مركز الكلى والمسالك البولية بمستشفى الثورة العام بصنعاء .. دار علاج ينثر أراحيق الشفاء ويغسل أيام الهم والعناء

> «الأيام» شكري حسين:

> هناك على ضفاف مركز الكلى والمسالك البولية بمستشفى الثورة العام بصنعاء تلمس حركة نشاط لافتة للنظر وخطى متسارعة وأكواما بشرية تقف أمام البوابة الرئيسية تتوسل الولوج إلى داخله بحثاً عن يد حانية تلامس جسداً (مزّقه) الألم وأعضاء أنهكها المرض وقلوباً ترجو الشفاء لتغسل أيام التعب والعناء.

فالمركز، الذي يعد واحداً من أهم المراكز التخصصية في البلاد نظير ما يحتويه من وسائل طبية حديثة وتقنيات عالية وخدمات متميزة جعلته (قبلة) تهفو إليها قلوب المرضى من كل محافظات الجمهورية، غدا في نظر الكثيرين (معبداً) ينثر أراحيق الصحة وتفوح منه رائحة التعامل الصادق من منتسبيه (أطباء وممرضين) التي ساهمت وإلى حد بعيد في رفع أسهمه وذيوع شهرته فصار بحق مركزاً تفاخر به وزارة الصحة كصرح طبي حديث.

«الأيام» زارت المركز وعاينت عن كثب أهم المميزات والخدمات التي يقدمها للمرضى وخرجت بالحوارات التالية:

د. إبراهيم النونو، رئيس قسم المسالك البولية وزراعة الكلى قال: «جاء إنشاء مركز متخصص للمسالك البولية وزراعة الكلى لتلبية احتياجات شريحة واسعة من الناس على اعتبار أنها من أكثر الأمراض شيوعاً بين مواطني الجمهورية، وهدفنا من خلاله إلى وضع نواة أو لبنة أولى تلحقها خطوات أخرى تستوعب معظم الحالات في مختلف المحافظات من خلال بناء وتشييد مراكز أخرى مشابهة لهذا المركز ومواكبة أيضاً لما يجري في البلدان التي تعاني طفرة كبيرة على صعيد بناء المراكز الصحية المتخصصة، وأعتقد أن المركز من حيث التسهيلات الطبية التي يقدمها للمرضى وما يحتويه من تقنية على صعيد المعدات والأجهزة يضاهي المراكز المتطورة في بعض البلدان المجاروة، الأمر الذي جعله ملاذاً آمناً للكثير من المرضى، ولعلك عايشت عن قرب مدى الزحام وازدياد عدد الباحثين عن العلاج فيه، وما كان لذلك أن يكون لولا الخدمات المتميزة التي يقدمها لمرضاه».

وعن أهم الأقسام التي يحتويها المركز يقول د. إبراهيم النونو: «هناك الكثير من الأقسام منها قسم أمراض الكلى (باطني)، وحدة الغسيل الكلوي التي تحتوي على 30 وحدة غسيل، وقسم جراحة المسالك البولية بتخصصاته المختلفة (المناظير، الأورام، العيوب الخلقية، وحدة تفتيت الحصوات، وحدة زراعة الكلى) وغيرها وهناك طاقم طبي متخصص محلي وأجنبي من أصحاب الكفاءات العالية، وللأمانة نشعر بالرضى التام نظيرا للجهود الكبيرة التي تبذل قياساً بعدد الحالات التي تأتي إلينا يومياً، إلا أن طموحنا لا يتوقف عند محطة ما نقدمه حالياً، فنحن نأمل أن يتم توسعة المركز وبناء مراكز أخرى مشابهة في المحافظات خاصة ذات الكثافة السكانية كإب وتعز وعدن وحضرموت وغيرها حتى يخف الضغط على المركز الوحيد حالياً، كما أنه سيوفر على الكثيرين عناء المجيء إلى صنعاء».

وعن أهم العمليات التي تجرى في المركز قال د. إبراهيم النونو: «مختلف أنواع العمليات الخاصة بالمسالك البولية والكلى ولعل أهمها عمليات زراعة الكلى ونقلها من شخص لآخر وزراعة المثانة من الأمعاء وتحويل مجرى البول، وغيرها من العمليات، والأهم في المركز أنه المكان الوحيد الذي تتم فيه عملية زراعة الكلى».

د.علي حطروم يعاين طفلة مريضة
د.علي حطروم يعاين طفلة مريضة
د. علي حرطوم، اختصاصي جراحة:

«طبعا المركز يقدم خدمات جليلة للكثير من المرضى دون مقابل مادي، ولعل ما يميزه أكثر وجعله محل إقبال العديد من الحالات المرضية أنه - إلى جانب الكفاءات الطلبية الكبيرة الموجودة فيه وحسن تعامل الممرضين والعاملين - هو أنه مجهز بأجهزة حديثة ومعدات تشخيصية وعلاجية راقية، وأعتقد أنه المكان الوحيد الذي لا تتم فيه إحالة الحالات المرضية إلى أماكن أخرى وفيه طاقم طبي متخصص يعمل بإخلاص لأجل التخفيف من معاناة المرضى، وأتصور أن الثقة التي نالها المركز والتي جعلته كما أسلفت سابقا محل إقبال عدد كبير من المرضى ومن مختلف المحافظات هي لروح المسؤولية التي يتميز بها طاقم العمل، وتبقى مسألة إنشاء مراكز أخرى في عدد من المحافظات ضرورة ملحة تفرضها الحاجة نظرا لتزايد عدد القادمين إلى صنعاء».

وكان من الواجب أخذ انطباعات بعض المرضى داخل المركز، فكان الحديث أولاً للأخ منور عبده ناجي من محافظة تعز مديرية المعافر .. حيث قال: «الحمد لله أولاً على كل حال، والعملية التي عملتها هي من النوع المعقد حيث أجريت لي عملية زراعة كلية بعد أن تبرعت لي أختي الفاضلة أطال الله في عمرها بإحدى كليتيها بعد معاناة شديدة مع المرض دامت لسنوات .. وللأمانة أغلقت الأبواب في وجهي وتسرب الإحباط إلى نفسي وشعرت أن الدنيا قد أغلقت أبوابها في وجهي إلى أن قيض الله لي دكاترة أفاضل برئاسة د. إبراهيم النونو كان لهم الفضل بعد الله سبحانه وتعالى في شفائي».

وعن بداية المرض يقول: «كانت بلهارسيا فقط إلى أن تطور الأمر إلى انسداد في الحالب تسبب في إتلاف الكليتين (فشل كلوي) ومكثت حوالي سنة وشهرين أجري غسيلاً دون فائدة إلى أن قام طاقم طبي مكون من د. إبراهيم النونو ود. نجيب أبو اصبع ود. زكي أبو حربة بأخذ كلية من أختي، التي أسأل الله أن يجازيها أحسن الجزاء، وتم زرعها لي وها أنذا أشعر بصحة جيدة وسعادة كبيرة ولله الحمد وأجدها فرصة لأشكر جميع الأطباء والعاملين في المركز على حسن المعاملة وجميل المودة».

صديق محمد يحيى، محافظة الضالع، قال: «أنا منذ ست سنوات وأنا أعمل غسيلاًً دموياً والحمد لله أشعر بالرضا عما ابتلاني الله به ، والمعاملة في المركز جيدة وأتمنى من الدولة أن تدعم المركز وتعمل على إنشاء مراكز أخرى في باقي المحافظات وتعمل على دعمها وتوفير العلاجات فيها، لأن مرض الفشل الكلوي انتشر بشكل كبير ولم يسلم منه لا صغار ولا كبار، ولعلك لاحظت أن القسم مزدحم بالمرضى .. وأشكر «الأيام» على زيارتها».

مجموعة مرضى في قسم الغسيل
مجموعة مرضى في قسم الغسيل
تقاطيع مهمة

- مركز الكلى والمسالك البولية بمستشفى الثورة العام بصنعاء هو المركز الوحيد المجهز بأحدث التقنيات، ويعتبر بحق الملجأ الوحيد للكثير من الحالات المستعصية وهو الامر الذي يحتم ضرورة بناء مراكز أخرى مشابهة لتخفيف الضغط عن المركز الوحيد في صنعاء.

- المركز هو الوحيد الذي تتم فيه عمليات زراعة الكلى، وما كان لذلك أن يتحقق لولا فضل الله، ثم القائمين عليه برئاسة الدكتور الماهر إبراهيم النونو.

- الزحام الشديد والتدافع الكبير أمام البوابة الرئيسية للمركز مشهد يومي مألوف ينبغي وضع الحلول والمعالجات السريعة له عبر إنشاء مراكز أخرى متخصصة في باقي المحافظات.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى