ما لون عينيك؟!

> «الأيام» آيات عقيل الرهوي/عدن

> أحيانا تختلجنا مشاعر متناقضة وصراع في داخلنا نعجز عن السيطرة عليه أو حتى تبريره.. ترغب لو تكتب لكنك لا تستطيع في كل الأوقات استدعاء قلمك من المنفى، لأنه يكون أحياناً قد جف منه الحبر من طول المغيب وجفاف الحنين وغياب التجديد.

لكنك فجأة تعلن نهاية الحكم ولو مؤقتاً وتخط على أوراقك كلماتك بحبر قلمك المكسور لتصرخ ويسمع صراخك لقلوب تعرف لغة الكلمات.. كم يمر عليك في يومك من أعين تحدق بها وتراها، لكنك في كل يوم تراها.. تنساها، ومن النادر عليك أن تلمح عيونا تظل في ذاكرتك، تترسب في افكارك..

فما يميز عينيك رغبة كبيرة في الغد، مشرقاً كان أم ظلمة ليل، فعيناك هما عيناك كيفما كان الغد.

من أنت؟ أنت من تحب ان تكون علما أو ظلا.. حين تبدأ في خط مسارك وتحديد مستقبلك فأنت واحد من ثلاثة:

إما أن تكون شخصاً راغباً في الحياة ترى من حولك فتود أن تحصل على أفضل ما تراه، وإما أن تكون شخصاً عاجزاً دونما حلم، تدرس لأنك يجب أن تدرس، تعمل لأنه يجب عليك أن تعمل، وكأنك آلة بلا روح، وأما الأخير فالأهم وهو أن تصبح كما قلت شيئاً غير مألوف، ليس أن تكون ذا موهبة خارقة ولا أن تعمل في مجالا فريدا إنما أن تكون شيئاً غير مألوف هو أن تكون أنت، فالله لم يخلق مخلوقا فكرره حتى التوأم بينهما اختلاف، فمنذ بدء الخليقة إلى نهايتها لا يوجد مخلوق غيرك يمكن أن يكون أنت، ربما تتشابه مع الغير لكن لا يوجد غيرك يصلح أن يكون أنت، وأينما ذهبت ومهما صنعت فأنت أنت لست بسواك.

البعض هم من أصحاب الصنف الأول، وبعضهم من أصحاب الصنف الثاني، وقلة هم أصحاب الصنف الثالث، وهم من لون أعينهم يبقى في ذاكرتك وهم في بلادنا نحن في أمس الحاجة إليهم، أناس لا يرغبون في أن يكونوا مثل الغير، يريدون أن يكونوا هم، يرغبون في أن يكونوا مختلفين وفريدين، هؤلاء من أريد أن يصغوا لكلامي هذا، بعضكم يرغب في أن يكون منفرداً بأن يبحث عن مجال منفرد، لكني أظن أنك في مجالك يمكنك أن تكون منفرداً، فكل من حولك يودون أن يكونوا مثل من حولك لكنك أنت بشخصك منفرد لأنك تريد أن تكون مختلفا عن غيرك، فكم بعث الله من أنبياء وكلهم أصحاب خير وخير البشرية لكن سيدنا إبراهيم هو الوحيد من كان خليل الله وموسى وحده كليم الله ومحمد من دون كل الأنبياء والرسل هو حبيب الله، وكم رؤساء في كل زمن لكنك تجد اسما يلمع دون غيره، وكم من طبيب في هذا الكون، لكن المختلف لو أردت أن تصبح طبيباً هو اختلافك أنت عنهم بكونك أنت.. فابحث في نفسك في أي مجال كنت عن شيء فريد فيك يميزك عن سواك، عن صوتك المختلف، عن اسلوبك، عن فكرتك وفلسفتك أنت في الحياة، فعش أنت لا تعش بسواك. إن كان الكذب مزروعا في كل من حولك فكن أنت وحدك الصدق مختلفا عن سواك، وإن كان حولك الظلم منتصراً فكن أنت الحق، إن كان مجالك الطب فكن أنت الطبيب مختلفا عن سواك، وإن كنت مهندساً فكن أنت المنفرد غير المألوف في مجال الكل فيه مألوف، لوّن عينيك بالطموح الذي وجدته في عيني طفلة ترغب أن تكون غير المألوف، فهي لونت عينيها بلونها الذي اختارته.. فما لون عينيك؟

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى