثروات وتكميم الأفواه، بل الوحدة المنشودة بالعدل والمساواة والحرية.

فالحرية لـ «الأيام» ولكل الأقلام الشريفة ولكل الخيرين والمقهورين والمظلومين في وطننا الغالي.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى