الجفري:تم التوحد فجأة دون أن تعد أرضية هذه الوحدة

> «الأيام» عن منتدى «حوار» :

> أجرى منتدى حوار عبر شبكة الانترنت ،في 9/13، حواراً شاملا شارك فيه جمع من اعضاء المنتدى بأسئلة تناولت مختلف الجوانب في اليمن..وقال الجفري:«نحن طرحنا معالجات شاملة للقضايا في مشروعنا للإصلاحات الشاملة، وموضوع المتقاعدين كان يمكن أن يعالج من أول يوم، لكن تركوا يصرخون في كل مكان ويؤسسون جمعيات ومجالس ويقومون بالاعتصامات وهي مشروعة دون أن يسألهم أحد كيف يمكن حل مشكلتهم، ثم نأتي في آخر لحظة بعد أن كبرت وتضخمت لنشكل لجاناً للحلول وحسب معلوماتي أنها لم تقم بما يجب، إذا لم تعالج فستكون أخطر ما يواجه بلادنا، صيف ساخن، وسنأتي إلى خريف أكثر سخونة».

وأعرب عن تأييده حق التظاهر والاعتصام بالطرق السلمية والنظامية والقانونية للمطالبة بحقوق مشروعة، مؤكداً اشتراك بعض أعضاء حزب الرابطة بصفتهم الشخصية «ولا ننكره، لكننا لم نشترك باسم الحزب لأنه ليس هناك اشتراك بأسماء الأحزاب».

وانتقد مشروع تعديل قانون السلطة المحلية، معتبراً انه مخالف تماماً وعلى طول الخط وبوضوح تام لتوجهات الأخ الرئيس وما أعلنه. وقال: «ما جاء في مشروع التعديلات هو المدمر للوطن اليمني، هناك أناس يزرعون المخاوف والأوهام بأن الحكم المحلي كامل الصلاحيات يؤدي إلى الانفصال، وهذا كلام غير صحيح بل على العكس من ذلك، أعطني أي دليل من دولة في العالم قامت على هذا الأساس».

واشار ان القوى التي تحكم اليمن:«على السطح المؤتمر الشعبي العام الحاكم، وتحت السطح طبقات متنفذة ومراكز قوى نعلمها جميعاً، قائمة على أساس عسكري أو قبلي أو اقتصادي.. هذا هو وضع اليمن، وجميعنا نعلم هذه الصورة وبعد ذلك نقول الرئيس يدير كل شيء.. صحيح أنه هو صاحب القرار الأخير، لكن في حقيقة الأمر أن هذا القرار يأتي بعد أن تأثر بعدة مراكز قوى، وعدة مستشارين، لذلك يخرج القرار أحيانا بشكل جيد متوازن، وأحياناً يخرج منتقصاً».

وتطرق لما لقيه حزبه، فقال:«وكما تحملنا السحل والشتم في الإذاعات والجرائد سنتحمل اليوم حتى لا نساهم في أن يسير شعبنا إلى كارثة جديدة، والذين ينتقدوننا معهم كل الحق لأنهم يعيشون مرحلة قاسية والعواطف تجرهم للحكم الخطأ على مواقفنا وسيتبينون غدا أن مواقفنا صحيحة».

> ماهو الفرق بين الجفري عام 1994 وبين الجفري عام 2007؟

- لا أعتقد أن هناك فرقاً في التوجهات والفكر السياسي، بين الجفري عام 1994 والجفري اليوم أو غداً.. لأنه يستقي فكره وتوجهاته من حزبه وليس من ذاته.

هناك فرق ذاتي هو أن مرور أكثر من 13سنة لاشك أنه أضاف خبرات ومعارف، وشيئاً من النضج لأن من مر عليه يوم ولم يتعلم فيه لاشك بأن هذا اليوم مر سدى.

> أين يقع حزب رابطة أبناء اليمن اليوم من خارطة الأحزاب اليمنية وما هو دوره على الساحة اليمنية؟

- أولاً حزب رابطة أبناء اليمن هو حزب عريق، هو الحزب الوحيد الذي بقي من بين كل أطر وتكوينات الحركة الوطنية في الأربعينيات، وهذا التأريخ العريق يحمله مسؤولية كبيرة، وفي الوقت ذاته يكسبه خبرة كبيرة في العمل السياسي.

حزب الرابطة حزب معارض بمفهوم المعارضة الناضج، الذي يرحب بالإيجابيات أياً كان مصدرها، وأياً كان فاعلها، ويدعمها ويعززها، ويعارض السلبيات أيضاً أياً كان مصدرها، وأياً كان فاعلها، ويبذل قصارى جهده لمعالجتها من خلال تقديم البدائل لهذه السلبيات.. هو لا يعارض كل شيء أو يرفض كل شيء، وكذلك لا يرحب بكل شيء.

> ما الجديد في موضوع حوار الرابطة مع الحزب الحاكم، وما هي محاور الحوار وهل توصلتم إلى جديد خصوصا وأنكم طرحتم عدداً من الخطط والدراسات التي يمكن أن تمثل حلولا أو جزءا من الحلول في حال تطبيقها على الواقع الاقتصادي والسياسي؟

- سؤال هام من الأخ أبي زهير، وهو يناديني الوالد وأنا أقول الأخ وهو يحوي لب القضية، حوار حزب رابطة أبناء اليمن (رأي) مع القيادة السياسية لمنظومة الحكم، وللحزب الحاكم المؤتمر الشعبي العام أوشك على الانتهاء قطعنا شوطاً كبيراً فيه وفضلنا ونفضل أن لا نخوض في تفاصيله، هناك قضايا لازالت مختلف حولها لكنه اختلاف لا يفسد للود قضية، اختلاف موضوعي، كل له أسبابه، وكل له منطقه وحججه، ونأمل أن ننتهي منها قريباً وهي تناقش على أعلى المستويات.

الجديد أن كل القضايا التي انتهينا من الحوار فيها وهي القضايا الاقتصادية والاجتماعية أحيلت إلى الأخ رئيس الوزراء الدكتور علي محمد مجور وهو رجل ناضج ومتخصص ليتم استيعاب ما يمكن استيعابه منها في المرحلة المقبلة، وبتوجيه صريح، وقد اجتمعت بالدكتور مجور حول هذا الأمر وسلمت له كل الأدبيات بينها الدراسات التي أنجزها حزبنا ومشروع حزب الرابطة للإصلاحات الشاملة في اليمن، وبقية القضايا سننتهي منها، وكل قضية ستحال إلى الجهة التي سيناط بها تنفيذها.

> ما الذي يمكن أن تقدمه كـ عبدالرحمن الجفري أولا، وكـ رئيس لحزب رابطة أبناء اليمن (رأي) في مشكلة ما يدور حاليا في المحافظات الجنوبية؟ وكيف تفسر ما يدور بالفعل، وهل للأمر علاقة بمصالح دولية خفية كما يكشف البعض؟

- أريد أن أقول بوضوح وبصراحة أرجو أن لا يغضب منها أحد، لأن هناك نوعين من الحديث الواضح: حديث واضح بقصد الإثارة ونحن ننأى بأنفسنا عن حديث الإثارة، خاصة في مرحلة نعتبرها بدون مبالغة أدق وأخطر المراحل في تأريخنا الحديث، لكن هناك وضوح آخر بقصد التنوير، وفهم ما يجري للمعالجة وليس الإثارة.

نحن طرحنا معالجات شاملة للقضايا في مشروعنا للإصلاحات الشاملة، وكان يمكن لو أننا بدأنا في التنفيذ من وقت مبكر أن تستوعب حلول معظم ما يطرح اليوم من مشاكل سواء ما يتعلق بحقوق الآخرين (متقاعدين أو غير متقاعدين، وحزب خليك في البيت)، أو لاستيعاب آثار (فتنة 94) كما سميت في قرار رئيس الجمهورية بتشكيل لجنة لمتابعة وتقييم الظواهر السلبية التي تؤثر على السلم الاجتماعي المناط بها حل مثل هذه القضايا، وكان يمكن أن تستوعب حتى ما يسمى اليوم بـ(القضية الجنوبية).

ما يحدث اليوم أبا زهير هو نتيجة لترك الأمور تتضخم، وترك (الدمل) ينمو حتى تقيح، وكثير منها كان يمكن علاجها بيسر وبأقل التكاليف الممكنة، فموضوع المتقاعدين كان يمكن أن يعالج من أول يوم، لكن تركوا يصرخون في كل مكان ويؤسسون جمعيات ومجالس -وهي مشروعة- ويقومون بالاعتصامات -وهي مشروعة طالما كانت سلمية وقانونية- دون أن يسألهم أحد كيف يمكن حل مشكلتهم، ثم نأتي في آخر لحظة بعد أن كبرت وتضخمت لنشكل لجاناً للحلول وحسب معلوماتي أنها لم تقم بما يجب، ولاشك أن الأخ رئيس الجمهورية جاد في حل هذه المسائل.

وللأسف هناك تعقيدات كثيرة حتى الآن تقف في طريق هذه اللجان، أرجو أن تدرس الأمور بدقة أكبر من ذلك سواء قضايا متقاعدين أو غير متقاعدين فقد تحولت هذه القضايا شئنا أم أبينا إلى قضايا سياسية، أكاد أجزم بأن الرئيس يريد حل كل هذه المشاكل، لكن أجزم بأنه يُشغل بمسائل سياسية كثيرة بحيث لا يتابع أولاً بأول هذه المشاكل.. وأنا أقول يجب أن تكون هذه أولوية للرئيس لأنه حينما لا تقوم مؤسسات الدولة بدورها أو مقصرة في أداء هذا الدور يصبح كل العبء على الرئيس.

للأسف أن القضية أخطر مما يتصورون، فهي ليست كما يحاول البعض في الصحف خلق وهم بأنها فقاعات وستنتهي، أو كما يحاول البعض أو يصورها بأنها كارثة، وهي بين الأمرين.. هي كارثة ولاشك إذا تركت ولم تعالج بحسم وصدق، ولا أقصد الحسم العسكري بل أقصد حسماً بالقرارات الصائبة التي يتبعها التنفيذ الفوري، فإذا ما عولجت هكذا فهي بسيطة وميسورة، وإذا لم تعالج فستكون أخطر ما يواجه بلادنا، صيف ساخن، وسنأتي إلى خريف أكثر سخونة. نسأل الله أن يلطف ببلادنا وأن نتحرك بعيداً عن الاتهامات والقمع والعنف.

نحن نعطي فرصة لمن يصطاد في الماء العكر أن يصطاد، هناك سؤال يقول هل هناك جهات خارجية؟

-أعتقد أن علينا أن ننسى هذا الطرح، ليس لأنني أستبعد العنصر الخارجي، بل لأنني أرى أنه ليس مهماً سواء هناك جهات خارجية أو لا.. حينما توجد جهة خارجية -أي جهة في الدنيا- لها مصلحة في أن تؤذينا ستفعل إذا ما وفرنا لها البيئة لهذا الإيذاء، فلا نلومها بل نلوم أنفسنا، فالدول تتحارب دفاعاً عن مصالحها.. لماذا نعطي نحن الفرصة، نوفر الثغرة التي يدخلون منها ثم نحمل الخارج المسؤولية، هذا كلام غير منطقي، علينا سد الثغرات التي تدخل منها الرياح، والتفرغ للتنمية، فبلادنا أمامها فرص غير عادية لتصبح أهم دولة في المنطقة دون مبالغة، اليمن هي (رمانة الميزان) في الإقليم، الإشكالية أننا لا نعرف أهمية بلادنا، وموقعها، وتضيع علينا الفرص، لم يعد لدينا الكثير من الوقت فإما أن تنتهي المشاكل الداخلية، ونقوم بعملية إصلاحات عاجلة بحيث تأتي الانتخابات المقبلة وقد أنجزت عملية الإصلاحات خاصة السياسية منها فالخشية كبيرة، وسنفقد دورنا أو جزءاً هاماً من دورنا في المنطقة، سواء كأهم موقع لتصدير النفط في العالم، وكدور سياسي، ودور أمني، ودور اقتصادي في المنطقة كلها سنفقدها، وإذا فقدنا هذا الدور لن نبقى واحداً سنتمزق لأنه لن يساعدنا أحد للحفاظ على الوحدة ليس دولتين بل أكثر من ذلك، وأكرر الوضع خطير.

أهمية وحدة اليمن في أن تقوم اليمن بدور إقليمي، وأن ترتقي بشعبها، أما أن لا تؤدي هذا الدور ولا ترتقي بشعبها فلن تجد من يهتم ببقاء هذه الوحدة لا الناس في الداخل ولا العالم الخارجي.

> بماذا تحتفظ من أسرار حول حرب صيف 1994؟

- إن كنت أنت عبدالحكيم الفقيه الشاعر الذي يتحفنا بقصائده الجميلة المنشورة في موقع (إيلاف) فأحيي معالجاتك الإبداعية الراقية للعديد من القضايا الوطنية من خلال تلك القصائد.. وإجابة على سؤالك أقول: أسرار تؤثر في التأريخ أو كان لها أثر في الحرب نفسها من حيث قيام الحرب ليس عندي شيء من الأسرار لأنني لم أكن طرفاً فيها إلا بعد أسابيع من بدايتها، وكنت قبلها مشاهداً مثل أي مواطن يمني، وإن كنت قد تنبأت بقيامها يوم 13يناير حينما تم التوقيع الأولي على وثيقة العهد والاتفاق في عدن أدركنا أن جميع الأحزاب في السلطة لم تكن جادة في تنفيذ الوثيقة لأنهم كانوا يختلفون على كل شيء إلا عندما نتحدث عن آلية التنفيذ كانت الأحزاب الثلاثة الحاكمة كانت تصر أن آلية التنفيذ هي الحكومة الحالية آنذاك، وكان رأينا أن هذه الحكومة التي عجزت عن توفير 100متر مربع آمن في اليمن التي مساحتها 550 ألف كيلومتر مربع لتجمع فيها الرئيس ونائبه وقيادات الأحزاب في أرض اليمن واضطررنا بعدها للانتقال إلى عمان للتوقيع، حكومة بهذا العجز لا يمكن أن تنفذ وثيقة بهذا الحجم، وهذا ليس انتقاصاً من الأخ رئيس الحكومة حيدر العطاس أو غيره بل التركيبة ذاتها عاجزة. وعليه قلنا في يوم 18يناير إن الوثيقة ستكون قميص عثمان، وأن الحرب قادمة.

بل لنا موضوع الحرب قد انطوى وعلينا إن كنا جادين أن نبحث عن المستقبل كي لا تشغلنا هذه الحرب عن بناء مستقبلنا وندع أسرار هذه الحرب أو ما تبقى منها خفياً للمؤرخين ولست منهم.

> لماذا جعل حزب رابطة أبناء اليمن جل اهتماماته للحكم المحلي حيث يعد أكثر الأحزاب اهتماماً به؟

- بلادنا اليمن عاشت أوضاعاً انقسامية طوال تأريخها شمالاً وجنوباً.. ففي الشمال كان يتصارع على السلطة أكثر من إمام، وكانت هناك أكثر من دويلة في العديد من المناطق، وفي الجنوب كانت هناك 23 دولة اتحد جزء منها وأخرى ظلت كما هي.. الجذور الانقسامية في صفوف الناس قائمة حتى اليوم بدليل أنه كان يحكم الجنوب شمولي الأخوان في الحزب الاشتراكي اليمني حزب أيديولوجي على مستوى راق من الأيديولوجية، ومع ذلك عند الصراع فيما بينهم والقتال انقسم الحزب إلى جناحين على أساس مناطقي وقبلي، هذا ليس عيب الحزب الاشتراكي بل هو موروث فتاريخنا تأريخ انقسامي.

عندما قامت الوحدة وكانت على عجل، بالرغم من أن الناس تنتظر هذا المولود لعقود من الزمن لكن التنفيذ كان على عجل بمعنى أن القوانين لم توحد، كذلك أسلوب الحياة لم يوحد كانت هناك منطقة تمتلك فيها الدولة كل شيء، وأخرى يمتلك فيها القطاع الخاص كل شيء، اختلاف في شكل الحكم، واختلاف في النظام الاقتصادي، توحدوا فجأة دون أن تعد أرضية هذه الوحدة في كل شيء، وكان لابد أن تحدث انقسامات وكنا ندرك ذلك، وكان رأي (الرابطة) أن يبتعد رئيس الجمهورية ونائبه عن أي عمل حزبي، بحيث لو اختلف حزباهما يصبحان هما صمامي أمان للبلد، وللأسف لم يسمعا هذا الكلام.

لذلك كان الحكم المحلي هو حجر الزاوية ولازال، وأكرر دون حكم محلي كامل الصلاحيات بالتوجهات نفسها التي أعلنها فخامة الأخ الرئيس في 3 ديسمبر من العام الماضي في عدن خلال اجتماعه بأعضاء المجالس المحلية المنتخبة الجديدة في محافظات عدن والضالع ولحج وأبين، والذي كان تدشيناً لأعمال المجالس المحلية كلها، وأعلن فيه الرئيس توجهه بالسير التدريجي بحيث يأتي عام 2010م وقد أصبحت لدينا حكومات محلية لها كامل الصلاحيات ولا يبقى للمركز غير الصلاحيات السيادية والقومية، دون هذا لا أعتقد أن الأمور ستستقر على الإطلاق لأنه لا أحد سيشعر بأنه شريك في هذا المركب.

للأسف هناك قانون للسلطة المحلية ينفذ، وللأسف هناك مشروع لتعديل القانون الحالي، ورغم أن القانون الحالي قلنا عنه ذات يوم بأنه قانون (منزوع الروح) إلا أن مشروع تعديلاته الجديد أسوأ منه فهو يعطي بعض المزايا بيده اليسرى، ويسلبها بيده اليمنى لأن اليمنى أقوى، وهذا المشروع من سيوافق عليه كأنما يتعامل معنا ومع شعبنا وكأننا قصر لا نفهم ونحتاج لوصاية.

شيء آخر أن هذا المشروع لتعديل قانون السلطة المحلية مخالف تماماً وعلى طول الخط وبوضوح تام لتوجهات الأخ الرئيس وما أعلنه، وما طرحه الأخ الرئيس هو المطلوب بل الضرورة، وما جاء في مشروع التعديلات هو المدمر للوطن اليمني، هناك أناس يزرعون المخاوف والأوهام بأن الحكم المحلي كامل الصلاحيات يؤدي إلى الانفصال، وهذا كلام غير صحيح بل على العكس من ذلك، أعطني أي دليل من دولة في العالم قامت على هذا الأساس، بينما هناك العديد من الأدلة والأمثلة على وحدات نفذت النظام المركزي البسيط وفشلت مثل مصر وسوريا، بنجلاديش.

الحكم المحلي كامل الصلاحيات هو الضمان لوحدة يمنية قائمة على أسس تجعلها قابلة للاستمرار والتعزز. وإن لم تتسع فلن تتراجع أو تتقزم.

> من هي القوى التي تحكم اليمن؟

- القوى التي تحكم اليمن هي القوى صاحبة القرار، على السطح المؤتمر الشعبي العام الحاكم، وتحت السطح طبقات متنفذة ومراكز قوى نعلمها جميعاً، قائمة على أساس عسكري أو قبلي أو اقتصادي.. هذا هو وضع اليمن، وجميعنا نعلم هذه الصورة وبعد ذلك نقول الرئيس يدير كل شيء.. صحيح أنه هو صاحب القرار الأخير، لكن في حقيقة الأمر أن هذا القرار يأتي بعد أن تأثر بعدة مراكز قوى، وعدة مستشارين، لذلك يخرج القرار أحيانا بشكل جيد متوازن، وأحياناً يخرج منتقصاً.

> أيهما أكثر تأثيراً على الأوضاع في اليمن العوامل الداخلية أم الخارجية؟

- هناك نوعان من الأوضاع في اليمن التوجه العام للسياسة اليمنية ولاشك أن العامل الخارجي أقوى، ووفقاً لنظرية الدوائر المتداخلة (الدائرة المحلية أكبر منها الدائرة الإقليمية، وأكبر منها الدائرة القومية، ثم الإسلامية، ثم الدولية) دائماً الدائرة المتسعة الخارجية هي صاحبة القوة الأعظم، وكلما تتسع الدائرة تصبح أكثر تأثيراً على ما داخلها من دوائر. أخلص إلى القول أن التأثير الخارجي أكبر وخاصة في ظل نظام القطب الواحد على القرار الاستراتيجي.. أما القضايا الداخلية اليومية والتكتيكية فالعامل الداخلي هو الأقوى ما لم تؤثر على القرار العام.

> من ينبغي أن يلام على تدني مستوى معيشة اليمنيين؟

- الجميع.. وأبدأ بالسلطة، الحكم يلام، القطاع الخاص يلام، الأوضاع الاقتصادية العالمية أثرت علينا كثيراً، فنحن لم نحتط لذلك، فقد مرت علينا فرص كثيرة وطفرات متعددة في الخليج لم نستفد منها، وعدم وجود إصلاحات شاملة يضيع علينا فرصاً اقتصادية واستثمارية غير عادية، على مستوى الدولة وعلى مستوى الأفراد والشركات.

على سبيل المثال لدينا تصدير النفط.. بلادنا هي الأصلح لتكون مركزاً هاماً لتصدير النفط لإبعاده عن الممرات المائية الضيقة (باب المندب، وقناة السويس، مضيق هرمز) وقد نفقد هذه الميزة لأن هناك بديلا قد يلجأون إليه.

> ما علاقتكم مع كل من اللقاء المشترك والحزب الحاكم؟

- مع الحزب الحاكم في المرحلة الراهنة علاقة حوار واحترام وتقدير، نختلف معهم في بعض القضايا، ونتفق في البعض الآخر، ونأمل أن نصل إلى اتفاق شامل في كل الأمور.

علاقتنا مع أحزاب اللقاء المشترك علاقة احترام متبادل، كانت هناك بداية حوار بدعوة من الأخوان في المشترك استجبنا لها ثم طرحوا تجديد الحوار واستجبنا ولازلنا ننتظرهم، ونحن لا نرفض الحوار فهم زملاء وإخوان نختلف في أمور ونتفق في أمور كثيرة، وهناك مودة لاشك في هذا، وبيننا احترام وتقدير متبادل كبير جداً.

> ما العقبات التي تعترض حزبكم؟

- عقبات كثيرة.. كما قلت سابقاً في مشروعنا للإصلاحات الشاملة في بلادنا حينما تحدثنا عن الإصلاحات السياسية لم نكن نعني الإصلاحات في السلطة بل في المنظومة السياسية كاملة (سلطة ومعارضة)، وحينما شخصنا جوانب الاختلالات لم نقصر الحديث على السلطة بل أوضحنا رؤيتنا للاختلالات في منظومة المعارضة، وشرحناها بالتفصيل وأفردنا مساحة كبيرة للحديث الصريح عن الاختلالات في حزبنا نحن وطرحنا المعالجات، ونسير في تنفيذ هذه الإصلاحات بشيء من البطء في هذا الجانب حيث بدأنا في تعديلات الأنظمة، ولكي نبدأ في الإصلاحات لابد أن نعالج الاختلالات في الأنظمة كي تواكب المرحلة، وقد أجرينا كثيراً من التعديلات على النظام الداخلي بينها أننا ألزمنا أنفسنا بدورتين انتخابيتين فقط لأي مستوى قيادي في الحزب من رئيس الرابطة لرئيس الفرع، وألزمنا أنفسنا بحضور المرأة في كل المؤتمرات الفرعية أو العامة وفي كل المستويات القيادية بنسبة 20% كحد أدنى، وألزمنا أنفسنا بأنه لا يجوز انتخاب الرئيس والمواقع القيادية الأخرى دون منافسة وأصبحت التزكية ولو بالإجماع مرفوضة في نظامنا.. كذلك هيكلية التنظيم كانت على أساس مديريات وتقسيمات إدارية وتحولت على أساس دوائر ومراكز انتخابية.

وأيضاً هناك عقبات مالية عرقلت حتى إصدارنا لصحيفتنا ونحن ندرس الآن إمكانية إصدار أكثر من صحيفة إذا توافرت لنا الإمكانيات، نفكر في صحيفة يومية وأخرى أسبوعية، وثالثة أسبوعية للمرأة بحيث يكون طاقمها كله من الزميلات الصحفيات.

هذه الأمور نحاول أن نتجاوزها ونحلها، وليس هناك من معيق لنا غير إمكاناتنا المالية.

> ما هي رؤيتكم الشخصية لإخراج اليمن من المأزق الراهن؟

- ليس لي أي رأي شخصي.. أنا رئيس حزب ورؤيتي هي رؤية حزبي وتوجهي توجه حزبي، طالما أنا في هذا الحزب فأنا ملتزم بتوجهات ورؤى الحزب.. ورؤية الحزب مطروحة في مشروعنا للإصلاحات الشاملة في اليمن وأعلناها للرأي العام ووزعناها على الأحزاب في 7 نوفمبر2005 وطلبنا من جميع الأحزاب أن نجتمع ونتناقش حولها، ولكن بعد ذلك كلٌ أصدر رؤيته.

ومشروعنا هو مشروع متكامل للإصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية بكل مشاريع التعديلات القانونية التي يتطلبها، وبكل مشاريع التعديلات الدستورية التي تتطلبها الإصلاحات، وهو في 465 صفحة تقريباً مع المرفقات، وهو موضوع للنقاش مع الإخوان في قيادة البلاد والحزب الحاكم، بعد أن عرضناه على جميع الأحزاب ولم يستجب أي حزب في المعارضة في النقاش معنا حوله، والأخ رئيس الجمهورية هو الذي اقترح أن نناقش مشروعنا ومشاريعهم.. وبإمكان الإخوة أعضا المنتدى قراءة هذا المشروع في موقع الحزب (www.ray-party.org) وفي موقع صحيفة رأي نيوز( www.raynews.net).

الآن بعد أن انتهيت من إجاباتي على أسئلتك يا عبدالحكيم أدركت أنك هو، ذلك الذي أمتعنا بقصائده، هو ذاته الذي أمتعنا بعمق وثراء أسئلته.. لك تحياتي.

> حزبكم أيد حق التظاهر والاعتصام السلمي, هل شارك أعضاء حزبكم وأنصاره في هذه الاحتجاجات التي تجتاح المحافظات الجنوبية ؟؟

- نعم نحن نؤيد حق التظاهر والاعتصام بالطرق السلمية والنظامية والقانونية للمطالبة بحقوق مشروعة، وهذه قاعدة لا نحيد عنها.. ونعم اشترك بعض أعضاء حزبنا بصفتهم الشخصية ولا ننكره، لكننا لم نشترك باسم الحزب لأنه ليس هناك اشتراك بأسماء الأحزاب.

> نعرف انكم تحملون الهم الوطني لكن تقربكم من النظام مؤخرا رفع حدة النقد بين اوساط معظم الجنوبيين وكان قاسيا.. فكم كان قرب النظام من رؤيتكم لحل مشاكل مخلفات الحرب والحكم الرشيد والشفافية التي ناضلتم من أجلها في سنين الاغتراب؟ أم ان هناك أولويات أخرى نجهلها؟

- توجه تفكيرنا أنه لا توجد عداوة بيننا ونظام حكم ولا عداوة مع غيره، هناك اختلافات سياسية، وحل الاختلافات السياسية هو بالحوار.. الإخوان الذين يتظاهرون الآن من المتقاعدين وغيرهم يطالبون بالحوار مع الحاكم، فالحوار هو الوسيلة الحضارية لحل الاختلافات ولو لم يكن بيننا والحزب الحاكم اختلاف لما كان هناك داع للحوار أصلاً، فالحوار دليل على أن هناك أمورا نناقشها نختلف حولها ونتحاور.

وثانياً نحن نتقرب من الجميع، واجبي كحزب أن أتقرب من كل يمني، وهو بمعنى الاقتراب وليس الارتهان، من واجبي أن أتقرب من الفرد العادي في الشارع لأنني أدعي أن أخدمه، والحاكم أدعي أنني أعارضه كيف لا أتقرب منه وأناقش معه وأحاوره.

ما معنى أن جميع الأخوان في أحزاب المعارضة تتحاور مع الحزب الحاكم، جميعها.. أعطني اسم حزب يرفض الحوار مع الحزب الحاكم، غير أنه إما أن هناك حواراً يجري للمناكفة كلٌ يسجل المواقف ضد الآخر، أو حوارا يجري بقصد الوصول لحلول لمشاكل الناس، نحن نريد حواراً بقصد الوصول لحلول لمشاكل الناس، وليس بقصد تسجيل نقاط على الحزب الحاكم، وإلا فالأمر سهل أن أصرخ وأطرح كثيرا من الأمور التي تجعلنا موضع تصفيق لبعض الكارهين، أنا لا أبحث عن تصفيق لكاره، أنا أبحث عن تحقيق مصالح للبلد، شماله وجنوبه شرقه وغربه، نعم مشاكل الجنوب أكثر ونحن نبحث في حلها.

كوننا نواجه بانتقادات قاسية نحن نتحمل الانتقادات قاسية وغير قاسية، الإشكالية قد جربناها في السابق في الستينات قبيل الاستقلال بسنتين ووجهنا بهجمة قوية وحوربنا بطريقة شرسة وحتى يوم الوحدة ونحن نتعرض للحرب، لدرجة أننا وصلنا عدن قبل الوحدة ورفضوا مقابلتنا وكأننا يهود لأننا كنا نقول الصدق دون عواطف حينما كانت بعض الأجهزة الإعلامية المحلية والعربية تثير عواطف الناس نحو المجهول وكنا نقول هذا خطأ.. وكان بإمكاننا أن نركب موجة العواطف وروادنا كانوا الزعامات الحقيقية، وكان بإمكاننا أن يكونوا هم الزعامات الجماهيرية يصفقون لما يريده أصحاب العواطف، وكان روادنا يعلمون أنهم سيواجهون بكراهية وتحريض وطمس لتاريخهم وهذا ما حصل (أنا قابلت أمس صحفياً لم يعلم من هو محمد علي الجفري أحد أكبر مؤسسي الحركة الوطنية اليمنية كلها، زميل للزبيري والنعمان رحمة الله عليهم جميعاً) لماذا يجهل؟ لأن هناك تعتيما.

نحن نعلم هذا ومستعدون لأن نواجه هذه القساوة في الانتقاد، سنواجهها ليس بعنف ولا بقساوة وإنما بالهدوء والشرح وطرح الحقائق كما هي، ومستعدون أن نتحمل كل ما يقوله أهلنا فينا كان بحق أو باطل.

وسبق أن ثبتت صحة طروحاتنا قبل الاستقلال بعد أن سحلنا في الشوارع، الآن يقولون الشهادات ويتكلمون -جزاهم الله خيراً- بأننا كنا على حق.. وكما تحملنا السحل والشتم في الإذاعات والجرائد سنتحمل اليوم حتى لا نساهم في أن يسير شعبنا إلى كارثة جديدة، والذين ينتقدوننا معهم كل الحق لأنهم يعيشون مرحلة قاسية والعواطف تجرهم للحكم الخطأ على مواقفنا وسيتبينون غدا أن مواقفنا صحيحة.

وأذكر بمثال آخر.. في 1998م كنا أول من طرح قضية الإصلاحات قبل أي حزب في العالم العربي كله لأن أحدث 11سبتمبر لم تكن قد حدثت، وحينما طرحنا قضية (التغيير) و(الإصلاحات) أنا شتمت وحزب الرابطة تعرض للشتم، من إخوان في المعارضة، قالوا: ماذا يريد الجفري؟ وماذا يريد الرابطة من الإصلاحات؟ هل يريدون المشاركة في السلطة؟ اليوم كلهم ينادون بالإصلاحات وهذا مكسب عظيم.. والذين يهاجمونا اليوم لأننا نصر على الإصلاحات، وأنه مازال لدينا أمل في الإصلاحات سيكتشفون بعد على الأكثر بأن موقفنا كان صحيحاً.

> عودتكم يوم انتخابات الرئيس هل كانت عن قناعة بان الرئيس سيفي بوعوده هذه المرة أم أن هناك أجندة إقليمية راغبة في إبقاء الوضع على ما هو عليه ؟؟

- سؤال في غاية الأهمية لكن أرجو -وأنا أثق في الأخ السائل ما سأله إلا وهو متيقن أنني سأقول الصدق- أن يدرك الجميع بأننا حين نتكلم لا نقول إلا الصدق لأنه في اعتقادنا أن من يكذب لا يصح مطلقاً أن يتولى منصباً في الحياة العامة لأي بلد، في حزب وفي غيره، ونحن نراهن على الصدق والشفافية.

عدنا يوم 13سبتمبر أي قبل الانتخابات بأسبوع، وكنا قبل ذلك بسنين قد وضعنا أسساً لعودتنا، ونشرت هنا في صحف في صنعاء وفي مواقع إليكترونية، فقلنا يجب أن تكون عودتنا عودة سياسية وليس إنسانية، وأننا لا نبحث عن مركز أو معاش خاص بنا، وعودة سياسية تعني بموقف سياسي تهيؤه الظروف.

صدقوني يا إخواني أنه إلى قبل عودتنا بثلاثة أيام لم يكن يخطر ببالنا أن العودة قد حانت، أما موضوع الإقليمية أن الإخوان في المملكة العربية السعودية يشهد الله أنهم ما علموا بعودتنا إلا بعد أن اتفقنا مع الرئيس، حيث أبلغناهم بقرارنا بعد أن اتخذناه وعبر التلفون، ومن حقهم أن نبلغهم لأننا مدينون لهم بأنهم استضافونا في أرضهم وأكرموا وفادتنا واحترمونا ولازالوا، وهم أخوة وأشقاء وبلد شقيق نحرص على أن تكون علاقتنا به كحزب وعلاقة بلادنا على أرقى ما يمكن معهم ومع كل دول الجوار، فإذا كنا نحرص أن تكون علاقاتنا طيبة مع العالم كله فكيف مع أشقاء وجيران.

> كيف جاء قرار العودة؟

-حصلت بعض الربكة في عدن، حيث أراد بعض الأخوان أن يتجملوا مع الرئيس ويحشدوا الناس لتأييده، مستغلين الأوضاع المعيشية لبعض شبابنا في فرع حزبنا بعدن بأن يجعلوهم يوقعون على أوراق بأننا نؤيد ترشيح الرئيس، هذه الحركة استفزتنا فحدث تواصل مع الرئاسة عبر أحد الأصدقاء، أسفر عن تواصل مباشر بيننا والرئيس أبلغناه استياءنا من الأسلوب الذي تم، وخلال المحادثة علم بقناعة حزبنا بأنه أنسب المرشحين وأنه بإمكاننا أن نعلن هذه القناعة وهذا الموقف بأسلوب أنسب من الأسلوب الذي استفزنا، وأنا مستعدون أن نعلن هذا الموقف من داخل اليمن.. وهكذا تم.

> أين حزب رأي ، لم نسمع انه عقد ندوة أو مؤتمرا صحفيا حول قضايا معينة، فهناك أحزاب غير مرخصة تقوم بأعمال (بيانات وندوات ومؤتمرات .....)، فأين حزبكم؟؟

- حزبنا موجود ونحن عقدنا اجتماعاً للهيئة المركزية، وعقدنا مؤتمراً صحفياً استعرض نتائجه، وكون الإعلام الرسمي لم يغطي الفعالية تغطية كاملة فهذا ليس ذنبنا، وإنما ذنبنا أن إعلامنا في هذه المرحلة يعاني بعض العجز المالي ونحاول معالجة هذا العجز، والأستاذ محمد جسار يبذل مجهوداً كبيراً في محاولة الخروج من هذا القصور الإعلامي.

نعترف بأن هناك نقصاً في نشاطنا.. والسبب أننا نعمل في هذه المرحلة على محورين.. الأول: يتولى إعادة هيكلة الحزب وأطره وتكويناته ليواكب التطورات، والثاني وهو محور منفصل عنه تماماً يتولى الحوار مع القيادة السياسية لمنظومة الحكم، وللمؤتمر الشعبي العام.

> في ظل صراع المصالح (الانجلو - اميركي) في اليمن، أين أنتم من هذا الصراع، وهل صحيح انكم تقفون مع المشاريع والمخططات السياسية البريطانية، وما علاقتكم بالسعودية؟؟

- سأبدأ من السؤال الأخير.. علاقتنا بالسعودية علاقة الأخ بأخيه وستستمر هكذا نحن على علاقة بالسعودية منذ عام 1956م كانت باتفاق مصري سعودي، وحتى أن مصر أرسلت لنا أسلحة عن طريق السعودية واستلمناها في نجران سنة 58 وأدخلنا كمية للسلطان محمد العيدروس رحمة الله عليه، والأسلحة كانت للدفاع عن أنفسنا حينما كانت الطائرات البريطانية تضربنا، وقد استلم الأسلحة الأخ محمد المصلي ومازال عائشاً.

إذاً هي علاقة قديمة بقدم تاريخنا، لنا رؤانا كحزب مصنوعة صناعة محلية بحتة خاصة ببناء بلادنا وتنميتها، هناك احترام متبادل مع الأخوان في السعودية، عندنا الآن حوالي مواطن يمني في السعودية وأي سياسي لا يفكر في علاقة طيبة مع السعودية يعرض هؤلاء لأن تكون معيشتهم في مهب الريح، لذلك علاقتنا جيدة مع المملكة العربية السعودية، وسنسعى إلى تنميتها أكثر وتوظيفها لخدمة بلادنا وأهل بلادنا.. وكذلك فإن علاقة الأشقاء مع النظام في بلادنا علاقة جيدة قائمة على الأخوة والمصالح المشتركة مع المملكة ومع دول الخليج الأخرى.. كلنا أدركنا أهمية العلاقة مع المحيط وهذه رؤية الرابطة من زمان.

الصراع (الانجلو - اميركي) في اليمن على المصالح أشك أن هناك صراعاً أصلاً مع أمريكا على المصالح سواء من بريطانيا أو غيرها حتى الآن، فقد يختلفان في أساليب التحرك السياسي لكنه كخلاف يحسم بقرار من الأكبر عادة في العالم، وبالتالي لا أعتقد أن هناك صراعاً (أنجلو - أميركي) على المصالح في المنطقة، وحتى لو كان هناك صراع فلسنا طرفا فيه أصلاً لا كيمن ولا كحزب، نحن لنا مصالح مع الجميع، ويجب أن نرعى مصالح الآخرين في بلادنا مقابل رعايتهم لمصالحنا.. نحن نؤمن بتبادل المصالح مع الكل وبالتالي مصالح الآخرين في بلادنا يجب أن تكون مرعية من الجميع بما يحقق المصلحة العليا لبلادنا اليمن.

> ما علاقتكم السياسية بالرئيس؟

- هو رئيس دولتنا، رئيس الجمهورية، وسواء اتفقنا معه أو اختلفنا سنظل نتعامل معه كرئيس جمهورية، أنا كنت أتعامل معه كرئيس جمهورية وأنا معارض خارج البلاد.

يجب أن نفرق بين شيئين وقلناها في سابق حديثنا، نحن لا نكره الكراهية مكروهة عندنا بكل أشكالها، والمحبة محبوبة عندنا مع الجميع حتى خصومنا.. الرئيس هو رئيس بلادنا نحترمه من هذا المنطلق قد نختلف معه، لكن خلافنا أيضاً من هذا المنطلق، وقد يكون اتفاقنا معه من هذا المنطلق، ونرجو أنه حتى ما وجد من بقايا نقاط تستحق النقاش معه أن نخرج فيها برؤية مشتركة.

> هل صحيح أنكم تريدون تشكيل تكتل سياسي لآل البيت؟ وأنكم تجمعون القوى الآن ؟

- منطقي أنا كسياسي إن حزب الرابطة مشكل من كل فئات المجتمع، لا تكاد تخلو فئة في الشعب اليمني إلا ومنها في حزب الرابطة، هل أنا كسياسي بهذا الغباء حتى أقتصر على آل الـبيت الـذين هم أقلية في البلد وأترك الأغلبية.

ثانياً: نحن في نظرنا وكما علمونا أهلنا بأن من ينتمي إلى آل البيت انتماءً حقيقياً هم (نعال الخلق) وليسوا (تيجان الخلق) والنعل هو الذي يقي الناس الأشواك والزجاج والأوساخ والبرد والحر، أي أنهم يقومون بوظيفة النعل في حماية الناس وصيانتهم وخدمتهم، أما من يتكبر على الناس لأنه ينتمي نسباً لرسول الله فهذا نخشى عليه من سوء الخاتمة، سيدنا الإمام علي زين العابدين كان يقول أخشى أن جزاءنا على المساوئ سيكون أكثر من غيرنا لأننا لم نقم بحق الانتماء.. الانتماء شرف لكن التكليف أكثر.+

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى