«الأيام» تزور المخيم الصيفي الثالث لجمعية الضياء للمكفوفين بالمكلا .. تنوع الأنشطة بالمخيم لتحقيق مبدأ الدمج بين المكفوفين والأسوياء في المجتمع

> «الأيام» محمد أحمد العطاس :

>
معلمة في أحد الصفوف الدراسية
معلمة في أحد الصفوف الدراسية
تأسست جمعية الضياء للمكفوفين بالمكلا عام 1964م ويعود الفضل الأول في تأسيسها إلى المغفور له بإذن الله عوض عمر العجيلي، وكان أعضاؤها عند التأسيس ثلاثين عضواً، وقد مرت الجمعية بعدة مراحل تغير خلالها اسمها مرات إلى أن تم تغيير اسمها في 2006/4/27م إلى الجمعية الضياء لرعاية وتأهيل المكفوفين، ويشترك في عضوية الجمعية أعضاء من الجنسين الذكور والاناث من المكفوفين، وتسعى الجمعية جاهدة لتحقيق هدفها العام وهو دمج الكفيف في المجتمع .. «الأيام» زارت مقر الجمعية بديس المكلا لتخرج بهذه الحصيلة من اللقاءات:

نسعى لتحقيق مبدأ الدمج

في بداية حديثنا التقينا بالأخ الكفيف علي عوض العبد، رئيس جمعية الضياء لرعاية وتأهيل المكفوفين، فقال:

«نود أن نتقدم بالشكر والتقدير لصحيفة «الأيام» على اهتمامها الكبير بشريحة المكفوفين وإتاحة الفرصة لنا للتحدث من على منبر هذه الصحيفة واسعة الاستشار لنضع على طاولة المسؤولين هموم ومعاناة هذه الشريحة. أما فيما يخص الاستعدادات الجارية اليوم التي قمنا بها لإقامة المركز الصيفي الثالث، فقد بدأت منذ بداية هذا العام في التواصل مع الجهات الداعمة، وتم تدشين فعاليات المركز في يوم السبت 2007/7/7م برعاية ودعم من جمعية الحكمة اليمانية الخيرية التي دائماً وأبداً تعتبر السند لنا في إقامة مثل هذه المراكز، ونتقدم بالشكر والتقدير- بعد فضل الله سبحانه وتعالى - إلى فضيلة الشيخ أحمد حسن المعلم، رئيس الجمعية وكافة منتسبي الجمعية والمنسقين معنا لإقامة هذا المركز الصيفي».

وعن النتائج التي تحققت من إقامة المركز يقول: «هي كثيرة ومتنوعة بحسب تنوع النشاطات والفعاليات، خاصة وأن الأنشطة هذا العام تميزت بتنوعها منها في مجال الحاسوب الناطق للمكفوفين، وحفظ القرآن الكريم وعلومه، والتقوية في مادة اللغة الانجليزية، ورياض الاطفال، ومحو الأمية وتعليم الكبار، وكذلك الأعمال اليدوية المختلفة في الخوص والقش والصوف.

وقد بلغ عدد المشاركين (130) مشاركا ومشاركة من المكفوفين والأسوياء، وذلك من أجل تحقيق مبدأ الدمج بين المكفوفين والأسوياء في المجتمع.

قطاع المرأة .. القطاع الريادي

وتحدثت إلينا بمقر الجمعية الأخت روزا صالح بن شعب، رئيسة قطاع المرأة، وهي الكفيفة التي تحصلت على درجة البكالوريوس في اللغة العربية لتثبت وجودها في المجتمع متحدية إعاقتها، فقالت:

«حقيقة يعتبر قطاع المرأة القطاع الريادي في إقامة هذه الفعالية، وله دور فعال في نجاح فعاليات وأنشطة المركز الصيفي لهذا العام، حيث يقدر عدد المشاركات في المركز بنسبة ?89 بين كفيفة ومبصرة من أجل تحقيق مبدأ الدمج بين المكفوفين والأسوياء».

وعن الفائدة من هذا المركز قالت: «هناك فوائد متنوعة بتنوع الأنشطة والفعاليات التي شملها المركز، واستفادت المشاركات من حفظ بعض سور كتاب الله وتفسيره وتجويده والتفقه في علوم الدين والعلوم الشرعية، واستطاعت المشاركات أن يعين ما لهن وما عليهن في أمور دينهن ودنياهن، واستطاعت الكفيفة أيضاً أن تتعامل مع جهاز الحاسوب وتستخدمه بشكل جيد، وهي أول تجربة يتم خوضها في هذا المجال، وعمت الفائدة ايضاً المسنّات في محو اميتهمن وتعليمهن بعض الحرف اليدوية لتعود بالنفع عليهن وعلى أسرهن، وكذلك الطالبات في تقويتهن بمادة اللغة الانجليزية».

تواصل الكفيف عبر الانترنت

ثم التقينا بإحدى المدربات في المركز على جهاز الحاسوب، وهي الأخت سامية أحمد باوزير، وحدثتنا بقولها:

«جهاز الحاسوب الناطق هو حاسوب عادي محمل ببرنامج ناطق يسمى (هال) يجعل جهاز الكمبيوتر ناطقاً ليستطيع الكفيف التعامل معه بسهولة ويسر، وذلك عن طريق استخدام الكفيف لوحة المفاتيح دون الفأرة (الماوس) حيث تمكنه لوحة المفاتيح من التحكم في جميع أوامر الحاسوب عن طريق السمع عبر الضغط على أي مفتاح في اللوحة، وقد خاض غمار هذه الدورة (8) مكفوفين منهم (5) من الاناث و(3) من الذكور، وكان برنامج الدورة على ثلاث فترات نظراً لقلة عدد الأجهزة، وعمت الفائدة بتعرف المشاركين على جهاز الحاسوب والتعامل معه ومواكبة تطورات العصر والتكنولوجيا، وبهذا أصبح الكفيف اليوم يجيد فن التخاطب مع الآخرين عبر الحاسوب عن طريق القراءة والكتابة والمراسلات عبر الانترنت.

فتيات يتلقين تعليمهن على يد إحدى المعلمات
فتيات يتلقين تعليمهن على يد إحدى المعلمات
لم يعد الكفيف الآن كما كان بالأمس

أما الأخ عبدالله عوض باصالح، أحد المشاركين في الدورة فتحدث بقوله:

«نحن نحمد الله تعالى على الاستفادة من هذه المخيمات الصيفية التي تعود لنا بالنفع دائماً فقد حفظنا سوراً من كتاب الله سبحانه وتعالى وتدربنا على آلة الطباعة وكذا جهاز الحاسوب الناطق الذي نستخدمه لأول مرة في حضرموت، فلم يعد الكفيف الآن كما كان بالأمس فقد اهتمت به الجمعية اليوم من عدة جوانب كالجانب التعليمي والتأهيلي، وبدأت الجمعية تحقق العديد من الإنجازات هنا في المكلا، حيث فتحت سكنا داخليا لرعاية الكفيفات ومدرسة وروضة الضياء إضافة إلى صفوف محو الأمية وإقامة المخيمات الصيفية والرحلات وتعليم العديد من الاعمال اليدوية، فنشكر الإدارة ممثلة بالأخ علي العبد مبروك والداعمين لها، وجعل الله ذلك في ميزان أعمالهم».

مشاهد حيّة من المخيم

وخلال تجولنا في المخيم رأينا وتعرفنا على طريقة (برايل)، وهي وسيلة التخاطب بين المكفوفين عن طريق القراءة والكتابة بالخط البارز (الملموس).. أما فن الحركة والتنقل فهو عبارة عن طريقة تدريبية يتم تدريب المبصرين عليها حتى يستطيعوا التعامل مع الكفيف في حركته وتنقله في أي مكان كان، وقد كان المشاركون من المبصرين الأسوياء متفاعلين جداً مع هذه الدورات خاصة الجانب النسوي، إلا أن الجانب الذكوري للأسف ليس له دور يذكر في التفاعل مع هذه الدورات إلا النزر اليسير جداً .. ورأينا أطفالا صغار السن من المكفوفين والمبصرين في رياض الاطفال يتلقون تعليمهم وفق منهج وزارة التربية والتعليم، وشاهدنا على جدران العنابر نماذج من أعمال تلك الدورة بأشكالها المختلفة ازدان بها مقر الجمعية، وذلك إن دل على شيء فإنما يدل على الحماس الذي ظهر من جانب المشاركين والمدربين والإدارة.. فعلى الدولة والمجلس المحلي بالمحافظة الاهتمام بهذه الشريحة لينخرطوا في مجال العمل.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى