الظلم خيانة عظمى

> فريد الصحبي:

> أيامنا الآن تمضي وفي أعطافها فوح من روائح رمضان.. ونسمات وبرود من هفهفة أجنحة ملائكة الرحمن.. وهمسات من حفيف أوراق شجر الجنة!

في الحديث القدسي يقول الرحمن: «يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا، ياعبادي كلكم ضال إلا من هديته فاستهدوني أهدكم، ياعبادي كلكم جائع إلا من أطعمته فاستطعموني أطعمكم، ياعبادي كلكم عار إلا من كسوته فاستكسوني أكسكم، ياعبادي إنكم تخطئون بالليل والنهار وأنا أغفر الذنوب جميعاً فاستغفروني أغفر لكم».

ما أحوجنا ونحن نطرق أبواب شهر رمضان إلى هذا الحديث لنعرف نحن كأفراد- وكل آت ربه فردا- واجب كل منا نحو جاره.. جاره بالجدار، وجاره في الشارع، وجاره في الحي، وجاره في المدينة، كل سكان عدن جيراننا وكل أهالي عدن أهلنا، نرحم بعضنا بعضا، ونحب بعضنا بعضا، وهذا بعد أن نكون قد تخلصنا من عاهاتنا وعقدنا المناطقية والعنصرية والجاهلية.. بذلك فقط نكون قد حققنا دعوة (التصالح والتسامح) وبأسلوب عملي وصادق، وعلينا أن نحب بعضنا بعضا فذلك هو الإيمان الصحيح وكفى، لأن الله محبة، و«لايؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه مايحب لنفسه».

ولكن ماذا عن الظلم.. وما أدراك ما الظلم؟ الظلم ظلمات، الظلم خيانة، ظلم الإنسان المؤمن لأخيه الإنسان خيانة، خيانة لمن سمى نفسه الرحمن الرحيم، خيانة لمن حرم الظلم على نفسه وجعله بيننا محرما، خيانة لله ولرسوله الذي قال لنا:«ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء».. خيانة لغافر الذنوب جميعا إلا الظلم!

ولكن أيضا، ماذا لو جاوز الظلم مداه، أي جاوز ظلم الأفراد إلى ظلم الجماعات، ظلم شعب بأسره، هنا يصبح الظلم وبلغة العصر (خيانة عظمى).. ومع هذا النوع من الظلم يسود الظلام ويعم الفساد كالوباء كما هو الحال في عموم البلاد والعباد، وكما نرى اليوم حكامنا وهم يتخاطبون مع الشعب الأعزل المغلوب على أمره بلغة الرصاص وهراوات الشرطة المسلحة وأعقاب البنادق وخوذات الأمن الحديدية ولباس ميدان القتال وبأسلوب الضرب والخطف والاعتقال واقتحام البيوت وكسر الأبواب وترويع الأطفال والنساء والشيوخ.

إنها الخيانة العظمى لله والوطن والثورة، الثورة التي كانت في الأصل ثورة على الظلم.. ?{?وأنذرهم يوم الأزفة إذ القلوب لدى الحناجر كاظمين ما للظالمين من حميم ولاشفيع يطاع?}? غافر 18.

E.mail:[email protected]

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى