رجال في ذاكرة التاريخ

> «الأيام» نجيب محمد يابلي:

> -1 الفقيه أحمد قاسم النخلاني:الميلاد والنشأة .. ورد في الدراسة الموسومة (من أعلام لحج الفقيه أحمد بن قاسم عبدالله النخلاني، مفتي الديار اللحجية) للباحث قايد محمد ناجي القافي: «ولد الشيخ الجليل العلامة أحمد بن قاسم عبدالله النخلاني في قرية (نخلان)، إحدى قرى لواء إب عام 1290هـ الموافق 1873م. نشأ وترعرع في كنف والده قاسم بن عبدالله علي سعد النخلاني، فقرأ القرآن الكريم وتعلم مبادئ الدين الحنيف منذ نعومة أظفاره. رحل الفقيه أحمد النخلاني إلى مدينتي جبلة وزبيد حيث تلقى علومه في الفقه وأصول النحو والحديث والفرائض علي يد مشايخ وعلماء أجلاء.

شد الفقيه أحمد النخلاني الرحال من زبيد إلى الحوطة، حاضرة العبادل من سلاطين لحج، ومن محاسن الصدف أن التقى الشيخ الجليل علي بن أحمد زين الأهدل، قاضي لحج آنذاك واستزاد في التحصيل علي يدي ذلك العلامة، الذي منحه إجازة في العلوم الشرعية وكلفه بالإمامة والخطابة في الجامع الكبير بحوطة لحج.

لم ينقطع تواصل الفقيه أحمد قاسم النخلاني عن الجامع الكبير، إماما وخطيبا وواعظا، وقرر الاستقرار في حوطة لحج إلى ما شاء الله بعدما شعر أنه جزء من نسيج ذلك المجتمع الذي بادله الحب بالحب فوسع دائرة رسالته الربانية فأنشأ حلقة علمية جذبت إليها مجاميع كبيرة من طلاب العلم، وكان يعقدها يوميا في الوقت الفاصل بين فريضتي المغرب العشاء، وكان رحمه الله يلقي على طلابه دروسا في الفقه وأصوله والنحو والفرائض، وممن درسوا على يديه نجلاه محمد وعلي النخلاني وعبدالله عباد علي الحسيني ومحمد عبدالله محمد، الملقب (الهونطب) وعبدالله طاهر الجرموزي وعبدالله علي سعيد وآخرون».

يضيف الباحث قايد القاضي: «كما أخذ عنه العلم السيد محمد عبيد عمر السفياني الحوشبي، صاحب الدور المعروف بمقارعة الوجود البريطاني في جنوب اليمن».

العلامة النخلاني مفتي الديار اللحجية

أفاد الباحث قايد القاضي أن السلطان عبدالكريم فضل، سلطان لحج ولّى العلامة أحمد قاسم النخلاني مفتيا للديار اللحجية، وكان العلامة النخلاني رحمه الله زاهدا في المناصب، إلا أنها كانت ثقة بعض وجهاء وأعيان لحج كانوا يلحون على الشيخ النخلاني بقبول هذا التكليف، وقد أيد علماء زبيد وتريم (الحضرمية) فتاوى هذا الشيخ الجليل «وفي ذلك يقول الأمير أحمد فضل القمندان في شطر بيت من قصيدة له في ديوانه: أفتى الفقيه أحمد ونفذ حكمها قاضي تريم”.

الشيخ النخلاني وحلقات صحيح البخاري

بالإضافة إلى مهامه الرسمية بالبت في قضايا المواطنين المنظورة أمامه في المحكمة الشرعية، ومساعيه في اصلاح ذات البين بين المتخاصمين، كان الشيخ أحمد قاسم النخلاني رحمه الله يقيم في الجامع الكبير حلقات دينية لقراءة صحيح البخاري من أواخر جمادى الثانية حتى أوائل شعبان من كل عام، وكانت تلك الحلقات تتميز بالمناقشات وتبادل الآراء في مواضيع مختلفة في الفقه والأصول والحديث والنحو والفرائض وذلك من بعد صلاة الفجر وحتى طلوع الشمس وقبل صلاة العصر، وكان يشارك في أعمال قراءة صحيح البخاري: السيد حسن بن محمد الجفري والسيد علي بن محمد الجفري والشيخ عبدالعليم محمد بانافع والقاضي محمد سعيد صدقة والسيد أحمد بن علي زين الأهدل (قاضي لحج) والسيد عبدالله علوي بن حسن الجفري.

القاضي الأهدل يتنبأ والشاعر سبيت يثني

بحسب إفادة الباحث قايد القاضي (عن الشيخ علي، نجل الفقيد الشيخ أحمد قاسم النخلاني) أن العالم الجليل علي بن أحمد زين الأهدل، قاضي لحج تحدث قبل وفاته إلى ولده أحمد بن علي الأهدل وأحمد بن قاسم النخلاني، الطالبين اللذين درسا على يديه فأشار بإصبعه نحو ولده أحمد قائلا له: «لحج أنت قاضيها» وأشار لأحمد النخلاني قائلا: «وأنت مفتيها» وبمشيئته تعالى أصبح الأول قاضيا والثاني مفتيا.

أما الشاعر الكبير عبدالله هادي سبيت فقد قال في سياق تعديد مناقب الفقيد الشيخ أحمد قاسم النخلاني: «انه كان مزارعا ناجحا يقضي الليل كله في إرواء أراضيه بالمياه، وهو أول من أخذ ملء كفيه من تراب أراضيه وقال لولديه محمد وعلي هذه الحفنة أغلى من الذهب فاحمدوا واشكروا الذي وهب».

السلطان علي عبدالكريم في مقدمة المشيعين

في جمادى الثانية 1374هـ (1955م) انتقل إلى رحمة الله تعالى علامة لحج ومفتيها الفقيه أحمد قاسم عبدالله النخلاني، وعم الحزن أرجاء السلطنة، وبعد الصلاة عليه رحمه الله في الجامع الكبير شيع جثمانه في موكب مهيب تقدمه جلالة السلطان علي عبدالكريم فضل ووجهاء لحج وأعيانها وأفراد أسرته يتقدمهم نجلاه محمد وعلي ومريدوه ومحبوه إلى مثواه الأخير بمقبرة مزاحم بن أحمد الجفاري القريبة من منزل الفقيد، كما ألقى صاحب الفضيلة السيد محمد علي الجفري، المستشار القضائي، طيب الله ثراه كلمة عدد فيها مناقب الفقيد. أما المغفور له بإذن الله الشاعر الكبير عبدالله هادي سبيت فقد جاءت قريحته بمرثية نشرت في ديوانه (رجوع إلى الله -ص 65 و 66) وهي مرثية طويلة نقتطع منها أربعة أبيات هي:

سعيـت للـديــن والـدنـيا فنـلتهـما ** سعيا حثيثا يزيــن العلم والأدبـا

قويت بالسعي جسما ما ذوى عللا ** وصنت بالدين روحا لم تهن طلبا

.....

يا أيها الركن كم فيك استمعت إلى ** علم من الزهد والتقوى قد انسكبا

فيك ارتشفت من الإيمان ما طهرت ** روحي بــه فبلغت الشأو والإربـا

خلف الشيخ الجليل أحمد بن قاسم النخلاني ذكرا حسنا سكن في ذاكرة المجتمع، ومكتبة عامرة بأمهات الكتب، وذرية صالحة منها ولداه الشيخان محمد وعلي بن أحمد قاسم النخلاني، اللذان ورثا منه العلم والقضاء وكانا خير خلف لخير سلف.

-2 السيد محسن محمد السقاف:

الميلاد والنشأة

السيد محمد زين علوي السقاف، من سادة الوهط، بسلطنة لحج الذين كانوا من أصحاب الاهتمامات المزدوجة، فإضافة إلى كونه رعويا زراعيا فقد أجاد الاشتغال بالمحاماة والترافع أمام المحاكم والقضاء بسلطنة لحج بحكم مكونات شخصيته الثقافية والدينية والاجتماعية وسلامة منطقه وشجاعته، وهو ما جعله يعمد إلى تعليم أبنائه أحمد ومحسن وزين وعلي وحسن وعبدالله، رغم قسوة الظروف آنذاك، وذلك استنادا لبيانات أعدها حفيده د. هشام محسن محمد زين السقاف في 13 صفحة.

السيد محسن محمد زين السقاف من مواليد عام 1922م في منطق (علي بن أحمد) القريبة من جول يماني، وكان أبوه السيد محمد زين علوي السقاف قد نزح بأسرته من الوهط إلى هناك بسبب القصف الذي تعرضت له الوهط في الحرب العالمية الأولى التي دارت رحاها بين الأتراك الذين احتلوا لحجا (ومن ضمنها الوهط) والقوات البريطانية. يأتي ترتيب السيد محسن السقاف السابع بين إخوته (ستة ذكور + ثلاث إناث) ويصغر أخاه الأديب الكبير أحمد السقاف بثلاث سنوات.

السيد محسن السقاف والاهتمامات الوطنية المبكرة

ورد في سياق العرض الذي قدمه الأديب والباحث الألمعي د. هشام محسن السقاف أن والده السيد محسن محمد السقاف درس في المدرسة المحسنية بمعية أخويه أحمد وعبدالله «في عز» المدرسة المحسنية على عهد العلامة العطر الذكر الأستاذ محمد حسين الدباغ.

بعدما عادت أسرة السيد محمد زين السقاف إلى مرابعها في الوهط، اشتغل السيد محسن السقاف بالزراعة جريا على عادة أهل ذلك الزمان، وكان قريبا من الحراك الاجتماعي والوطني الذي قادته صفوة الشباب في المنطقة أمثال الأستاذ عمر سالم طرموم وعبدالله عيدروس الحاج وغيرهما من الذين وجدوا في الصحافة العدنية ونادي الشباب اللحجي منابر لآرائهم ومتنفسا لما يجيش في صدورهم.

التظاهرة التي أصابت السيد محمد السقاف بمقتل

كان السيد محسن السقاف مرابطا إلى جانب والده بالوهط، أما إخوته فقد تفرقت بهم أيدي سبأ، فقد هاجر زين وعلي وأحمد إلى الحبشة وعاد أحمد أدراجه إلى الوهط ليشد الرحال إلى الكويت، فيما شد حسن وعبدالله الرحال إلى بندر عدن، حيث استقر المقام بحسن، الشخصية الظريفة في مدينة الشيخ عثمان وحزم عبدالله أمتعته ليستقر به المقام في السعودية فترة ناهزت السبعة وثلاثين عاما.

بعد قيام ثور 26 سبتمبر 1962م تولى السيد محسن السقاف التحضير لمسيرة طلابية وشعبية مدعمة باللافتات والأعلام والشعارات وصور الزعيمين الراحلين جمال عبدالناصر وعبدالله السلال، وتزامن ذلك مع قدوم الأمير فضل عبدالقوي العبدلي وآخرين إلى الوهط واستضافهم السيد محمد زين السقاف في منزله إلى مادبة غداء ومقيل، وكان الضيوف مختلفين مع السلطة فكانت الضيافة القشة التي قصمت ظهر البعير.

كان أبناء السيد محسن السقاف (إخوة الدكتور هشام) من ضمن التلاميذ المشاركين في التظاهرة الشعبية الكبيرة التي كان عمودها الفقري السيد محسن محمد السقاف. احتجزت السلطات أحفاد السيد محمد زين السقاف (أولاد محسن السقاف) إلى جانب تلاميذ آخرين فأسرع السيد محمد زين السقاف إلى قسم الشرطة وهو يردد عبارات التنديد والتقريع وتسبب ذلك في إحراج مسؤولي الشرطة وعاقل الوهط، وتم الإفراج عن الصغار مقابل تعهده بإحضار ولده محسن السقاف.

لم يتحمل السيد محمد زين السقاف وجود فلذة كبده محسن في السجن، وبحسب ذكريات حفيده (عدنان)- وكان آنذاك في السادسة من عمره، وكان مع إخوته أكثر التصاقا بجدهم - أن جده محمد كان يقرأ القرآن وبعد إكمال قراءة جزء من القرآن توقف برهة ونادى على حفيده عدنان وناوله مبلغا من المال لشراء قارورة شراب برتقال. نفذ الحفيد طلب جده، الذي شرب ما في القارورة واسترخى علىظهره، وكانت إشارة بينه إلى رجوع النفس المطمئنة إلى ربها راضية مرضية.

تحرك بعض أصدقاء السيد محسن للوساطة لدى السلطات الأمنية للسماح له بإلقاء النظرة الأخيرة على والده والقيام بواجبه تجاه المصاب الجلل.

دور متميز للسيد محسن في فترة الكفاح المسلح

نشط السيد محسن السقاف (أبو هشام) في مجال الزراعة وتوسع اهتمامه بها عندما دخل في شراكة مع أحد العقارب في إدارة مزرعة في بئر أحمد، وكانت هناك بئر ارتوازية تغذي الزراعة، وكانت عدن تزود بئر أحمد بالطاقة الكهربائية، وبعد جهد دام أكثر من عامين استصلحت مساحات أخرى غير مزروعة وظهر خيرها من الفواكه والخضروات والحبوب والأعلاف، إضافة إلى تربية الماشية من ماعز وأغنام بلغ مقدارها حوالي مائة رأس، وفي فترة لاحقة أحضر صديقه الحاج محمد عبدالله عفارة مجموعة من الجواميس لترعى في المزرعة في أجواء آمنة.

كان الشيخ محمود محمد فضل وبعض أفراد أسرته في دائرة صداقات السيد محسن الواسعة، وكان أبو هشام يتردد بصورة منتظمة على السوق المركزي لتسويق الخضار والفواكه بخورمكسر عدن، وكان يحرص أثناء وجوده في عدن على شراء الصحف المصرية وعلى نسج علاقات بشخصيات لها باع وذراع في الحركة الوطنية وأقام جسورا مع جبهة التحرير والتنظيم الشعبي للقوى الثورية، وتوسعت دائرة علاقاته بشخصيات من مشيخة العقربي وعدن ومناطق أخرى من لحج والصبيحة.

شيدت حكومة اتحاد الجنوب العربي مدرسة متوسطة في منطقة الوهط استوعبت طلابا من مناطق الضالع والشعيب والمفلحي والصبيحة، واستقدمت خيرة المدرسين من السودان الشقيق، وبطبيعة الحال مثل أولئك الشباب تيارات متباينة، فقام السيد محسن السقاف (أبو هشام) مع نفر من أبناء منطقته من المنتسبين لجبهة التحرير والأنصار والمؤيدين بتشكيل فريق للعمل على حماية القرية ونشر مشاعر الأمن والطمأنينة والعمل ايضا على تنقية الأجواء من أي شوائب تعكر صفو العمل السياسي والعسكري من خلال تهدئة الأمور وحل الخلافات التي كانت تنشأ بين الطلاب، وخاصة أثناء المسيرات أو المظاهرات.

نوايا السيد محسن السقاف وجهود الأخ الأكبر الأستاذ أحمد السقاف

حسم الجيش التابع لاتحاد الجنوب العربي الصراع الدائر بين الجبهتين المتنافستين: الجبهة القومية وجبهة التحرير في 6 نوفمبر 1967م، ومن ضمن المناطق التي سقطت بأيدي الجبهة القومية كانت (بئر أحمد) مركز مشيخة العقربي، وتم اعتقال الشيخ محمود محمد فضل العقربي، رحمه الله، والعديد من أهله وأقاربه وتم اعتقال السيد محسن السقاف في اليوم التالي في مزرعته هناك.

زج رجال الجبهة القومية بالمعتقلين في سجون أبين وانتصرت إرادة السماء وشاءت الفرج للسيد محسن السقاف بتمكينه من الفرار من سجن زنجبار إلى الوهط، ومن هناك نزح مع أفراد أسرته ومجاميع من مناضلي جبهة التحرير والتنظيم الشعبي إلى تعز عبر منطقة الصبيحة، ولاحقتهم المعاناة أينما كانوا، سواء في الطريق إلى المحافظات أو في البقاء فيها.

سعى السيد محسن السقاف للعمل في مجال الزراعة وأقام علاقات عمل مع تجار ومشايخ من أصحاب الأراضي الزراعية، وعمل معهم في فترات متقطعة، وتزامنت معاناة الجنوبين مع رحلات كان يقوم بها الأستاذ أحمد السقاف، السفير المتجول لدولة الكويت والمسؤول عن مكتبي برامج المساعدات المقدمة في دولة الكويت إلى شطري اليمن، شمالا وجنوبا، الذي اطلع على أحوال الجنوبين وطرح معاناتهم على السلطة في عدن، وكان المغفور له بإذن الله تعالى محمد علي هيثم، رئيسا للوزراء آنذاك، الذي وعد باتخاذ إجراءات تصحيحة للقرارات المتخذة ضد النازحين ومنها مصادرة أراضيهم الزراعية وكان السيد محسن السقاف أحد ضحايا المصادرات.

نفذ محمد علي هيثم وعده ووجه وزير الزراعة بإعادة أرض السيد السقاف، نظرا للمواقف الإيجابية لشقيقه الأكبر أحمد السقاف مع حكومة عدن، وخاب ظن السيد محسن عندما اكتشف أن السلطات تريد تعويضه بمضخة كروية (شمالية) فاتخذ قرارا بالعودة إلى تعز.

(أبو هشام) ومجلس الشعر

شهد منزل السيد محسن السقاف (أبو هشام) العديد من اللقاءات والاجتماعات التي ضمت عددا من النازحين الجنوبين من أبناء لحج والصبيحة والضالع وردفان وعدن وشبوة. لم تخل تلك اللقاءات من مجالس الشعر والطرب وكان ممن يترددون على تلك المجالس: أمير العود والطرب الشيخ يحيى محمد فضل العقربي (شقيق الشيخ محمود محمد فضل العقربي) والشعراء صالح فقيه وشقيقه عبدالله محمد زين السقاف وابن عمه حسن علي حسن السقاف، كما كان السيد محسن يقدم قصائده، التي قدم بعضها عبر إذاعة تعز ونقتطع أبياتا من إحدى قصائده جاء فيها:

قبل ما تزعج مسامعنا طبولك والمزامير

عد إلى نفسك وسلها: هل تصدقنا الجماهير؟

هل تصدق ما نذيعه من أكاذيب وتزوير

وهي تحيا في شتات من فعايلنا وتعزير

ان هذا الشحب لن يوليك إلا كل تحقير

قبل ما تبني من التهريج عرشك والزعامه

والتمشدق بالشعارات التي أضحت قمامه

عافها الشعب فأصبح ريحها مصدر زكامه

الشيخ سيف العزيبي في (شهادتي للتاريخ):

أفرد المناضل الكبير عبدالقوي مكاوي، رحمه الله، بعض الصفحات (ص 416-412) من كتابة (شهادتي للتاريخ) لشهادة الشيخ سيف محمد فضل العزيبي جاء في خاتمتها أن يحمل أمانة من الشاعر السيد محسن محمد السقاف، رجل جليل من أعيان الوهط إلى المناضل الوطني الكبير عبدالقوي مكاوي عبارة عن قصيدة في (23) بيتا جاء في مطلعها:

يا بروحي وما جرى في البلاد ** حـادث مـؤلـم يـفتـت الاكـبــــاد

كيــف تـم اغتـيال خيـر شبـاب ** برصاص الأجير لحفنة الإلحاد

الخطاب الذي سبق الرحيل

تزامنت عودة السيد محسن السقاف من القاهرة بعد إجراء عملية جراحية في البروستاتا مع قدوم لجنة الجامعة العربية برئاسة سليم اليافي ومحمد المصمودي عقب حرب الأطراف بين شطري اليمن عام 1972م.

وفي لقاء حافل للجنة مع النازحين الجنوبيين في (الكمب) بتعز، ألقى السيد محسن محمد السقاف كلمة ضافية تعرض فيها لمعاناة الجنوبين النازحين وكان ممنوعا من الأطباء من بذل أي مجهود.

بعـد عودتـه تعرضت صحته للتـدهور فنـقل إلـى المستـشفى العسكري، وفاضـت روحـه الطـاهرة هناك فور وصوله. خلف وراءه أوسع دائرة اجتماعية ورصيدا اجتماعيا ووطينا ناصعا وأرملة وثمانية أولاد، الذكور منهم خمسة وهم: الدكتور هشام وشيخان وعبدالكريم وعدنان ومحمد.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى