كـركـر جـمـل

> عبده حسين أحمد:

> عندما خرج مصطفى أمين من السجن.. قامت الشركة السعودية للأبحاث والتسويق بطباعة كتبه (سنة أولى سجن إلى سنة خامسة سجن).. وكتب الأستاذان هشام ومحمد علي حافظ المقدمة:«منذ خرج مصطفى أمين من السجن بعد تسع سنوات من العذاب والشعور بالظلم.. سخر قلمه للدفاع عن الحرية ومحاربة حكم الفرد المتسلط.. لقد كان قريباً جداً من الحاكم.. ورأى بأم عينيه كيف يخطئ وكيف يتخذ قراراته بناء على تقارير مكتوبة لا تمثل الواقع الفعلي ولا تقترب منه.. أو بناء على ما يسمعه من حاشيته والمقربين إليه.. والذين كانوا مهتمين فقط بمراكزهم ومصالحهم.

> ومصطفى أمين ليس فقط الصحفي العظيم الذي يعرف كل شيء.. والذي بنى هو وأخوه التوأم علي أمين صرحاً صحفياً ضخماً من لا شيء.. والذي غيّر وجه الصحافة العربية كلها التي نهجت نهجمها حتى أصبحت هناك مدرسة صحفية طاغية في العالم العربي تعرف باسم (مدرسة أخبار اليوم) لا يمكن لأحد إنكارها.

> ومصطفى أمين بجانب كل ذلك هو رمز قومي داخل مصر العزيزة وخارجها يعالج المشاكل ويكتب عن الأزمات من منطلق واحد هو الحرية.. أزمة مصطفى أمين الكبرى كانت مع الجحود.. مصطفى أمين دخل السجن ظلماً بسبب الجحود.. ومكث فيه هذه المدة الطويلة بسبب الجحود.. وتأخر الإفراج عنه بسبب الجحود.. ولولا عناية الله سبحانه وتعالى لمكث في السجن ومات فيه بسبب الجحود.. الله يمهل ولا يهمل.. ودعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب.. وهكذا خرج مصطفى أمين من السجن وبقي علماً يرفرف وقلباً ينبض وقلماً يحارب في سبيل الحرية لمن يتفقون ومن يختلفون معه في الرأي.. أما من جحد وخاف فقد انكشف وطواه النسيان».

> وتوفي مصطفى أمين وخلف ابنتين هما رتيبة وصفية.. ولأن (ابن الوز عوام) نقرأ اليوم عموداً ثابتاً في (خبار اليوم) بعنوان (فكرتي) تكتبه ابنته صفية مصطفى أمين.. الأسلوب جميل.. والجمل قصيرة والمعاني واضحة وهي تقول: «نحن نرحب بحزب جديد يعيد بناء مصر.. لا نريد إصلاحاً وإنما نتمنى انطلاقاً.. لسنا في حاجة لأن نضيف حزباً جديداً لأكثر من عشرين حزبا.. نكاد لا نعرف أسماءها .

> الحزب الجديد يجب أن يعمل بجدية على مواجهة أزمة الإسكان.. يقترح إجراءات حاسمة وسريعة للأسر المشردة في الشوارع والمقابر والأكواخ.. يبحث من يسكن المساكن الاجتماعية.. هل هو محدود الدخل.. أم قريب ونسيب الموظف الكبير؟.. نريد حزباً قوياً يدافع عن أفقر مواطن في نفس الوقت الذي يحاسب الحكومة على الدخل والنفقات.. يتابع القصور الحكومية ويطالب بيعها وإقامة عمارات سكنية لإيواء الأسر بلا مأوى.

> أتمنى أن يحمل حزب (الجبهة الديمقراطية) العدالة والديمقراطية إلى الريف قبل المدينة.. لا يسمح بأن يعتدي موظف كبير على أضعف مواطن.. يعيد الاحترام إلى المصري ويحمي كرامته من الإذلال.. مهمة الحزب الجديد أن يعطي قدوة في النزاهة والبعد عن الشبهات.. لا تكون مبادؤه مجرد شعارات وجواز مرور للسلطة أو المال.. نريد أن يشعر بكل طوائف الشعب.. ويعرف أنه جاء ليخدم هذا الشعب ويمنحه حقوقه.. لا ليصدر له الأوامر.. ولا يهمنا أن يكون أكبر الاحزاب ولكن أقربها إلى قلوب المصريين».

> الأقلام الحرة لا تموت.. ولا يعتبر النقد والنصيحة الخالصة خيانة وطنية!!..

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى