التركيز في التوازن

> «الأيام» رغدة كمال مصطفى /المعلا- عدن

> الحياة عبارة عن مجموعة من المهام والمسؤوليات، فإذا طغت إحدى المهام على الأخرى اختلت حياة الشخص وانهارت، فإذا اهتم الإنسان بالعلاقات الاجتماعية ملتهياً بها عن شؤونه العملية تختل حياته، حيث يقابل توسعاً في العلاقات الاجتماعية، ويواجه فشلاً في الحياة العملية.

ولذلك يجب على الإنسان ألا يجعل الاهتمام بعلاقاته وحياته الشخصية عائقاً أمام حياته العملية، ولا العكس، فإذا ركز الإنسان وصب كل اهتمامه على حياته العملية خسر الناس من حوله، وربما يخسر أصدقاءه وأحبابه أيضاً، لذا يجب على الإنسان التركيز في عملية التوازن وعمل جدولة لتنظيم إطار حياته ليكون الفائز في النهاية.

لكـن الإنسـان بطبيـعته يمـيل إلـى الأشـياء الخاصة عن العامة، فمثلا بعض الرياضيين إذا سمعوا بقدوم بطولة ما ألغوا جميع علاقاتهم الاجتماعية وتواصلهم وانجرفوا نحو ما يجب أن يكون أحد جوانب حياتهم، أي جزء منها، فجعلوه كلها.. وبعد انتهاء تلك البطولة، نجح بهـا أم خسر، يحاول أن يعـود إلى حياته الطبيعيـة ولكنه لا يجدها، لأن حياته تـلك تكون قـد انهارت ولم يبق منها سوى الذكـريات التي تظل تعذب الإنسان حتى تنهي حياته الجديدة أيضاً.

وكذلك رجل الأعمال الذي ينشد نيل صفقة ما ربما تكون نقلة في حياته العملية وينهمك بها وينسى بيته وأهله وأصدقاءه اعتقاداً منه أنهم سيقدرون ذلك، أو أن عمله هو مستقبله فقط.. ولكن عند انتهاء تلك الصفقة - بغض النظر عن نتائجها- يحاول العودة إلى حياته، ولكنه لا يجد بيته الذي انهار أو أهله وأصدقاءه الذين تركوه، ويبقى وحيداً متسائلاً: لمن سيبقى هذا المجد وتلك النجاحات والأموال؟ ويكتشف أن ثروته الحقيقية ونجاحه في علاقاته الاجتماعية كانت نصف نجاحه في عمله، ويبقى مع الذكريات، ولربما يصاب باليأس من عودة حياته مما يدمر مجده وكل ثروته.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى