مسؤولون ومحللون عرب لا يتوقعون نتائج تذكر من مؤتمر دولي

> القاهرة «الأيام» علاء شاهين:

>
ذراع آلية يتحكم بها عن بعد تابعة للجيش الاسرائيلي تقوم برفع جثة فلسطيني قتل هو وآخر بعد أن تسللا إلى داخل إسرائيل أمس
ذراع آلية يتحكم بها عن بعد تابعة للجيش الاسرائيلي تقوم برفع جثة فلسطيني قتل هو وآخر بعد أن تسللا إلى داخل إسرائيل أمس
يخطط الرئيس الأمريكي جورج بوش لاستضافة مؤتمر حول دولة فلسطينية في وقت لاحق من هذا العام لكن قليلين في الشرق الأوسط يتوقعون تقدما بين العرب وإسرائيل من شأنه أن يساعد الرئيس الأمريكي على تجاوز مشكلاته في العراق.

وقال أحمد ماهر وزير الخارجية المصري السابق لرويترز “إدارة بوش ليست مستعدة لاجتماع ناجح.

لا توجد مؤشرات تدل على أن هذا المؤتمر سيكون ناجحا.” وتابع قائلا “الأسس التي سيعقد على أساسها ليست واضحة.” ولعبت مصر وهي حليفة للولايات المتحدة منذ فترة طويلة وإحدى دولتين عربيتين وقعتا اتفاق سلام مع إسرائيل دورا في الاعداد للمحادثات الإسرائيلية الفلسطينية السابقة التي فشلت في انهاء الصراع.

قال هشام يوسف مدير مكتب عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية “هذه هي الفرصة الأخيرة لإدارة بوش.” وأضاف “وإذا لم ينجح (الاجتماع) فسيكون ذلك نكسة كبيرة.” ويقول مسؤولون عرب إن الولايات المتحدة لم تقدم سوى تفاصيل قليلة عن جدول أعمال المؤتمر المتوقع أن يعقد في نوفمبر القادم مما يتيح وقتا محدودا للقيام بمجهود دولي منسق لمساعدة الإسرائيليين والفلسطينيين على جسر الهوة التي تفصل بينهما بشأن قضايا مثل الحدود النهائية والقدس ومصير اللاجئين الفلسطينيين.

ويشير المسؤولون العرب إلى أن الرئيسين الامريكيين السابقين لبوش فشلا رغم أنهما بذلا جهودا أكبر بكثير لتحقيق السلام.

ووضع الرئيس جورج بوش الأب الأساس لمؤتمر مدريد للسلام في عام 1991 وأمضى الرئيس بيل كلينتون ساعات طويلة مع زعماء الشرق الأوسط.

وقال مسؤولون فلسطينيون وغربيون في القدس إن الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت يحاولان التوصل لاتفاق على “المبادئ” بشأن الدولة الفلسطينية قبل المؤتمر.

وقال مسؤول غربي كبير إن الطرفين قد يكتفيان بالاتفاق على تشكيل مجموعات عمل حول القضايا الرئيسية بدلا من المفاوضات الكاملة في المؤتمر.

لكن يوسف قال إن العرب يريدون تنفيذ أي اتفاق قبل رحيل إدارة بوش في يناير عام 2009.

وقال “بوش يحتاج إلى قدر من النجاح.

لذا...

فإنه بحاجة لأن يعمل بجد.

إنه يشعر بأن العالم العربي مستعد للعمل معه.

والسؤال الآن هل إسرائيل مستعدة للعمل معه.” وسيضغط المشاركون العرب في المؤتمر من أجل التوصل إلى تسوية تستند إلى مبادرة السلام العربية التي تدعو إلى مبادلة الأرض بالسلام وتعرض على إسرائيل علاقات طبيعية مع كل الدول العربية في مقابل انسحاب كامل من الأراضي التي احتلتها في عام 1967 وإقامة دولة فلسطينية و”حل عادل” لمشكلة اللاجئين.

وقالت إسرائيل إن المبادرة العربية يمكن أن تكون أساسا للمفاوضات دون أن تلتزم بالبنود الرئيسية للمبادرة.

ويقول محللون ومسؤولون عرب إن واشنطن ترفض على ما يبدو الضغط على إسرائيل من أجل إبرام اتفاق طويل الأجل مع العرب أو لتعزيز وضع عباس بالإفراج عن عدد أكبر من السجناء أو بتخفيف القيود على تنقل الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة أو بإزالة نقاط استيطان يهودية هناك.

ويقول بعض المحللين إن إسرائيل ستقاوم مثل هذه الضغوط حتى وإن كانت مستعدة للمقاومة لادراكها أن الإدارة الأمريكية تتعرض بالفعل لانتقادات بسبب العراق وأنها تقترب من نهاية ولايتها.

كذلك فإن استعداد الفلسطينيين والدول العربية للتوصل إلى حل وسط لم يتضح بعد.

والانقسام الآخذ في الاتساع بين عباس وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي سحقت حركة فتح الأكثر علمانية التي يتزعمها عباس في قطاع غزة في يونيو الماضي تقلص أيضا من احتمالات إحراز أي تقدم كبير.

وتدعم واشنطن وحلفاؤها الأوروبيون عباس في مواجهة حماس منذ سيطرة الأخيرة على قطاع غزة لكن ماهر وزير الخارجية المصري السابق يرى أن هذه الاستراتيجية تضعف الموقف التفاوضي الفلسطيني.

وأضاف “إذا لم يكن الفلسطينيون موحدين في هذا المؤتمر فلن يتحقق أي شيء.” وحتى التوصل لاتفاق على المبادئ في ظل غياب ضمانات بأن محادثات على القضايا الجوهرية ستتبعه على الفور لن يساعد في طمأنة العرب الذين كانوا يأملون في أن ينهي إعلان مماثل وقع في أوسلو في عام 1993 الصراع.

وقال مسؤول غربي كبير في القاهرة “تساورني أيضا شكوك في أنهم (الإسرائيليين) لن يقدموا أي تعهدات مسبقة بشأن جدول زمني أو حتى بشأن النتيجة” مضيفا أن مجرد إعلان للمبادئ سيستقبل بسخرية.

وقال المحلل السياسي المصري عمرو الشوبكي إن إعلان المبادئ لن يؤدي إلى الكثير.

وأضاف “التغيير الوحيد المهم هو أن تتخذ خطوات عملية لإقامة دولة فلسطينية وهذا يتطلب موافقة إسرائيلية على قضايا مثل الضفة الغربية والقدس.

وهذا لن يحدث في المؤتمر.” رويترز...شارك في التغطية جوناثان رايت

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى