الجراد يرعب العالم .. ويرعبه اليمنيون
> «الأيام» أمجد عبداللاه باحشوان:
> الجراد .. حشرات خلقها سبحانه وتعالى لها العديد من الوظائف، منها الاعتقاد أنها شفاء لبعض الأمراض، أو عذاب من رب العباد.. ورغم تحذير منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) من وصول أسراب الجراد إلى اليمن إلا أنه كما يقول المثل «مغني جنب أصنج».. وفعلاً وصلت أسراب الجراد لكن لم يكن هناك استعداد بأية إجراءات، لا سيما وأن البلدان الأخرى تجرى الاستعدادات المكثفة قبل أن يصل إليها.. وحذرت أيضاً المنظمة من مواجهة اليمن لأسوأ موجة جراد، داعية لاتخاذ إجراءات سريعة لإنقاذ محاصيل البلاد الغذائية، لكن الوقت مر فغزا الجراد اليمن في الآونة الأخيرة وانتشر فيها بشكل مفجع في أنحائها، وتعد هذه الموجة من الجراد هي الأكبر التي يشهدها اليمن منذ 18 عاماً، عندما هاجمت معظم المحافظات اليمنية أسراب الجراد القادمة من بلدان عجزت عن القضاء عليها، غير أن اليمنيين حينها تمكنوا من القضاء عليها قبل أن تتمكن من إلحاق أضرار بمحاصيلهم الزراعية فظهرت بداية في محافظتي حضرموت والمهرة، بعدها صارت تتنقل في ربوع اليمن السعيد حتى وصلت مؤخراً إلى البيضاء والعاصمة صنعاء وكثير من المناطق..
وقامت وزارة الزراعة والري بمكافحة الجراد بالمبيدات المتنوعة باستخدام الطيران والفرق الميدانية والرش، ولكن دون جدوى.
قصة اليمنيين مع الجراد
ما دام الجراد قد جاء إلى أهل اليمن فالحديث يختلف نوعاً ما .. ففي الوقت الذي استنفرت معظم دول المنطقة قدراتها لمواجهة غزو أسراب الجراد وأعلنت جاهزية قواتها لصد هجوم الجراد لبلدانها، التزمت اليمن الصمت وكأن الأمر لا يعنيها، أو أن هناك سرا لا تود كشفه قبل الأوان ..فيا ترى ما حقيقة قصة اليمنيين مع الجراد ؟
صار الجراد يُنقل بعد أن كان يتنقل .. صار يباع في الأسواق فوصل سعر الجرادة الواحدة إلى 10 ريالات في بعض المحافظات وفي بعضها وصل إلى (40) جرادة بـ100 ريال وهناك عشرات المواطنين في وسط العاصمة صنعاء القديمة يصطادون الجراد ويجمعونه في قناني معدنية، وبدأ التجار في مدينة صنعاء القديمة يبيعون الجراد ووصل سعر الكيلو إلى 1500 ريال، أي ما يعادل سبعة دولارات ونصف الدولار.. ترى ما السر في بيعه ؟ وما الغاية من ذلك؟
ينتظر اليمنيون بشغف وصول الجراد إذ يعتبرونه من ألذ الوجبات الغذائية التي تزين موائدهم. فتعد اليمن البلد العربي الذي يحتفي شعبه بقدوم أسراب الجراد إلى أراضيه، ولايدخرون جهدا من أجل الحصول على أكبر قدر منها، ولهم في ذلك عادات وتقاليد، وفنون طهي أيضاًَ .. فقد جرت العادة في الأرياف حين يعلم أحدهم بالمكان الذي توجهت إليه أسراب الجراد يخبر باقي عشيرته وأهله، فتجهز الأهالي الفوانيس أو المصابيح الكهربائية والشوالات الفارغة - أكياس الأرز والقمح الفارغة- وتنطلق إلى مكان نزول الجراد، وتحرص أغلب الأسر على المشاركة بأكبر عدد ممكن من أفرادها - رجالاً ونساء، صغارا وكبارا - فيسيرون في موكب احتفالي حاملين الفوانيس معهم، حتى إذا بلغوا المكان فتحوا شوالاتهم، وباشروا بصيد الجراد بأكفهم وأشباكهم البلاستيكية ليضعوها داخل تلك الشوالات ليعودوا بعد ساعات محملين بصيد هائل منه، فتتولى النساء في اليوم التالي تجهيزه للأكل.
ويفضل اليمنيون تناول الجراد بإحدى صورتين: الأولى أن يتم تحميصه بالأفران (التنور) دون إضافة أي شيء له باستثناء الملح، أما الطريقة الثانية فهي بتمليحه ثم تركه معرضا للشمس لفترة وجيزة حتى يجف، فلا يتلف عند خزنه لأسابيع أو شهور، وهناك قسم صغير جداً يقوم بغليه بالماء لبضع دقائق فقط، ويطيبون طعمه بشيء من البهارات، ولكن هذا النوع من الطهي لا يصلح للحفظ ويتوجب تناوله في نفس اليوم.
وحين تكون موجة الجراد كبيرة تقوم بعض الأسر ببيعه إلى المحلات التجارية (البقالات).
لتتولى الأخيرة بيعه بالتجزئة (بالحبة) لمن لم يحالفه الحظ في اصطياده. فيا لسوء حظ الجراد!!.. يقطع آلاف الأميال، ويلتهم آلاف الأطنان من المزروعات، حتى إذا ما بلغ اليمن ابتلعه اليمنيون .. أليس هو إحدى (الميتتين) اللتين أحل الله أكلهما؟! نعم.. فمن الناحية الشرعية فإن أكل الجراد حلال وورد عن عبدالله بن أبي أوفى رضي الله عنه قال: «غزونا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم سبع غزوات أو ستاً نأكل معه الجراد».
يشار إلى أن كتب العرب قد تضمنت الكثير من الأمثال التي قيلت في الجراد وفي قيمته الغذائية فقالوا : «إذا جاء الجراد انثر الدواء» وقيل في الماضي «إن الجراد يرخص اللحم» أي أن الناس يستغنون بأكل الجراد عن أكل اللحم. وقال آخرون: «إذا طاح الجراد قل الدواء» في إشارة إلى أنه يحل محل الأدوية فهو يأكل من كل شجرة وكل عشبة وبالتالي يجمع مجموعة من الأدوية. وان اليمنيين كانوا يعتقدون أن الجراد علاج لكل داء، للنظر والسكر ومرض القلب ولكل شيء.. فلذا قرر اليمنيون أن الجراد جدير بالأكل وليس بالرعب والخوف، وأن الجراد يتغذى بأفضل النبات وأنواعها .. والتهامه يوفر لآكله مادة البروتين.
طبق الجراد وجبة بروتين هناك العديد من الدول التي تستخدم الجراد للأكل، وهو يحتوي على 62 % من وزنه بروتين و17 % دهون وباقي وزنه مواد غير عضوية .
وقامت وزارة الزراعة والري بمكافحة الجراد بالمبيدات المتنوعة باستخدام الطيران والفرق الميدانية والرش، ولكن دون جدوى.
قصة اليمنيين مع الجراد
ما دام الجراد قد جاء إلى أهل اليمن فالحديث يختلف نوعاً ما .. ففي الوقت الذي استنفرت معظم دول المنطقة قدراتها لمواجهة غزو أسراب الجراد وأعلنت جاهزية قواتها لصد هجوم الجراد لبلدانها، التزمت اليمن الصمت وكأن الأمر لا يعنيها، أو أن هناك سرا لا تود كشفه قبل الأوان ..فيا ترى ما حقيقة قصة اليمنيين مع الجراد ؟
صار الجراد يُنقل بعد أن كان يتنقل .. صار يباع في الأسواق فوصل سعر الجرادة الواحدة إلى 10 ريالات في بعض المحافظات وفي بعضها وصل إلى (40) جرادة بـ100 ريال وهناك عشرات المواطنين في وسط العاصمة صنعاء القديمة يصطادون الجراد ويجمعونه في قناني معدنية، وبدأ التجار في مدينة صنعاء القديمة يبيعون الجراد ووصل سعر الكيلو إلى 1500 ريال، أي ما يعادل سبعة دولارات ونصف الدولار.. ترى ما السر في بيعه ؟ وما الغاية من ذلك؟
ينتظر اليمنيون بشغف وصول الجراد إذ يعتبرونه من ألذ الوجبات الغذائية التي تزين موائدهم. فتعد اليمن البلد العربي الذي يحتفي شعبه بقدوم أسراب الجراد إلى أراضيه، ولايدخرون جهدا من أجل الحصول على أكبر قدر منها، ولهم في ذلك عادات وتقاليد، وفنون طهي أيضاًَ .. فقد جرت العادة في الأرياف حين يعلم أحدهم بالمكان الذي توجهت إليه أسراب الجراد يخبر باقي عشيرته وأهله، فتجهز الأهالي الفوانيس أو المصابيح الكهربائية والشوالات الفارغة - أكياس الأرز والقمح الفارغة- وتنطلق إلى مكان نزول الجراد، وتحرص أغلب الأسر على المشاركة بأكبر عدد ممكن من أفرادها - رجالاً ونساء، صغارا وكبارا - فيسيرون في موكب احتفالي حاملين الفوانيس معهم، حتى إذا بلغوا المكان فتحوا شوالاتهم، وباشروا بصيد الجراد بأكفهم وأشباكهم البلاستيكية ليضعوها داخل تلك الشوالات ليعودوا بعد ساعات محملين بصيد هائل منه، فتتولى النساء في اليوم التالي تجهيزه للأكل.
وحين تكون موجة الجراد كبيرة تقوم بعض الأسر ببيعه إلى المحلات التجارية (البقالات).
لتتولى الأخيرة بيعه بالتجزئة (بالحبة) لمن لم يحالفه الحظ في اصطياده. فيا لسوء حظ الجراد!!.. يقطع آلاف الأميال، ويلتهم آلاف الأطنان من المزروعات، حتى إذا ما بلغ اليمن ابتلعه اليمنيون .. أليس هو إحدى (الميتتين) اللتين أحل الله أكلهما؟! نعم.. فمن الناحية الشرعية فإن أكل الجراد حلال وورد عن عبدالله بن أبي أوفى رضي الله عنه قال: «غزونا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم سبع غزوات أو ستاً نأكل معه الجراد».
يشار إلى أن كتب العرب قد تضمنت الكثير من الأمثال التي قيلت في الجراد وفي قيمته الغذائية فقالوا : «إذا جاء الجراد انثر الدواء» وقيل في الماضي «إن الجراد يرخص اللحم» أي أن الناس يستغنون بأكل الجراد عن أكل اللحم. وقال آخرون: «إذا طاح الجراد قل الدواء» في إشارة إلى أنه يحل محل الأدوية فهو يأكل من كل شجرة وكل عشبة وبالتالي يجمع مجموعة من الأدوية. وان اليمنيين كانوا يعتقدون أن الجراد علاج لكل داء، للنظر والسكر ومرض القلب ولكل شيء.. فلذا قرر اليمنيون أن الجراد جدير بالأكل وليس بالرعب والخوف، وأن الجراد يتغذى بأفضل النبات وأنواعها .. والتهامه يوفر لآكله مادة البروتين.
طبق الجراد وجبة بروتين هناك العديد من الدول التي تستخدم الجراد للأكل، وهو يحتوي على 62 % من وزنه بروتين و17 % دهون وباقي وزنه مواد غير عضوية .