الملعب الرياضي .. معرفة الأسباب بداية الصواب

> «الأيام الرياضي» عادل الأعسم:

> فاز التلال بكأس الرئيس بجدارة واستحقاق لكن الأحاديث والنقاشات والجدل عن أسباب هبوطه لم تنته بعد، وما زالت منتشرة في أجواء الشارع الرياضي اليمني.

- والسؤال الأبرز ومثار الجدل الأكبر كيف لهذا الفريق البطل أن يهبط؟! وكيف هبط هؤلاء اللاعبين، ثم انتفضوا ليحرزوا الكأس الغالية بعد 13 يوما من هبوطهم؟

- أحرز التلال كأس الرئيس لأول مرة في تاريخه، بعد أن هبط لأول مرة في تاريخه، والهبوط يسجل كنقطة سلبية ومحطة حزينة في مسيرة التلال، لكنه لا يقلل من تاريخه ولا من عراقته ولا من بطولاته.

- فرق كبيرة وعريقة وشهيرة على المستوى المحلي والعربي والقاري والعالمي هبطت لكنها عادت أكثر قوة وتألقا، ومع هبوط التلال هذا الموسم سيسجل دورينا المحلي أن كل الأندية اليمنية قد تذوقت مرارة اللعب في دوري المظاليم ما عدا أهلي صنعاء والأيام تمضي وتدور ولكل دولة زمن ورجال.

- العوامل والأسباب التي أدت إلى هبوط التلال عديدة ومختلفة وحينما نحاول البحث عنها وعرضها فإننا لا نهدف إلى اتهام أحد أو إدانة أحد، لكننا نعتقد أن الخطوة الأولى لمعالجة الأخطاء وعودة التلال إلى سابق عهده تبدأ أولا وقبل كل شيء من الاعتراف بالخطأ.

- قد تكون هناك عوامل (خارجية)- كما يقول التلاليون- أدت إلى هبوطهم، لكن بالتأكيد هناك عوامل (داخلية) هي سبب الهبوط، ولا أحد (يُهبط) فريقا من خلال مسيرة دوري طويل، إذا لم يساهم الفريق نفسه في السير نحو الهبوط، والدوري ليس مباراة واحدة ولا مباراتين وإنما 26 مباراة بل إن التلال لعب 27 مباراة.

- لذلك سنحاول أن نتطرق إلى العوامل والأسباب (الداخلية) لإن بمقدور التلال دراستها ومعالجتها حتى يمكنهم قهر أي عوامل (خارجية) قد تعترض فريقهم.

- وقبل الدخول في أسباب هذا الموسم لابد أن نعود إلى الوراء قليلا وأظن أن تراجع المستوى الفني للتلال بدأ الموسم الماضي 2006/2005 فبعد أن وصل الفريق في الموسم قبل الماضي 2005/2004 إلى أفضل مستوياته في العقد الأخير إداريا وفنيا وماليا واستقرارا وأحرز بطولة الدوري بعد غياب حوالي 15 عاما بدأ التراجع نتيجة عوامل إدارية وفنية.

وبدون الدخول في التفاصيل نوجزها في الآتي:

1- تلويح قيادة النادي بالاستقالة في أكثر من مناسبة مما سبب شيئا من عدم الاستقرار الإداري.

2- وضع إدارة النادي تحت ضغط المطالبة بإقامة احتفال المئوية ومهرجان اعتزال الكابتن شرف محفوظ مما شغلها عن أمور أهم في مقدمتها تجديد دماء الفريق وربما أن الفرحة بالدوري أنست الإدارة مسألة تقييم أوضاع الفريق وتعزيز صفوفه خاصة في مراكز حراسة المرمى والدفاع.

3- عدم مساعدة الكابتن سامي نعاش في تعزيز وتدعيم صفوف الفريق، وإنما محاربته وتطفيشه بطريقة غير لائقة بغض النظر عن أخطائه إن وجدت.

4- النتائج الجيدة التي حققها الفريق بقيادة شرف محفوظ في النصف الثاني من الموسم الماضي وتألقه في تصفيات كأس العرب، هذه الطفرة (الآنية) خدعت الإدارة ولم تنتبه إلى حاجة الفريق لضخ دماء جديدة إلى شرايينه لإنعاشه واستعادة توازنه وحيويته وقوته.

5- ما مر به الفريق الموسم الماضي 2006/2005م ألقى بظلاله على مستواه في هذا الموسم 2007/2006 بالإضافة إلى أسباب وعوامل هامة أدت في الأخير إلى هبوطه ومنها:

- أولا: مع بداية الموسم أعلن الأستاذ رشاد هائل استقالته نهائيا، ربما بعد أن توصل إلى قناعة أن التلاليين أنفسهم أو بمعنى أصح بعضهم وخاصة بعض الموجودين في الإدارة والمؤثرين عليها من خارجها لايعملون بإخلاص من أجل النادي بل ضده، استقالة رشاد هائل وابتعاده عن مركز القرار المباشر أثر إداريا وقياديا على النادي على الرغم من أنه لم يتخل عن التزامه بتقديم الدعم المالي بأكثر من مليوني ريال شهريا كمرتبات وحوافز ومكافآت للجهاز الفني وللاعبين.

- ثانيا: لم تحرص قيادة المحافظة ومجلسها المحلي على أن يأتي رئيس مناسب للنادي يملأ فراغ رشاد هائل، بقدر ما حرصت فقط على أن تكون في الصورة كي يحسب لها أنها أتت برئيس للنادي، لذلك أحرجت أ. د. عبدالوهاب راوح للقبول برئاسة النادي دون النظر إلى أنه موظف حكومي ليس بمقدوره تقديم الدعم والوقت الكافيين ووجد الرجل (المحترم) نفسه بين سندان الالتزامات الكثيرة والكبيرة وقصر ذات اليد من جهة،

ومطرقة وعود قيادة المحافظة التي أصبحت سرابا من جهة أخرى.

وعلى الرغم من أن د. راوح قدم استقالته منذ وقت مبكر هذ الموسم إلا أنهم أقنعوه بعدم الإعلان عنها لمصلحة الفريق، وحينما أخذ الفريق ينحدر نحو هاوية الهبوط ودخل في مراحل حرجة رفض الرجل بكبرياء الجريح أن يفصح أنه مستقيل أصلا كي لايتهم بالهروب.. ولما هبط الفريق لم يكن بمنأ عن الاتهامات.

- ثالثا: مع بداية الموسم 2007/2006 تعاقدت إدارة النادي مع المدرب القدير كاظم خلف لكنها تركته في الميدان وحده.. لم تلب مطالبه لمصلحة الفريق ولم تساعده في تدعيم صفوف الفريق وإعداده للدوري كما يجب وكما يريد المدرب بل كان يبدو وكأن هناك حربا خفية يشنها البعض من داخل النادي وخارجه ضد المدرب العراقي، حتى عندما عينوا شرف محفوظ مساعدا لم يستمر معه ووجددناه يعتذر بعد فترة وجيزة جدا من قبول مهمة المساعد بسبب مشاغله الوظيفية.. وشكا المدرب العراقي كثيرا من غياب تعاون الإدارة وعدم وجود أجواء مهيأة لنجاح عمله ولإعداد الفريق ولم يجد آذانا صاغية ولا تجاوبا يذكر ووسط كل الظروف المربكة وجد المدرب في حادثة تعرض منزله للقصف في بغداد عذرا للنفاذ بجلده.

- رابعا: بعد مغادرة المدرب العراقي عاد الكابتن شرف محفوظ لتولي تدريب الفريق وحقق معه بعض النتائج الطيبة في البداية، لكن الفريق بدأ في التدهور خاصة في مرحلة الإياب، وخسر العديد من المباريات السهلة على أرضه ومع فرق كان كعبه عاليا عليها.. صحيح أن الكابتن شرف تاريخ حافل بالعطاء والتألق والإنجازات والإخلاص لنادي التلال الرياضي لا يمكن إنكاره أو محوه وصحيح أنه يمتلك خبرات متراكمة اكتسبها من خلال سنوات طويلة في الملاعب المحلية والخارجية وتدرب على يد مدربين كثيرين وطنيين وأجانب وصحيح أنه قريب ومحبوب من اللاعبين ومن الجماهير.. وصحيح أنه قبل المهمة لإنقاذ الموقف حبا وانتماء للتلال.. لكنه كمدرب لم يصل إلى المستوى (الفني) الذي يؤهله لتدريب فريق كبير وصعب كالتلال، كما أن اللاعبين الذين يدربهم مجموعة منهم عاصرهم كلاعب وكانوا حتى الأمس القريب يلعبون معه، وهذا قد يكون إيجابيا أحيانا، وخاصة عندما يتولى تدريبهم لفترة قصيرة (مؤقتة) في مهمة (إنقاذية) وبالمقابل تكون له جوانب سلبية حينما يقود تدريبهم لفترة أطول.

- خامسا: وقوف الإدارة متفرجة والفريق يخسر مباراة تلو مباراة ويتراجع مراكزا تلو مراكز، ولكم أن تتصوروا أنها لم تعقد اجتماعا (استثنائيا) واحدا أو تدعو الجمعية العمومية لاجتماع أو على الأقل دعوة عقلاء التلال وشخصياته المخلصة المعروفة- أو من تبقى منهم- لتدارس وضع الفريق وإنقاذ ما يمكن إنقاذه.. و نحن هنا لانشكك في إخلاص الإدارة وانتمائها، ولكن في قدرتها على التحرك واتخاذ القرار المناسب في المكان والوقت المناسب.

- سادسا: الملاحظ أن الإدارة التلالية لا تضم في عضويتها أي أشخاص (فنيين) يستطيعون تشخيص أي قصور أو أخطاء أو سلبيات في أداء الفريق والجلوس مع الجهاز الفني واللاعبين لتصحيحها وتجاوزها بل إن الإدارة ضمت إلى عضويتها مؤخرا وبدون موافقة الجمعية العمومية الغائبة بعض الأشخاص القياديين الذين يستفيدون من النادي أكثر مما يفيدونه هوايتهم إشعال الخلافات وافتعال الأزمات وليس تقديم المعالجات وتحقيق الإنجازات وبعضهم هبطت الأندية العدنية كلها تحت قيادتهم وآخرها التلال.

- سابعا: الإدارة التلالية ساهمت من حيث تدري أو لا تدري في هز معنويات اللاعبين وإحباطهم، ففي الوقت الذي كان المتابعون ينتظرون انتشال الفريق من خسائره وجدنا أن قياديين في الإدارة يتهمون اللاعبين بالتقصير علنا وكان يفترض أن يتم التقييم والانتقاد والشدة مع أي لاعب أو لاعبين مقصرين في الغرف المغلقة وليس عيانا بيانا، وتأجيل المحاسبة حتى يتجاوز الفريق كبوته ويتفادى الهبوط ولا أقول إن اللاعبين لا يتحملون جزء من المسئولية ولكن أقول إنه لم يكن الوقت المناسب لانتقادهم..

وكادت الإدارة تمارس دورا سلبيا أيضا في المراحل الحرجة وبالذات في الجولتين الأخيرتين من الدوري، قبل مباراتي شعب حضرموت ووحدة صنعاء وقبل المباراة الفاصلة مع وحدة صنعاء فبدلا من إظهار ثقتها في نفسها وفي لاعبيها ورفع معنوياتهم وشحذ هممهم بدأ بعض قياديي النادي يتحدثون ويبحثون عن مخرج خارج ميادين اللعب لإنقاذ الفريق من الهبوط من خلال قرار (سياسي) أو (رياضي) وهذا الأمر طرحه أحدهم على الوزير حمود عباد تحت غطاء (الرؤية الآسيوية) وهي بريئة منه.

وحينما حقق التلال المفاجأة وفاز خارج أرضه على وحدة صنعاء بالثلاثة في آخر جولة عادت الإدارة مرة أخرى لممارسة دورها السلبي كعادتها طوال الموسم وبدلا من الحفاظ على جاهزيتهم ومعنوياتهم العالية أصابتهم في مقتل بل يمكن القول إنها هزمتهم بنسبة 50% قبل أن يلعبوا المباراة الفاصلة بسبب إدخالهم في متاهات (التأجيل) ودوامات البيانات (العنترية) ووضعت أمامهم مبررات مسبقة للهزيمة.

- الإدارة أولا اتهمت اللاعبين بالتخاذل والتقصير ثم اتهمت الفرق الأخرى بالتلاعب بالنتائج وبعدها اتهمت اتحاد الكرة بظلم فريقها والتآمر عليه.. مما يعني أنها برأت اللاعبين من اتهامها السابق لهم.. وبغض النظر عن صحة كل أو بعض ما رددته الإدارة من عدمه.. أليست هذه من العوامل والأسباب التي ساعدت على الهبوط، لاسيما في المراحل الأخيرة الحرجة؟! رغم أن الإدارة مازالت تحاول جاهدة- بطرحها مثل هذه المبررات والأعذار- أن تقدم للجماهير التلالية براءة ذمة وإخلاء مسئولية!

- ثامنا: لاعبو فريق التلال الحالي كلهم تقريبا ليسوا من أبناء النادي، صحيح أننا في عصر الاحتراف، ولكن في ملاعبنا اليمنية الاحتراف (وهمي) اللاعب يريد حقوقه ولا يؤدي واجباته، ولا بد من وجود عدد من اللاعبين في صفوف الفريق من أبناء النادي لديهم الولاء والانتماء الحقيقي ويستطيعون رفع معنوياته، ويحملونه في الأوقات الصعبة بالإضافة إلى أن عددا من لاعبي الفريق هبطت مستوياتهم كثيرا ولم يعد لديهم ما يقدمونه، كما يشاع أن هناك حربا خفية بين اللاعبين، والبعض منهم عندما يلعب يتعمد أن يجر بعض زملائه إلى ارتكاب الأخطاء ليكشفهم أمام الجمهور.

- تاسعا: تحرك قيادة المحافظة متأخر، في وقت لم يجد تحركها شيئا وكأنها جاءت من باب إسقاط الواجب ليس إلا.

- عاشرا: غياب الدور الفاعل والملموس للرئيس الفخري للنادي الذي يكتفي فقط بتحويل حوالي نصف مليون شهريا لخزانة النادي دون متابعة مستمرة لأوضاعه أو تدخل جدي لحل مشاكله والمساهمة بفعالية في مساعدته لتجاوز صعوباته.

- الحادي عشر: تكتلات بعض التلاليين أو المحسوبين على التلال الذين تحولوا إلى معارضة سلبية تعمل ضد النادي طالما أنهم غير موجودين في الإدارة وليسوا في مركز القرار لأنهم يعتقدون أن أي إنجاز أو نجاح لابد أن يرتبط بأسمائهم وأي إخفاق يسجل باسم غيرهم.

- هذه- كما نعتقد- أهم الأسباب التي قادت الفريق (العميد) إلى الهبوط.. وقد تكون هناك أسباب أخرى نجهلها، لكن الواضح أن أساس أزمة التلال (إدراية) وليست (مالية)!!

تساؤلات

> هل جاء هبوط التلال على طريقة (رب ضارة نافعة)؟!.. وهل كان الفريق العريق بحاجة إلى الهبوط ليجد كل هذا الالتفاف السياسي والحكومي حوله؟!

- هل سيكون صعود الأخضر العدني تعويضا للجماهير العدنية عن هبوط التلال؟!

- هل تعرف قيادة المحافظة ومجلسها المحلي أن في عدن ثمانية أندية أخرى غير التلال؟!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى