أم مصرية تسعى وراء العدالة في قضية تعذيب ابنها

> المنصورة «الأيام» مروة الاعصر :

> يمكن سماع صوت تلاوة للقرآن الكريم على مدار اليوم في البيت القروي الفقير بقرية الشها بالقرب من المنصورة،بينما تجلس بلا حراك سيدة في الاربعين من العمر ترتدي السواد على أريكة بسيطة بانتظار العدالة.

لقد توفي محمد ممدوح عبدالعزيز /12 عاما/ نجل سعيدة سرور بعد أن اعتقل وتعرض لأعمال تعذيب مزعومة على يد الشرطة التي احتجزته للاشتباه في قيامه بسرقة أربعة أكياس شاي.

وتزعم عائلته أن وفاته في 12 آب/أغسطس الجاري جاءت نتيجة أعمال التعذيب التي تعرض لها في قسم الشرطة في محافظة الدقهلية على بعد 120 كيلومترا من العاصمة القاهرة.

وتصدرت تفاصيل وتسجيلات الفيديو المتعلقة بالقضية عناوين الاخبار وتسببت في موجة غضب في مصر. وطالبت العديد من وكالات حقوق الانسان بالتحقيق في القضية التي شغلت الرأي العام بشكل كبير.

وسردت سرور في مقابلة أجرتها مع وكالة الانباء الالمانية (د.ب.أ) تفاصيل القضية قائلة إن أعين المدعين العموميين دمعت عندما شاهدوا جثة ولدها المشوهه بعد فترة قصيرة من وفاته.

وزعمت الأم الفقيرة والأمية أن مسئولين حكوميين كبار عرضوا عليها بعض الاموال في مقابل سكوتها ، ولكنها قاومتهم وتعهدت بالسعي من اجل الحصول على العدالة.

وقالت :"عندما عرضوا علي أموال مقابل صمتي قلت لهم إنني لن أبيع دم ابني".

وأضافت أنها أصيبت بصدمة قوية عندما رأت محمد بعد ثلاثة أيام من اعتقاله بقسم شرطة المنصورة أثناء زيارة ابنها الاكبر ابراهيم /20 عاما/ المحتجز لحيازته سلاح أبيض.

وقالت باكية إن الحروق انتشرت على كافة أنحاء جسد الولد الصغير وكان هناك جرح غائر كبير في ظهره ، مشيرة الى أن محمد ذكر اسمي اثنين من رجال الشرطة قاما بضربة وتعذيبه بالكهرباء.

أوضحت الام أنها هرعت الى المحامي حمدي الباز الذي عثر على محمد في حالة جسدية سيئة عندما ذهب الى قسم الشرطة،وبعد أن قابله الباز نقل الى مستشفى المنصورة العام حيث ظل بها أربعة أيام.

وأضافت أنه في اليوم الخامس وبعد أن ساءت حالته بسبب شدة الجروح بجسده،القي به في الشارع حيث عثر عليه بعض الجيران بعد أن أمضى الليلة كاملة فاقدا الوعي فى ساحة انتظار سيارات بالقرب من المستشفى,وأعادوه الى المنزل.

وقالت إن الاطباء الذين فحصوا الجثة لإستصدار شهادة الوفاة اشتبهوا في أنه توفي نتيجة لأسباب غير طبيعية ونصحوني بالذهاب الى النيابة العامة. وأمرت النيابة بنقل جثته الى مشرحة مستشفى جامعة المنصورة.

وأكدت ان مسئولين محليين بارزين ورجال شرطة حاولوا في المستشفى تقديم رشوة لها وفي مرات أخرى تهديدات لكي لا تتقدم بشكوى ، مشيرة الى أنهم عرضوا عليها ألف جنيه مصري (قرابة 175 دولارا).

ومن جانبها ، أعلنت وزارة الداخلية المصرية في بيان لها إن أقاويل هذه العائلة بأن الطفل تعرض للتعذيب محض مزاعم وأن التشريح الاولي للجثة يظهر أن التهابا رئويا هو سبب الوفاة.

ورفضت السيدة بيان وزارة الداخلية اواستيام جثة محمد من المشرحة حتى اجراء المزيد من التحقيقات. ولم تقبل أيضا قبول العزاء فيه ولكن وبدون علمها حملت الشرطة جثته من المستشفى ودفنتها في مقبرة العائلة.

وشهد رجال شرطة وعضو برلماني وعمدة القرية عملية الدفن في الوقت الذي جلس اخوه ابراهيم في سيارةالشرطة حسب قول عائلة الطفل محمد. (د.ب.أ)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى