الظواهر الإيجابية تتخللها ظواهر سلبية

> «الأيام» هشام عثمان صالح:

> لا تزال تداعيات المطالب الملحة بصدد تحسين المحافظات الجنوبية والوطن بأكمله نحو الخدمات العامة بجميع جهاتها تصدر ضجيجا لا متناهيا بجميع الوسائل الإعلامية وعلى مدى واسع، ونخص بالذكر هنا البيئة والصحة العامة ولن نشمل أو نأخذ كل هذه الاختصاصات، كما أننا لا ننكر بـأن هناك بادرة جيدة نحو تحسين مظهر الوطن من خلال التركيز على المظهر الجمالي لأي محافظة أو مديرية، وهذا التحسين يظهر ويثبت مدى حسن نية في الإصلاح وترسيخ الدعائم الأولى بل والثابتة للارتقاء نحو الأفضل من خلال الجهود المبذولة من قبل بعض المختصين على النحو المرجو والمطلوب، وما نشاهده في الفترة الحالية من أعمال واسعة للمظهر الشكلي والجمالي للوطن كالتشجير للشوارع وتغذيتها بالإنارة الكافية وتوافر براميل القمامة بين كل مساحة وأخرى والتعزيز بعمال النظافة وزيادة النوبات لهم لكي تبقى شوارع جميع المدن تسر الناظرين وتعكس للآخرين مدى تقدم وتحضر قاطني هذه المدينة ومدى نجاح وسير عمل من أوكلت لهم المناصب القيادية لهذه المدينة، فلهم كل الشكر والثناء على ذلك.

ولكن ما أريد أن أوضحه هنا أن هناك ظاهرة سلبية سيئة ظهرت في الآونة الأخيرة وقد تضر بالصحة العامة للسكان ألا وهي براميل المياه الخاصة للشرب، والتي انتشرت مؤخرا أمام بقالات المواد الغذائية وبعض الأكشاك والتي استبدلت بقنينات بلاستيكية كانت سعتها عشرين لترا وتسمى بالعامية (كوثر) وهي مخصصة للاستخدام الآدمي (الشرب)، والغريب في الأمر أنه كتب على ظهر هذه البراميل (مياه صالحة للشرب) ولكنها أساسا لا تصلح لذلك، ليس المياه التي لا تصلح للشرب ولكن تلك البراميل التي تبلغ سعتها أكثر من مائتي لتر، فالمشكلة تكمن هنا في أنه بعد نفاد كمية المياه التي كانت داخل البراميل يتم تعبئتها من جديد ودون الرجوع لتدابير وقائية لتنظيف الرواسب والاتربة في قاعها، وقد تكون أحياناً بدأت مرحلة التطحلب، وهذا من جراء عدم تجديد نظافة تلك البراميل المخصصة والمصرح بها من قبل الجهات المختصة لبيع ما فيها من ماء للناس المغلوبين على أمرهم والذين ليس لهم قدرة على شراء قناني مياه صحية معدنية معقمة يبلغ سعرها (ثلاثين ريالا) لا تكفي سوى لفرد واحد.. كما أنها لا تبدو بمظهر حضاري لمدن رئيسية حيوية وسياحية، فما بالكم أن تستخدم للشرب.

فيأ أصحاب هذا المقترح هل فكرتم بأثره وانعكاسه على المظهر الجمالي للمدينة وعلى أبنائها أم أنكم تفتخرون بهذا الشيء المخترع وقد حصدتم من ورائه جوائز لا تحصى؟ فرفقاً بإخوانكم فلا يوجد شيء ثمين بقدر الحياة فليس للحياة معنى والصحة فيها تفنى.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى