> كم هو محزن جداً أن ترى المواطن ابن هذا البلد بلا مسكن ولو على مساحة صغيرة يأويه وأسرته بعيداً عن البناء العشوائي المترامي الأطراف الذي يعيق توصيل جميع الخدمات المهمة لأي مسكن، وكم هي مذهلة تلك الحقائق التي كتبها الأستاذ نجيب يابلي عن إجمالي التكلفة العامة للخدمات في أراضي الجمعيات السكنية التي تقدر بحوالي 28 مليارا و421 مليون ريال، ولا يتم تنفيذ وتخطيط وجدولة هذه الخدمات، ويتم تجاهلها ما يسبب الألم والحسرة لجميع الموظفين في هذه المدينة الغالية الذين تملكوا عقوداً للأراضي وكأن الحلم بعيد المنال لمساعدتهم في بناء مساكن شخصية تغنيهم عن الإيجارات الباهظة التي وصلت حداً لا يطاق في جميع مديريات محافظة عدن! هل لأن الأراضي تخص أناساً بسطاء ليسوا مهمين.

والمعروف أن الاستقرار في السكن يدعم ويقوي ارتباط الناس بالسلطة ويزيد الشعور بالانتماء لهذا الوطن الغالي وطن 22 مايو المجيد، ويخلق الإبداع والاستقرار النفسي للموظف أو العامل، لذا على السلطة المحلية في عدن أن تعمل على البحث لاستخراج هذه المبالغ ضمن الموازنة السنوية للمحافظة وتقسيط مبالغها لجميع منتسبي هذه الجمعيات بحيث يكون العمل تضامنياً وتكافلياً بصورة حقيقية وجادة وأن لا تهمل ذلك إطلاقاً وأن لا تطول المدة فمنذ العام 92م وحتى الآن لم يتم بناء أي مسكن لأي موظف في أراضي الجمعيات السكنية، ولكن الكل على ثقة بقدرة الأستاذ أحمد الكحلاني محافظ عدن على المتابعة الجادة والصادقة ليكون الحلم حقيقة بعد سنوات عجاف وتكون تجربة هذه الجمعيات في محافظة عدن ناجحة وواحدة من ثمار الوحدة المباركة وشاهد عيان على أن الوطن كبير ويتسع لجميع أبنائه، وقيادته السياسية مهتمة باستقراره وتنميته.