بري يعلن تنازل المعارضة عن حكومة الوحدة ويدعو للتوافق على الرئيس.

> بيروت «الأيام» ليلى بسام :

> اطلق رئيس مجلس النواب نبيه بري أمس الجمعة "مباردة لبنانية" تقضي بتنازل المعارضة عن مطلبها تشكيل حكومة وحدة وطنية تحصل فيها على صوت مؤثر افساحا للمجال امام توافق الفرقاء اللبنانيين المتنافسين على انتخاب رئيس جديد للبلاد.

وقال زعيم المعارضة ورئيس حركة امل الشيعية في احتفال شعبي حاشد اقيم في مدينة بعلبك في سهل البقاع الشرقي بمناسبة ذكرى مرور 29 عاما على اختفاء الامام الشيعي موسى الصدر "تفضلوا لنقر جميعا بانتخابات الرئاسة على اساس التوافق والثلثين والمعارضة لا تريد حكومة )وحدة وطنية( ولا موسعة قبل الانتخابات طالما انكم لا تريدونها. تفضلوا نحن نقبل."

واضاف "فور التوافق على المبدأ الذي ذكرت اتعهد باطلاق تشاور وحوار مع اطراف عديدة بدءا بالكرسي البطريريكي وخاصة قادة الحوار الوطني الذي انعقد في 2 (مارس) اذار 2006 في المجلس النيابي توصلا للاتفاق على اسم الرئيس الجديد."

ويشهد لبنان صراعا سياسيا عميقا تواجه فيه الحكومة اللبنانية المناهضة لسوريا والمدعومة من الولايات المتحدة تحالفا معارضا يضم بالاضافة الى حزب الله وحركة امل الزعيم المسيحي ميشال عون وغيرهم.

وتطالب المعارضة بما فيها حزب الله الشيعي بصوت مؤثر في حكومة وحدة وطنية وبالتوافق على المرشح الرئاسي كشرط لحضور جلسة انتخاب الرئيس .

وللوصول الى نصاب الثلثين يتعين ان تشارك المعارضة في التصويت. ورفضت الحكومة الائتلافية حتى الان الاستجابة للمعارضة التي تصر على مطالبها منذ نوفمبر تشرين الثاني في واحد من أسوأ الصراعات السياسية التي يخوضها لبنان منذ الحرب الاهلية بين عامي 1975 و1990.

وبموجب الدستور يتعين ان ينعقد البرلمان يوم 25 سبتمبر ايلول لاختيار خليفة للرئيس اميل لحود الحليف الوثيق لسوريا الذي تنتهي ولايته منتصف ليل الثالث والعشرين من نوفمبر تشرين الثاني المقبل. لكن حتى الان لاتوجد علامة على التوصل إلى تسوية للصراع السياسي بما يسمح بالمضى قدما في التصويت.

وقال بري في الاحتفال الحاشد "نعتقد ان انتخاب رئيس توافقي للجمهورية اللبنانية صنع في لبنان في المواعيد الدستورية... باكثرية الثلثين يشكل فرصة لاخراج لبنان من المأزق السياسي الراهن."

وحذر بري من اقدام المولاة على انتخاب رئيس باغلبية النصف زائد واحد خارج البرلمان قبل ايام من انتهاء ولاية لحود وهو ما كان لوح به زعماء في الاكثرية. وقال بري "كلما اسرعنا في التوافق حول الرئاسة كان خيرا وخير البر عاجله لانهاء الاعتصام ووئد الفتنة وابعاد الشر المستطير الذي يتربص في الايام العشرة الاخيرة."

واعتبر مصدر رفيع في المعارضة ان خطوة انتخاب رئيس للبلاد باكثرية النصف زائد واحد هو "تصعيد خطير وهو بمثابة انقلاب سيواجه بكل الوسائل الممكنة."

واليوم تتم المعارضة شهرها التاسع في اعتصامها للمطالبة باستقالة الحكومة التي تعتبرها غير شرعية وغير ميثاقية بعد انسحاب الوزراء الشيعة في نوفمبر تشرين الثاني.

وخاطب بري فريق الاكثرية قائلا "انتم تقولون ان قراركم لبناني ...ما اطرحه الان هو مبادرة لبنانية صرف....نحن لا نتراجع لكم نتراجع لاجل احتضانكم ننحني للوطن لنثبت ما ندعيه الا اذا كان القصد التحكم لا المشاركة لا سمح الله."

وقال "وانني اجزم اننا وخلال المهلة الدستورية سنصل الى توافق حول شخصية البلاد وبالتالي لن ندفع بلدنا نحو المجهول ولاسيما اننا وفي القضايا الوطنية وبناء استقرار النظام العام يجب ان لا يكون فرق بين مولاة ومعارضة."

واوضح ان في طرحه "ليس من غلبة لفريق على اخر وبجميع الاحوال من يتنازل يتنازل للبنان."

وجاء موقف بري بعد يوم على طرح الرئيس اميل لحود انه قد يعيين حكومة مؤقتة برئاسة قائد الجيش اذا لم يتمكن الزعماء اللبنانيون المتنافسون من التوصل الى اتفاق بشأن الرئيس الجديد قبل انتهاء ولايته.

وهذه هي المرة الاولى التي يعلن فيها لحود مسبقا عما يعتزم فعله في حالة عدم التوصل إلى تسوية للازمة السياسية قبل ان يترك المنصب.

ويقول محللون إن الائتلاف الحاكم سيرفض أي تحرك من هذا النوع وهو ما من شأنه ان يفضي إلى وجود حكومتين في لبنان. رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى