حديث الأربعاء .. خليجي عدن بخبرات صنعانية

> «الأيام الرياضي» عادل الأعسم:

> أكدنا في تناولة سابقة هنا أننا لسنا معترضين على إقامة دورة كأس الخليج الـ (20) في مدينة عدن، ولكن اعتراضنا على أن يستغل قرار نقل البطولة إلى عدن لمزايدات سياسية ودعايات إعلامية فقط، دون استفادة حقيقية لهذه العاصمة المهمشة.

- لسنا ضد عدن لكننا ضد أن تصبح عدن الشماعة التي تعلق عليها الدولة أي تقصير أو إخفاق لا سمح الله في الاستضافة والتنظيم.. ضد أن تكون (الاستضافة) في عدن و(الفائدة) لصنعاء.

- وها هي اللجنة الوزارية تتحرك أخيرا بعد مضي (40 يوما) من مصادقة الحكومة على قرار نقل البطولة إلى عدن وتعقد أول اجتماع لها فيها لمعاينة واختيار موقع الاستاد الدولي الجديد.

- وكما يقولون:«أول الغيث قطرة».. ويقولون أيضا:«الكتاب يبان من عنوانه» فقد نزلت اللجنة الوزارية إلى عدن في موكب مهيب يضم عددا من (خُبرة) و(خبراء) صنعاء، وكل وزير من أعضاء اللجنة اصطحب معه إعلامييه وصحفييه المقربين من ذوي (الثقة) وليس بالضرورة (الكفاءة) والنزاهة.

- وإذا كان هذا في (البداية) وفي أول نزول واجتماع للجنة الوزارية في عدن فكيف سيكون الأمر في (النهاية) عندما يبدأ وقت الجد والعمل الميداني وتشكيل اللجان العاملة للبطولة؟! أليست هذه بداية المؤشرات على أن (خليجي 20) في عدن سيكون على طريقة (القبقبة) للولي والفائدة (للقيوم)؟!

- ومع أن اللجنة الوزارية أصبحت معها مجموعة من الإعلاميين والصحافيين الكبار والصغار الرسميين والمتطوعين إلا أن التغطية الصحفية لاجتماع وقرارات اللجنة في عدن خاصة في الصحافة الحكومية تباينت واختلفت من صحيفة إلى أخرى ولم يجد المتابع والقارئ معلومات دقيقة وواضحة حول مواصفات إنشاء الاستاد الرئيس لـ (خليجي 20).

- بعض الصحف الرسمية أكدت أن اللجنة الوزارية وبعد اجتماعها مع قيادة المحافظة أقرت تشييد الاستاد الجديد في منطقة (أبو حربة) وأشارت على لسان وزير الأشغال العامة والطرق إلى أن سعته تقدر بـ (14) ألف متفرج، وقالت صحف رسمية أخرى إنه وقع الاختيار النهائي على منطقة (أبو حربة) لإقامة الاستاد الجديد وإن سعته تقدر بـ (30) ألف متفرج، لكنها عادت وأشارت إلى أن الاجتماعات ما زالت (مفتوحة) بخصوص موقع الاستاد مما يوحي بأن اختيار الموقع ليس (نهائيا) بل أن المعلومات في الخبر نفسه وفي الصحيفة نفسها غير دقيقة وغير واضحة تماما، فمرة يذكر أنه (ملعب) وتارة أخرى (ستاد)!

- تكلفة (الاستاد) أو (الملعب) الجديد ارتفعت من (7) مليار إلى (12) مليار ريال (حوالي 60 مليون دولار) فإذا كان مجرد (ملعب) يتسع لـ (14) ألف متفرج أو حتى (30) ألف متفرج فإن المبلغ كبير عليه، وإذا كان (استاد دولي) بمواصفات عالية وسعة كبيرة فإن المبلغ معقول وإن كان أقل من طموح عدن وآمال اليمن في استضافة خليجية متميزة.

الملعب يكشف النهب

- يقال إنه عندما استعرضت اللجنة الوزارية مع قيادة المحافظة ومجلسها المحلي عددا من المواقع لإقامة الاستاد الجديد عليها اتضح أن بعض المواقع طرحت كبدائل وخيارات على الورق والمخططات لكنها غير موجودة على أرض الواقع، وأنه قد تم صرفها والتصرف بها أو الاستيلاء عليها ضمن مسلسل نهب الأراضي في عدن.

لا وجه للمقارنة

- حسب التقديرات الحكومية فإن ميزانية استضافة (خليجي 20) في عدن تبلغ تقريبا (18) مليار ريال (حوالي 90 مليون دولار) وهذا مبلغ لا يكفي لإقامة منشآت رياضية وفندقية وسياحية وبناء بنية تحتية وإعادة تأهيل مدينة عدن للاستضافة ولكي تظهر على المدينة الآثار الإيجابية والاستفادة الحقيقية المستقبلية من الاستضافة الخليجية.

- مع العلم أن الدولة صرفت كما يقال حوالي (84) مليار ريال على احتفالات العيد الوطني الـ (17) في محافظة إب، وهي تكلفة الاحتفالات والمشاريع (الركيكة) في محافظة إب التي سرعان ما كشفت الأمطار والسيول (عورتها) و(هشاشتها)!

- الفرق المالي المهول بين ميزانية (خليجي 20) في عدن وتكاليف الاحتفالات بالعيد الوطني في إب، نضعه أمام أولئك الطيبين الذين هللوا لقرار نقل البطولة إلى عدن.. للانتباه والمقارنة، حيث لايوجد وجه للمقارنة أصلا!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى