نسمع عنها .. لكن!

> «الأيام» يسلم عبدالله باصبرين /دوعن - حضرموت

> «الإنسانية» من أكثر الكلمات شيوعاً واستخداماً في مجتمعاتنا، لكن لا تحظى بالقدر ذاته من التطبيق والواقعية، والإنسانية وإن تعددت معانيها إلا أنها تلك الكلمة الدالة على الرحمة وحب الخير.

إن مجرد الحديث عن الإنسانية ممتع تهفو إليه النفوس، وتشرئب إليه الأعناق ويلامس شغاف القلوب، فكيف لو أصبحت واقعاً يلمس ومشاهد تتكرر. واستناداً إلى القول بأن (الخير في الأمة باق) وعلى خلفية (الدنيا بخير) وانطلاقاً من المبدأ الإسلامي الرائع (حسن الظن بالناس) فإنه ما يمر يوم أو ساعة إلا وهناك مشاهد إنسانية رائعة تنسجها إياد لأناس رقت أحاسيسهم وسمت مشاعرهم، إلا أن هذه المشاهد تكاد تكون نادرة وقليلة جداً إذا ما قورنت بما يقابلها من تضاد (من تسلط على حقوق الغير، ونهب للممتلكات وسلب للحريات) وغيرها من الممارسات التي تصور لنا جانباً بغيضاً ووحشاً كاسراً في صورة آدمي، يتنافى مع أبسط تعاليم الدين الحنيف.

إن الأعمال الإنسانية اليوم أخذت في ممارستها طابع المصلحة، فكلنا نسمع عن الإغاثات التي تقدمها الأمم المتحدة لبعض البلدان الفقيرة، في حين لا تصل هذه الإغاثات إلى البلدان النامية.

إن كثيرا من المشاكل والاحتقانات التي تبرز إلى الساحة ناتجة عن غياب الرحمة والعدل والمساواة وكل هذه المعاني تندرج تحت مسمى (الإنسانية) فهلا تبصرنا وأعدنا النظر في تصرفاتنا، جاعلين قدوتنا في ذلك «محمداً» الإنسان (صلى الله عليه وسلم) الذي من فرط إنسانيته حول مسار جيش كامل (وهي مهمة ليست بالهينة) تعلمون لم؟ يا من تتحدثون عن الإنسانية وتتبنون مشاريعها، يا من حسب زعمكم أنكم أرباب مجد ومشيدو حضارة، رسول الله حول مسار جيش كامل لأن هناك كلبة بالطريق تلد، يخشى رسول الله أن يروعها في ولادتها! فمن يراعي مشاعر الناس اليوم فضلاً عن الحيوانات؟!.

لو لم يكن في تاريخنا وسيرة نبينا إلا هذا الموقف لنبي الرحمة لكفى والله، فإلى أصحاب القلوب الرحيمة والأيادي البيضاء ارحموا تُرحموا، ولكم في نبيكم الأسوة الحسنة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى