كرة حضرموت والسقوط المهين

> «الأيام الرياضي» علي باسعيدة:

> في موقف لم يألفه ملعب الشهيد جواس من قبل إلا أنه كان حاضراً هذا الموسم والذي تكرر كثيراً في دوري أندية الدرجة الثالثة، الا وهو الشغب الرياضي وضرب الحكام جهاراً نهاراً الذي أطل برأسه في أكثر من مباراة، الا أنه بلغ القمة في مباراة دور الاربعة، وكان أبطاله وللأسف بعض لاعبي (القادسية) من ساه، الذين تحولوا في لحظة غاضبة من لاعبين يمتعون الجمهور الحاضر، ويقدمون مباراة في غاية التنافس الشريف وإذا بهم فجأة يتحولون إلى مصارعين من الدرجة الأولى، والضحية كان أحد الحكام المنضوين تحت لواء حكام وادي حضرموت الذي تلقى الضربات المتعددة التي سقط على أثرها بأكثر من ضربة قاضية طالته من لاعبين تجردوا من المشاعر الإنسانية والقيم الدينية، وسقطوا في الأخلاق غير الرياضية وأمام الملأ في سقوط مهين وغير منتظر من ناد بدأ يخطو خطوات واثقة في ميادين المنافسة الرياضية، إلا أن ما حصل من قبل بعض اللاعبين والإداريين والجماهير الغاضبة ليس له ما يبرره وليس له إلا وجهاً واحداً هو الوجه الأسود والقبيح الذي ليس مكانه الميادين الرياضية وساحات الملاعب الآمنة التي تتسم بالمنافسة الشريفة واللعب النظيف الذي غاب عن مسابقة هذا العام ووصلت قمته في هذه المباراة التي هي نقطة سوداء وعار على كرة الوادي وفرع اتحاد الكرة ولجانه المتعددة وعلى هذا النادي الوليد وعلى بعض لاعبيه الذين كانوا قمة في سوء الأخلاق الرياضية التي ينادي بها الجميع، والتي ترفعها الأندية غير أنها أثبتت أنها مجرد شعارات، وأن ما يعمله الإداريون وللأسف هو التفكير في الفوز، قبل التفكير في حسن الخلق وإفشاء روح المنافسة الشريفة، بعيداً عن أساليب البلطجة التي ليس مكانها أندية رياضية اجتماعية وثقافية تدفع لها الملايين من خزينة الدولة ليس من أجل تحقيق فوز أو بطولة ، وإن كان مطلوباً، غير أن الفوز الحقيقي والبطولة الكبيرة هو في سمو الأخلاق وانتصارها وغرس مفاهيم تربوية وثقافية تعتمد على تهذيب النفوس، وليس الدخول في مباريات ومنافسات وكأنها معارك حربية يجب الانتصار فيها بكل الطرق المشروعة وغير المشروعة.

ما حصل هو بالتأكيد نتاج أمور كثيرة في مقدمتها هشاشة فرع الاتحاد ولجانه وضعف لجنة الحكام التي كانت سلبية كبيرة، وكانت هي الحلقة الأضعف بعدم حمايتها لحكامها وللنظر في المقابل المادي الذي تتلقفه وكأنها تعيش عليه، إضافة إلى اختياراتها الخاطئة وتقديراتها غير الموفقة وغير المدروسة والتي كانت نتائجها كارثية.

ما شهده ملعب جواس هذا الموسم يستدعي لأن تكون هناك وقفة جادة ومحاسبة لكل المخطئين، وإلا على فرع الاتحاد ولجانه الفاشلة ومن ضمنها لجنة الحكام وإدارات الأندية المباركة لحركة الشغب تقديم استقالاتها فوراً، لكونها أثبتت عدم أهليتها لهكذا مسؤولية، وعلى مكتب الشباب والرياضة أن يتدخل وفوراً، ليعيد ترتيب الأمور كما يجب، وأن لا يدفن رأسه في التراب.

حقيقة فجعت ومعي الكثيرون لهول الكارثة التي حلت بكرة الوادي وأنديتها الوديعة وهي تتحول بين يوم وليلة إلى كرة شيطانية تنبت الأحقاد وتزرع الضغائن وتربي الأجيال على الكراهية،في الوقت الذي فيه البلد بحاجة إلى لملمة الصفوف وعدم إعطاء فسحة من وقت أو إشعاع من ضوء لهكذا أساليب رخيصة ورذيلة.

إننا بكلامنا هذا ليس من خلاله نريد التشهير بأحد أو نقلل من كفاءة لجنة أو اتحاد أو أي عضو أو أي كائن من كان، بقدر ما نحن بصدده من افاعيل وأساليب حذرنا منها مراراً وتكراراً، إلا أن الجميع لم يعبأ بكلامنا حتى وصلنا فيه إلى هذه النقطة السوداء في كرة الوادي برمتها.. وفي رياضة الوادي التي كانت مفخرة ومثل يقتدى به في الحب والاخلاق العالية..وعليه فإننا نقولها وبالفم المليان كفاية وقدموا استقالة جماعية وانصبوا سرادق العزاء لكرة وادي حضرموت التي سقطت صريعة، وتم دفنها.. اللهم إني بلغت، اللهم فاشهد، وحسبي الله ونعم الوكيل.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى