الشاعر والملحن اليمني القدير إبراهيم بلفقيه لـ«الأيام»:تأثرت بالبيئة المحيطة بي في المنزل مثلي مثل أقراني من أفراد الأسرة

> «الأيام» سعيد سالمين شكابة:

> الغناء تريم مدينة العلم والعلماء.. مدينة الموروث الفني والثقافي والفلكلوري.. مدينة الدان الحضرمي الأصيل.. المدينة التي أنجبت فطاحلة الرجال والمبدعين في هذا المجال وغيره من المجالات الأخرى.. ومنهم ضيفنا الشاعر والملحن اليمني القدير إبراهيم علوي زين بلفقيه الذي انتهزنا وجوده بمسقط رأسه الغناء تريم لزيارة الأهل والأصدقاء وحضور زيارة نبي الله هود عليه السلام قادماً إليها من ثغر اليمن الباسم الحبيبة عدن لنلتقي به على أنغام وأصوات الدان الحضرمي الهادئة وخرجنا بحصيلة رائعة تطالعونها في السطور التالية:

< بداية نرحب ترحيباً حاراً بالشاعر والملحن القدير إبراهيم بلفقيه على صفحات «الأيام» ؟

- أشكرك أخ سعيد والأستاذين القديرين هشام وتمام باشراحيل وأسرة التحرير على استضافتكم هذه لي على صفحات صحيفتكم الغراء وأنا في مسقط رأسي تريم حيث الأهل والأخوان والأصدقاء.

< كيف كانت بدايتكم؟ وما هي أول محاولاتكم الشعرية؟

- بدايتي الشعرية كانت متأخرة وتحديداً عندما كنت طالباً بكلية الاقتصاد جامعة عدن من خلال مشاركاتي المتواضعة في المجلات الحائطية التي كنا نصدرها في الكلية.

< اتجاهك لقول الشعر هل جاء تأثراً بالبيئة الأسرية المحيطة بك فوالدك شاعر زمانه وابن عمك الشاعر والمحلن اليمني الكبير عبدالقادر بلفقيه(أبو عدنان) وابن عمك الفنان أبو أصيل (أبوبكر سالم بلفقيه)؟

- في الحقيقة أنا لم أعرف والدي فقد توفي وعمري حينها أربع سنوات وهو شاعر عملاق ويشهد له الكثير بذلك وكان رحمة الله عليه والشاعر الكبير الحبيب عابدين الجنيد يتربعان الساحة الشعرية آنذاك، وقد تأثرت بأسلوب والدي في الشعر، وعندما كنت طفلاً صغيراً سمعت أشعار والدي من أعمامي الاعزاء: أحمد وحسن بن زين بلفقيه حتى أحببت الشعر كنت أحفظ الكثير مما يقولونه أحياناً حتى وجدت نفسي أقول الشعر، متأثراً بالبيئة التي حولي في هذا البيت مثلي مثل غيري من أفراد الأسرة الذين اشتهر منهم الكثير، منهم الفنان الكبير أبوبكر سالم بلفقيه والشاعر الكبير أخي محمد علوي بلفقيه والشاعر الغنائي والملحن القديرعبدالقادر ابوبكر بلفقيه (أبوعدنان) وغيرهم.

< من هو أول فنان تغنى من كلماتك؟ ومن هم الفنانون الذين تغنوا بأشعارك؟

- أول من غنى من كلماتي هو الفنان والصديق العزيز علوي صالح الكاف من عدن بأغنية «رحم خلك أبو علوي» يقول مطلعها:

أعطيتك كل أشواقي وروحي والمنى سعدي

ولكن أنت تتباعد ونسيت الود وإحساسي

رحم خلك أبو علوي

كما تغنى من كلماتي أيضاً الفنان حسن السري في جدة بأغنية عنوانها :«عسى لقيا بدار سيئون» ومطلعها يقول:

أبوزين ياقرير لعيون تبارك تحرسك والنون

سلام مني ومن ربعي وحبك في الحشا مكنون

عسى لقيا بدار سيئون

< أشعارك هل أنت من يلحنها أم تترك الآخرين يلحنون لك؟ ومن لحن من كلماتك؟

- أحياناً أقوم بتلحين أشعاري خاصة وأن القصيدة أحياناً لا تكتب إلا مع اللحن بالنسبة لي ولكن يتم تغيير هذا اللحن عند الضرورة وقد لحن لي الكثير من الفنانين وعلى رأسهم الفنان والموسيقي الكبير جلال صالح عبدالرحمن وهو محاضر في آلة العود في المعهد الموسيقي بعدن (معهد جميل غانم) وقد لحن لي عددا كبيرا من الأغاني.

< ماهي أنواع الشعر التي تكتب وتقول أشعارك فيها؟

- والله أنا أكتب في الكثير من ألوان الشعر إلى جانب الشعر الغنائي مثل الشعر الحكمي والشعر الحميني وقصائد الأناشيد الدينية وأحب كل ألوان الشعر لأنها جميعها جميلة وفي الشعر الحكمي لي عدة قصائد منها قصيدة بعنوان «ذكريات رحيل الوالد».. وقصيدة أخرى بعنوان «نور الهدى» في ذكر ميلاد الرسول (ص).

< هل هناك طقوس معينة تمارسها عندما تريد أن تقول الشعر؟

- لا توجد طقوس معينة وإنما عندما يمر حدث معين في خاطري يهز فيّ الوجدان حينها أحمل القلم وأعبر عماً أشاهده.

< القصيدة والقصة.. أيهما طغى على الساحة هل القصيدة أم القصة؟

- كلاهما من الألوان المحبة لدي ولكن القصيدة تكون أكثر تعبيرا وهي المنشرة حاليا على الساحة والمتداولة بين الناس.

- كبف تفلسف العملية الابداعية؟

- العملية الإبداعية هي نقل الحدث أو الموضوع بقالب لغوي وشعري جميل بحيث يفهمه الجميع ويتفاعل معه.

< تشكلت في تريم فرقة الغناء للدان الحضرمي ولك حضورك البارز في نشاطاتها خلال وجودك في تريم ماذا تقول عن هذه الفرقة؟ وماذا تشكل لك كشاعر؟

- فكرة تشكيل فرقة الغناء للدان الحضرمي بتريم فكرة جميلة وخطوة جبارة ورائعة كونها ستكون قالباً شعرياً رسمياً يلم حوله كل المواهب المبدعة كما أنها خطوة عملية نحو توثيق تراثنا وتاريخنا وأنا حقيقة بعيد عن الفرقة كوني مقيماً في عدن وأقوم بزيارتها والمشاركة في أنشطتها أثناء زيارتي لتريم وأتمنى لقيادة الفرقة وأعضائها كل التوفيق والنجاح خصوصاً وأنها ستكون مرجعاً أساسياً للمهتمين بهذا اللون الشعري والفني الجميل.

< هل لك أي مشاركات؟ وهل هناك اهتمام ودعم رسمي تحصلون عليه من الجهات المختصة والمعنية؟

- لا توجد لي أي مشاركات رسمية ولم يستدعني أحد، كما لا يوجد أي دعم رسمي في هذا المجال وإنما يوجد التشجيع من الأصدقاء والزملاء أما المسؤولون والجهات المعنية والمختصة فلا يعيرون ذلك أدنى اهتمام.

< بماذا يمكن أن تحدثنا عن السطو على أغانينا اليمنية وتراثنا وإبداعاتنا؟

- أعتبر السطو على الشعر وخاصة الشعر الغنائي جريمة لأن الشاعر يعتبر قصيدته مثل أبنائه والاختطاف يعد جريمة شنيعة والهدف من السطو هو الكسب السريع أو الظهور لبعض الفنانين ولا يهمه كلمات القصيدة بل كيف يظهر ويغني ويكسب . والسبب في ذلك هو عدم وجود الاهتمام الرسمي من قبل وزارة الثقافة ومكاتبها في المحافظات وغياب دور الإعلام الرسمي وعملية التوثيق والحفاظ على ثراثنا وإبداعاتنا لأنه لولا الكلام الجميل الذي تزخر به أغنانينا لما ظهر أولئك الفنانون وعملية السطو هذه تعتبر وصمة عار على جبين قيادة وزارة الثقافة ومسؤوليتها.

< كم بلغ عدد قصائدك؟ وهل تفكر في طباعة ديوان؟

- لا يوجد إحصاء لعدد قصائدي وهي كثيرة في الألون الاربعة التي ذكرتها آنفاً ولا أفكر حالياً في عمل ديوان يضم هذا الكم الهائل من الشعر.

< ماهي نصيحتك لكل المواهب الشعرية الشابة؟

نصيحتي لكل المواهب الشابة بأن لا يغتروا إذا تهت الاشارة لأشعارهم وأن يستمروا في ذلك حتى لو قيل لهم بأن أشعارهم غير جميلة أو ضعيفة وإنما يحاولون تحسين ذلك بالاستمرار والاستفادة من النصائح لأن طريق الألف ميل يبدأ بخطوة وأهم شيء في ذلك هو وجود الموهبة والرغبة في الكتابة.

< هل لديك الاتجاه لكتابة الأوبريت الغنائي..وكيف تنظر لواقع الفن اليمني حالياً؟

- والله في الوقت الحالي لا يوجد لدي الاتجاه لكتابة الأوبريت وأتمنى أن تتاح لي الفرصة في المستقبل أما بالنسبة للشطر الثاني من السؤال حقيقة أقول لك إن الواقع الفني الحالي غير مرض على الاطلاق ليس لي فقط .كما ليس هذا رأيي وإنما هو رأي الكثير من المهتمين، كما أن ما هو متداول على الساحة حالياً ليس بالمستوى المطلوب والجيد وبالتالي فإننا نرى الأغنية لا تستمر فترة طويلة وإنما تتلاشى مباشرة وتنتهي وكل ذلك بسبب رداءة الكلام.

< ماهي الكلمة الأخيرة التي تحب قولها في نهاية هذا اللقاء؟

- أشكرك كثيراً لك أخ سعيد والقائمين على هذه الصحيفة وأسرة التحرير على إتاحتكم هذه الفرصة لي لأكون ضيفاً على صحيفتكم الغراء وحقيقة أقول إن هذا اللقاء هو الأول بالنسبة لي بعد سعيكم وجهودكم لإجرائه معي و أتمنى أن يحدو الإعلاميون الآخرون حذوكم في ذلك خصوصاً وأنه يوجد في ساحتنا الكثير من المواهب المبدعة المحتاجة إلى من ينقب عنها ويعطي لها الفرصة للظهور كما أتمنى أن أحظى بنشر أشعاري وقصائدي عبر صفحات جريدتكم وشكراً جزيلاً لكم.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى