الجفري:الوحدة ليست حائط مبكى لدموعنا وأقدارنا ثم نتهمها

> «الأيام» عن منتدى «حوار»:

> قال الاخ عبدالرحمن الجفري رئيس حزب الرابطة (رأي):«كانت الوحدة قبل عام 94 وحدة تقاسم، والآن قد تكون هناك اختلالات نعم.. وهذه الاختلالات تحل بالإصلاحات الشاملة، وطرحنا المعالجات لها، الانفصال لن يحل هذه الاختلالات بل قد يؤدي إلى تمزق في كلا الشطرين، وإعادة التقاسم بين أي طرفين لن يؤدي إلى استمرار الوحدة بل إلى تجديد الصراع».

وأشار : «هناك ثلاث فرق تتكلم عن الوحدة بثلاثة أساليب ومنطلقات مختلفة، هناك من يرى في الوحدة معبود نعبده نصلي له وإذا جعنا نأكله، وهناك من ينظر إلى الوحدة كحائط مبكى ليس يبكي عنده فحسب ويرمي قاذوراته عليه بحيث يحول هذا الحائط إلى مزبلة فيحمّله كل البلاء والمصائب التي تحيط به أو بمنطقته أو بمجموعته أو حزبه أو حتى بعلاقته الزوجية، سبب كل البلاء الوحدة، فالوحدة أنقصت دخلي وغضبت مني الزوجة...إلخ.

وهناك طرف طرف ثالث يرى أن الوحدة ليست حائط مبكى ولاهي صنم معبود بل هي هدف راق وسام إذا تحقق يتحول إلى وسيلة راقية لبناء مجتمع زاهر وحياة كريمة للإنسان اليمني، وبناء دولة يكون لها دورها وأهميتها في المنطقة والعالم».

وأضاف «إن من يطالبون بوثيقة العهد والاتفاق اليوم يجب أن يعيدوا قراءتها، أعتقد أن المشاريع المطروحة اليوم قد تجاوزتها بكثير». وأكد:«إذا وجدت مجتمعاً متقدماً فاعلم أن السياسة والسياسي يخدمون العلم والإعلام، والاقتصاد، والثقافة، والكهرباء والمستشفى ...إلخ. تجربتي تقول إننا في العالم الثالث نسخر كل شيء لخدمة السياسي، وفي العالم المتطور السياسيون يتنافسون لخدمة المجالات الأخرى».

كما أعرب عن تأييده للحقوق المشروعة القانونية التي يطالبون بها «نحن نؤيدها، وكل الوسائل المشروعة القانونية التي يستخدمونها للمطالبة نحن معها». واضاف:«أنا لا أفهم في القانون الذي على أساسه سيحاكم فإن كان قد ارتكب فعلاً مخالفاً للقانون وهناك أدلة على هذا الفعل فلا أعتقد أنه سيرفض المحاكمة، أما إذا تم التجني عليه فنحن نرفض هذا. من الناحية المبدئية نرفض استخدام الرصاص الحي ضد متظاهرين على الإطلاق». وحول عمله في السياسة قال:«ما أصبت باليأس في عملي السياسي لأن العمل السياسي لا يأس فيه، والإنسان في مواقفه السياسية قد يغيرها بين الوقت والآخر، وأقول المواقف وليس التوجهات».

وهنا نص الحوار مع اعضاء منتدى حوار عبر الانترنت، والذي كانت «الأيام» قد نشرت الجزء الاول منه في العدد (5199) بتاريخ 9/16.

> السؤال الأول: في البدء السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. ورمضان مبارك وكل عام وأنتم من الله أقرب وعلى طاعته أدوم.

أرحب وأحيي الأستاذ الفاضل عبد الرحمن الجفري .

وسؤالي له يتمحور حول الأوضاع الساخنة في المحافظات الجنوبية فيا ترى ما الذي يجري في هذا المحافظات ولماذا في هذا التوقيت بالذات ولماذا لم نسمع للأستاذ الجفري رأي فيما يجري حتى الآن؟؟

- أشكر الأخ نبيل على التهنئة بالشكر الكريم، وعلى الدعاء الراقي الرائع الذي أنا في أمس الحاجة إليه، ونرجو الله تعالى أن يعطيه أكثر مما طلب لنا.

في مايختص بالأوضاع في المحافظات الجنوبية لماذا الآن؟ أعتقد أن أحد الأسباب أن هناك تراكمات لمظالم لم تعالج في حينها، تراكمت حتى أصبحت عزيزة على الحل فبدأ الناس اعتصامات لإسماع صوتهم، وللأسف كان هناك تأخر في السؤال عن حالهم وما يعانوه.

أما رأيي حول مايجري فقد نشرناه أكثر من مرة في الصف، وقلنا من حق كل مواطن يمني أياً كان وأينما كان أن يعبر عن رأيه بالطرق القانونية المشروعة، وأن يطالب بحقوقه بالطرق السلمية المشروعة، وهذا أمر واضح ولا خلاف حوله. والمفروض أننا جميعنا نتعاون على وقف هذه الاحتقانات والتورمات والتقيحات، وأن نعالجها بصورة أسرع حفاظاً على الوطن.

> ما هو المخرج مما تعانيه البلاد من أزمة سياسية طاحنه ؟ وإذا ما استمرت السلطة الحكمة على موقفها اللامبالي هذا ما هي احتمالات تطورات القضية وانعكاساتها على مستقبل اليمن ككل ؟؟

- نحن نقول إن المخرج إصلاحات شاملة ووضعنا أسساً وتفاصيل لها. وقلنا في حوار سابق لجريدة 14أكتوبرأن البديل للإصلاحات العميقة والشاملة والحقيقية مجرد التفكير فيه شيء مرعب، هذا مثبت في جريدة الدولة، وقلنا مايشبهه في جريدة 26سبتمبر.

إذا لامجال أمامنا جميعاً سلطة ومعارضة، سياسيين واقتصاديين، حتى الفرد العادي في الشارع، ليس أمامنا إلا أن ندفع بالأمور نحو إصلاحات حقيقية شاملة، بدءاً بإصلاحات سياسية يكون مدخلها الحكم المحلي كامل الصلاحيات والانتخابات بالقائمة النسبية.. هذه بدايات ولابد أن نسير في هذا ونأمل أن نسير فيه، والحوار جار مع الأخوان الأخ الرئيس ومنظومة الحكم التي يرأسها في هذا الاتجاه، ونسأل الله أن يوفقنا جميعنا إلى أن نهتدي إلى هذا الطريق، ودون هذا الله يستر.

الإجابة عن أسئلة الأستاذ أحمد المساوى:

الأستاذ والمفكر عبدالرحمن الجفري، حللت أهلاً ووطأت سهلاً..

السؤال الأول: ماتعليقك على الاستقالة التي قدمها الأستاذ أحمد بن فريد من حزب الرابطة والمنشورة في يومية «الأيام» والتفاصيل التي حوته الاستقالة؟

- من حقه أن يستقيل، هذا حق قانوني، وهو أخ وابن، فسنه يسمح أن أقول له أخ، وسني يسمح بأن أناديه ابن، وزميل أيضاً وهذا قراره.. أما ماذكر من أسباب بأننا لم نتفاعل مع موضوعه ولم ندن ماحصل له، فالحقيقة أنه في الليلة التي قيل إنه تعرض لاختطاف فيها معظم قيادات الرابطة الذين كنا في صنعاء، كنا في مطار صنعاء لساعات طويلة، كنا ننتظر طائرة تحمل جثمان الفقيد المرحوم أحمد محمد دعدع، الذي قضى في حزب الرابطة أكثر من خمسين عاماً لم يتغير ولم يتبدل لاتوجهاً ولا موقفاً وظل وفياً طوال تلك الفترة، وأوصى أن يدفن في قريته الجازع بجوار المحفد، وكنا جميعنا إلى الخامسة إلا ربعاً في المطار، وانتقلنا إلى المحفد وقضينا معظم اليوم في الطريق، قبرناه بعد صلاة الظهر، وجلسنا قليلاً مع أهله، وعملنا صلحاً بين القبائل هناك، وعدنا في اليوم نفسه، كنا مشغولين بهذا وأظن أن هذا أهم من أن نجامل بعضنا.وعموماً هو نفذ الخيار الذي يرضيه نحترم خياره، حزب الرابطة له توجهات وأقرت هذه التوجهات على كل المستويات الحزبية، وهو شارك فيها ولم يعترض عليها أصلاً في السابق ولا في يوم من الأيام وعندي مايثبت، ومع ذلك هو حر إن غير توجهاته ونحترم حقه في ذلك، وسيظل بالنسبة لي أخ وابن وصديق وهو حر في اختياراته، أما العمل الحزبي فهو إلزام والتزام، أنا رئيس الحزب ولا أستطيع أن أخرج عن توجهات الرابطة، وبالتالي غيري ليس من حقه أن يخرج عنها.

> على الصعيدين الوطني والحزبي ماالذي تحقق من تأييد حزب الرابطة لمرشح المؤتمر في الانتخابات الرئاسية؟

- لا أدعي أننا حققنا نجاحاً، لكنه موقف بذاته وهو يحمل أملاً في أن نصل جميعا إلى توجه نحو الإصلاحات وهو ماوعد به الأخ الرئيس وعندي أمل كبير في أنه سينفذ وعده.

> إن عادت عجلة الانتخابات بالظروف الحالية هل سيتخذ حزب الرابطة موقف مؤيد لحزب المؤتمر وبمعنى أخر هل أنتم نادمون على تأييدكم انتخاب علي عبدالله صالح خصوصا في ظل تدهور تشهده كافة جوانب الحياة العامة؟ومن الذي استفاد من الأخر أكثر هو أم أنتم؟

- إن عادت العجلة للوراء فسنتخذ الموقف ذاته، لأن المرشحين لازالوا هم وبالتالي لازالت المعادلة هي، ولازلنا حتى اللحظة نعتقد أن الرئيس علي عبدالله صالح هو الأنسب لقيادة هذه المرحلة من بين المرشحين، والمرشحون أنفسهم يقولون الكلام ذاته حيث يقولون بأنهم لم يترشحوا لينجحوا بل ترشحوا ليبعثوا برسالة للرئيس، ونحن حينما أيدنا الرئيس لم نؤيده لإرسال رسالة إنما لينجح ويقوم بدور.

من حيث الفائدة الأمر لايحسب بهذه الطريقة المباشرة، وعلى العموم نحن لم يكن همنا إلا أن نضع الوطن على عتبات تنفيذ عملية إصلاحات شامل.

أما مكسب الرئيس فسيحققه إن هو أقدم على إصلاحات شاملة وحقيقية، وسيخلد إن هو فعل خاصة وأنها آخر فترة رئاسية له، وأعتقد أنه سيفعل.

> يلاحظ أن جماهيرية نجلكم الحبيب علي زين العابدين حققت مالم تتمكنوا من الوصول إليه كسياسيين في الرابطة ماالسبب؟

- هذا شيء طبيعي وأنا أفتخر بهذا وأفرح.. هو اختط لنفسه أن لايشتغل بالسياسة، وهو كذلك لايبحث عن جماهيرية، بل على العكس من ذلك أحيانا أجده يشكو لي من ذلك، بل قرر أكثر من مرة أن يبتعد عن كل الوسائل الإعلامية نهائياً وإلى الأبد إلا أن شيوخه رفضوا ذلك.

فهو لايسعى لجماهيرية، ونحن لانسعى إليها، لو كنا نسعى لجماهيرية في العمل السياسي، نحن نعرف بواباتها وهي العزف على عواطف الجماهير، فالجماهير البسطاء يصفقون لك، وتاريخنا كله قام على أن لانستغل عواطف الجماهير، بل نخدم الناس ونعمل من أجلهم حتى لو كان ضد عواطفهم، وهذا ماهيأ للبعض فرصة أن يشوه مواقفنا ويهيج الناس ضدنا، قبل أن يكتشف الجميع أننا كنا على حق.

> الإجابة عن أسئلة الأستاذ إياد محمد الشعيبي:

مرحبا بالأستاذ القدير / عبد الرحمن الجفري.. وإنها لفرصة راقية أن نحضى وهذا الموقع المتميز في الحوار معكم ، والشكر في ذلك لك أولا ، وللأخ الفذ الغالي عبدالرشيد الفقيه..

السؤال الأول: كيف تقرأون دور تكتل اللقاء المشترك على الساحة اليوم ، وهل من الممكن أن نرى حزبكم قريبا ينضم للواء هذا اللقاء، أم أن لكم وجهة نظر أخرى في صياغة التكتلات؟؟

- تجربة طيبة التي يخوضها الأخوان في اللقاء المشترك، من حيث كونهم التقوا وتواصل التقاؤهم دون أن يظهر بينهم خلاف وهذا في حد ذاته إنجاز كبير علاوة على نجاحات أخرى حققوها، نبارك لهم على هذه التجربة.

ليس من الضرورة لنكون في المعارضة أن نكون في تكتل معين، نحن كنا في التكتل الوطني للمعارضة، وكان الأخوان في الإصلاح خارج هذا التكتل، على العموم نحن لنا رؤية واضحة قد تتفق في بعض أسسها مع مايطرحه الأخوة في المشترك وقد تختلف في بعض النقاط الأخرى، وفي النهاية نكمل بعضنا من حيث الرؤى ونسأل الله للجميع التوفيق.

> شهادة لله ومن ثم للتاريخ ، من أجرم بحق الشعب وأدخله أتون صراع دموي في حرب 94 م.. الرئيس صالح أم نائبه البيض ؟

طالما طلبتها شهادة لله وللتاريخ فالكل.. وأقصد الاثنين بالإضافة لغيرهما.

> الوحدة اليمنية حلم تحقق لم نذق منه سوى المرارة، ماهي قراءتكم لنتائج هذه الوحدة - والتي ومن أبرزها احتقانات اليوم الحاصلة التي أسس لها جموع المتقاعدين قسرا منذ حرب صيف 94- وما أبرز الحلول لضمان استمرارها وفق منهجية إصلاحية تنتشلها من الخطر الذي بات يحدق بها جراء سياسة مقتضبة ، وتوصل الشعب من خلالها إلى بر الأمان ؟

- دعونا نتكلم عن الوحدة بوضوح، الوضوح الهادف للإصلاح وليس الوضوح المستهدف الإثارة، هناك ثلاث فرق تتكلم عن الوحدة بثلاثة أساليب ومنطلقات مختلفة، هناك من يرى في الوحدة معبود نعبده نصلي له وإذا جعنا نأكله، وهناك من ينظر إلى الوحدة كحائط مبكى ليس يبكي عنده فحسب ويرمي قاذوراته عليه بحيث يحول هذا الحائط إلى مزبلة فيحمّله كل البلاء والمصائب التي تحيط به أو بمنطقته أو بمجموعته أو حزبه أو حتى بعلاقته الزوجية، سبب كل البلاء الوحدة، فالوحدة أنقصت دخلي وغضبت مني الزوجة...إلخ.

وهناك طرف طرف ثالث يرى أن الوحدة ليست حائط مبكى ولاهي صنم معبود بل هي هدف راق وسام إذا تحقق يتحول إلى وسيلة راقية لبناء مجتمع زاهر وحياة كريمة للإنسان اليمني، وبناء دولة يكون لها دورها وأهميتها في المنطقة والعالم.

لذلك كي تستمر الوحدة لو يتذكر القراء الكرام أن صحيفة (رأي) كانت الصفحة الأخيرة منها لسنوات تحمل (توجه حزب الرابطة) والذي يقول بالنص «إرساء أسس وحدة قابلة للاستمرار، في ظل منظومة حكم متماسكة، تحقق التوازن، ونظام الحكم المحلي كامل الصلاحيات، والقضاء العادل المستقل، وتحقق الأمن والاستقرار والتنمية، والمصلحة الوطنية الشاملة لعلاج جراحات كل الصراعات السياسية والاجتماعية، ووضع حد لدورات الصراع الدموية وحماية الوطن من التمزق ليؤدي دوره الهام والرائد محلياً وإقليمياً ودولياً، صيانة لأمن واستقرار المنطقة وتأميناً لمصالح الوطن والآخرين».. وتلاحظون ماهي الأسس التي نؤمن بها لوحدة قابلة للاستمرار، وهو ماجاء تفصيلاً في 465صفحة في مشروعنا للإصلاحات الشاملة في اليمن. وأكرر القول إن اليمن رمانة الميزان في المنطقة إن أدركنا أن في يدنا جوهرة، وغيرنا من أسلوب تعاملنا معها فهي جوهرة في يد فحامين، وآن لنا أن نتعلم صياغة الجواهر.

> هل لا زالت وثيقة العهد والاتفاق -والتي كان لكم السبق في تأسيسها- مشروعاً حياً بإمكان الرئيس صالح الأخذ فيه إذا ما ارتضى الحوار مع أطراف جنوبية ؟

- رأيي أن من يطالبون بوثيقة العهد والاتفاق اليوم يجب أن يعيدوا قراءتها، أعتقد أن المشاريع المطروحة اليوم قد تجاوزتها بكثير، فهي كانت صالحة في أوانها كبداية لأسس دولة ولمعالجة أزمة خانقة كانت قائمة وكبديل للقتال.

أقول ونحن من كتب أسسها، والزملاء الآخرون ساهموا في التوسع في كتابتها هذه الوثيقة في الحقيقة لاتبني دولة لأن أهم القضايا المتضمنة فيها مطروحة بطريقة توفيقية أنا الذي كتبتها بخطي ثم أعطيتها للدكتور المضواحي والأخ كلز وقدموها للأخوان أعضاء الحوار وحينما وصل الحوار إلى طريق مسدود، قلنا نلجأ للحلول الوسط في عدد من أهم القضايا التي تضمنتها.. إقرأوا الوثيقة ستجدوا أنها لاتسمن ولاتغني من جوع في هذه المرحلة، وأكبر عيب فيها أن آلية التنفيذ فيها هي الحكومة القائمة.

> ماذا تعني لك الشخصيات التالية: عبد الفتاح اسماعيل، علي سالم البيض، جار الله عمر، علي عبد الله صالح، عبد الله حسين الأحمر، عبد المجيد الزنداني؟

- تعني أنهم قيادات بعضها مضت إلى ربها، وبعضها لازالت تؤدي دوراً في خدمة بلادها بالطريقة التي ارتأتها هي.

> عدتم لليمن قبيل الانتخابات الرئاسية بأيام أتمنى أن تجيب صراحة هل عودتكم سيد عبد الرحمن لها علاقة بموقف السعودية المؤيد بنجاح علي عبد الله بالانتخابات؟

- ليس لي علم بأن السعودية أعلنت تأييدها للرئيس علي عبدالله صالح، بل على العكس ما أعلمه أن العقيد القذافي هو الذي أعلن تأييده لترشيح الرئيس وهو خصم للسعودية.

وقد سبق لي أن شرحت لماذا عدنا وكيف تمت العودة، ويوجد على شبكة الإنترنت مشروع الرابطة للإصلاحات الشاملة في اليمن، وغيره من الوثائق التي توضح مواقف الحزب، إقرأوها وستجدوا أننا قلنا في أوقات مختلفة ومواقف متعددة بأن الرئيس علي عبدالله صالح هو الأقدر على إدارة عملية الإصلاحات الشاملة بما توافر له من ظروف موضوعية وإمكانات ذاتية وأنه لو أعلن تبنيه للإصلاحات فإنا معه.

> حزب رابطة أبناء اليمن رابطة أبناء الجنوب سابقا لما هذا التنكر للجنوب وللقضية الجنوبية منكم ومن جزبكم لما يعانيه الجنوب؟ وانتم الذي ارتبط تاريخ كفاحكم الطويل بالجنوب؛ هل تخشون غضب الرئيس إن حددتم موقفكم ووقفتم مع الجنوبيين المطالبين بعودة حقوقهم المنهوبة؟

- أولاً: أريد أن أضع حداً لهذه النقطة.. نعم كان اسمنا (رابطة الجنوب العربي)، ونحن لاننكر ذلك، وأمامي الآن محاضرة لسيدي محمد علي الجفري أحد أهم مؤسسي الرابطة تاريخ المحاضرة 26جمادى الأولى 1376هـ الموافق 28ديسمبر 1956م أي قبل 51عاماً من الآن يقول فيها: «إن الجنوب العربي سياسياً هو عدن ومحمياتها الشرقية والغربية، والجنوب العربي الكبير هو اليمن الطبيعية» هكذا بهذا النص ومعززة بخارطة.. ولم يسبق الرابطة في تاريخ اليمن أن أطلق أحد السياسيين هذه التسمية.

رغم أننا لم نحكم الجنوب ولم نورط الجنوب في حروب أو غيرها، الغريب أنه يأتي من يلومنا نحن على معاناة يعانيها أبناء الجنوب، نعم الجنوب يعاني، والشمال يعاني، والشرق والغرب وكل الأرض اليمنية.. نعم الجنوب يعاني أكثر ومعاناته أحدث، هذا قلناه مائة مرة، لكن لايعني هذا أن معاناة الجنوب تدفعنا إلى انفصال أو دعوات انفصالية، تعلمون أنتم أن الجنوب أول من سيتمزق بعدها.

نحن نربأ بأنفسنا أن نستغل عواطف الناس المقهورة في الجنوب،هي لعبة سهلة وسأكسب التصفيق إذا خرجت وجلست في عدن مثل غيري الذي يصرخون، وأقول كل يوم خطبة حماسية، وأظن أنني في الخطب أفضل منهم، سأطلق الخطب الحماسية التي تلهب المشاعر وتدفع للتهلكة وأكسب التصفيق.. هذا ليس الحل السليم.. هذا قتل للجنوب وليس سيادة للجنوب، نحن نصون الجنوب ونصون اليمن ككل، ولا نلعب على عواطف الجنوب وأبناء الجنوب، ولا نزايد عليهم ولا نسمح لأحد أن يزايد علينا.

كلهم كانوا يرفضون أن هناك شيئاً اسمه الجنوب، ونشرح لهم “إن الجنوب العربي سياسياً هو عدن ومحمياتها الشرقية والغربية، والجنوب العربي الكبير هو اليمن الطبيعية” وأنها لن تقوم وحدة يمنية إلا بعد توحد 23دويلة في دولة واحدة في الجنوب.. وكانوا يقولون هذه خيانة عظمى، وفي مواثيق بعض الأحزاب والجبهات من يقول بدولة الجنوب خيانة عظمى.

وقد جئنا إلى عدن قبيل الوحدة وقلنا دعونا نتفاهم يا إخوان وندخل الوحدة معاً، الأخوان في الشمال في مؤتمر شعبي، بوتقة تضم الأحزاب والاتجاهات.. دعونا نضم كل الاتجاهات وندخل الوحدة معاً.. رفضوا.

الآن يا إخوان نحن في إطار دولة واحدة اسمها اليمن، نعم هناك خصوصية للمعاناة في الجنوب.. تعالج، كما أن هناك خصوصية لمناطق أخرى في الشمال.. تعالج، لكن أن ألعب على عواطف الناس بأمنيات ليست صحيحة، ولن تحقق شيئاً بل ستحقق الخراب للجميع فهذا غير منطقي ولن نلعبه.. أريد أي منهم يعطني ضمانة أن الجنوب سيظل جنوباً واحداً، أو أن الشمال سيظل شمالاً واحداً، أو أنه سيظل هناك دور لأي واحد فينا.. لن يبق شيء من هذا أبداً. اليمن أهميتها في أن تكون كبيرة، شعباً وأرضاً، وبدون هذا لا أهمية لها.

أما أني أخشى غضب الرئيس، يا أخ سقلدي أنت من بيت كبير السقالدة من الأسر الطيبة المحترمة، ويعرفون من نحن، يعرفون أننا لانخشى إلا الله.. نحترم الأخ الرئيس نعم.. لكن أن تقول أنني أخشى؟؟ إسأل غيري يا أخ سقلدي، إسأل الكبار من أهلك هل نحن ممن يخشى؟ نعم نخشى على وطننا التمزق والدمار.. وقد عرفنا في مراحل سابقة من الذي يخشى ومن الذي لايخشى، وكلكم عرفتم، والتاريخ يسجل، واليوم هناك من أصواتهم عالية باسم الجنوب واستغلال عواطف الناس.

> أذكر ذات يوم بمنزلكم الموقر بالقاهرة لمست من حديثكم الكريم ما معناه أن نظام علي عبد الله صالح غير قابل للاصلاح؛ مالذي تغير بالامر بالرغم ان الأمور على الأرض ازدادت سوءا؟

- هذا كلام للأسف يا أخ سقلدي أربأ بمثلك أن يقوله.. لا أدري لماذا تؤلفه؟ لأن جميع من زارني في القاهرة أو جدة أو لندن يتذكر أنني كنت أقول إنه ليس أمام النظام في صنعاء وأمامنا سوى إصلاحات شاملة، ولم أقل ذات يوم مانسبته لي الآن.. وكلامي مثبت في وسائل الإعلام المتعددة، وفي كتابين صدرا.. علي عبدالله صالح كنا في ذلك الوقت مختلفين معه، لكنني كنت أعرف أن الرجل رجل قرار، وكنا نقول بأنه لابد من إصلاحات شاملة رضينا نحن والرئيس أم لم نرضى، والرئيس قالها بنفسه إن الذي لن يبادر للحلاقة سيحلق له الآخرون.. ووثائقنا جميعها تقول هذا.. لا أعرف من أين تنقل في مجلسي مالم أقله، وأكيد سيكون هناك حاضرون سواك، أريد أحدهم يؤكد كلامك.

> الا ترى ان اقترابكم والتصاقكم الكبير بالحكم هو نوع من الانتحار لحزب الرابطة؟ الذي له تاريخ نظالي كبير كونه صنف في خانة الاحزاب المفرخة من السلطة بالرغم انه حزب عريق؟

- كيف تقول حزب الرابطة (عريق) وتقول (مفرخ من السلطة) وحزبنا موجود قبل السلطة بل قبل الثورة، كلام غريب.. لسنا في أحضان أحد، لانعشق أن نكون في حضن هذا أو ذاك، نحن حزب تاريخي عريق لنا نهجنا وأهدافنا، يمكنك أن تحاسبني على هذا النهج وهذه الأهداف هل خرجنا عنها، هل مانقوله في صنعاء يختلف عن ماكنا نقوله في لندن والقاهرة وجدة؟

مايجري بيننا والسلطة حوار، هل حوارنا نحن ارتماء في أحضان السلطة وحوار غيرنا مشروع؟، هل لابد أن نشتم ونصرخ؟ ياسادتي حاسبونا على أطروحاتنا هل غيرناها؟ مشروع الإصلاحات الذي نتحاور اليوم حوله في صنعاء هو نفسه الذي صدر قبل أن نعود بأكثر من عام، وبدأنا كتابته قبل العودة بثلاث سنوات.

وأريد أن أقول: إذا كنت أنت صلاح أحمد يحيى السقلدي فنحن نعرفك ونعرف أن عاطفة هي التي دفعتك لقول كلامك السابق في حين أنك تدرك الحقائق.

تعليقي: الاخ السيد عبد الرحمن انا قلت في سؤالي بأنني(( لمست)) من كلامكم يأسكم من اصلاح نظام الرئيس صالح في عام 95م على ماأتذكر..وقلت ان الرابطة حزب عريق ولم أقل مفرخ بل قلت انها صُنفت ضمن الاحزاب المفرخة بتحالفكم مع النظام والا فا الرابطة كما يعلم الجميع هي حزب عريق؛ اتمنى ان لا يلتبس عليكم كلامي.. ولك التحية...

- الجفري: الأخ صلاح..

أنا لم أغضب من أسئلتك بل على العكس من ذلك أفرح بالأسئلة القوية الهادفة لتوضيح الأمور للناس، وأعلم أن مثل السقلدي لايمكن إلا أن يكون هادفاً وليس قاصداً جرح أو سوى ذلك.قولك أنك لمست يأسي.. أنا عمري ما أصبت باليأس في عملي السياسي لأن العمل السياسي لا يأس فيه، والإنسان في مواقفه السياسية قد يغيرها بين الوقت والآخر، وأقول المواقف وليس التوجهات.

- بالنسبة للفقرة الأخرى، أولاً حتى الآن لم نتحالف مع النظام، وحينما يحدث هذا التحالف لن ننفيه لأن هذا ليس عيباً.. ولا أكشف سراً أننا قد نتحالف في يوم من الأيام مع النظام أو غيره، فمن يتفق معنا في توجهاتنا سنتحالف معه.. ثانياً: لو أن كل حزب تحالف مع النظام اعتبر مفرخاً فالإصلاح والاشتراكي تحالفا هل نعدهما مفرخين.. نحن نعمل عمل سياسي إذا كان الرئيس علي عبدالله صالح سيقود عملية إصلاحات شاملة وحقيقية نحن معه وليس متحالفين فقط، وهذا الكلام لم نعلنه من صنعاء بل أعلناه منذ وقت مبكر وفي مراحل مختلفة وعبر العديد من المنابر والوسائل.

> هل ترون كما يرى البعض ان اللجان المشكلة من الرئيس هو اعتراف بفشل مؤسسات الدولة التي يدرها؟

- ليس من الضرورة أن يكون معناها الفشل، قد يكون ضعفاً في مؤسسات الدولة، وكذلك لاشك أنها شجاعة من الرئيس أن يواجه المشاكل ويحاول حلها بهذه الطريقة أو تلك.

> سيدي الجفري أهلا وسهلا بكم.. لي سؤال واحد الكثير يصفونكم بانكم رجل التقلبات والمصالح الشخصية ؟؟هل هذا صحيح؟

- يا أخي ياوادعي إن كانت مقولتك هذه صحيحة هل سأقول لك: نعم صحيح؟ أم سأنكره.. وإن كانت ليست في هل ستصدقني إن قلت لك الصدق؟؟ أعطني شاهداً واحداً يقول أنني تمصلحت في قضية من القضايا كبيرة أو صغيرة.. أو أنني أخذت من أحد شيئاً.. الجميع يدرك بأن العمل السياسي بالنسبة لنا مغرم وليس مغنماً في تأريخنا السياسي كله، ونحن أغنياء عنه وعن مغانمه.

ثم هذه المقولة لم أسمعها من غيرك، فإن كانت هذه رؤيتك فأنا أحترمها.. لكن الجميع يعلم أننا في غنى عن أن نستخدم السياسة للمصالح الشخصية، بل بالعكس كان يمكن من غير السياسة أن أتفرغ لأعمالي وأكون في خير أكثر مما أنا فيه الآن.. والحمد لله على كل حال.

> سؤالي يتمحور حول تجربتكم السياسية من خلال عقود وما ترتب عنها من تصحيحية في الأفكار والمنهج؟

- تجربتي الشخصية بسيطة لكن هي تجارب روادنا، نحن استقينا من روادنا وبالتالي قبل أن أتحمل المسؤولية قضيت 26عاماً عضواً عاديا في الرابطة، ولك أن تتخيل عضواً عادياً يقوده كبار رواد الحركة الوطنية اليمنية يجالسهم ويسمع منهم ويتلقى توجيهاتهم ويرى ما أصابوا فيه وما أخطأوا -وهم قل أن يخطئوا لأنهم كانوا رواداً حقيقيين- ويتعلم من قيمهم وأخلاقهم، لاشك عندما يتولى يكون قد مر بتجربة عميقة في هذا الاتجاه.. ليس معناها أننا لانخطئ بل نخطئ كل يوم، وهناك فرق بين فكر وأساليب وممارسات يومية، الفكر لايكاد يتغير كفكر، سواء من الناحية العقائدية أو من ناحية التوجهات التي نأمل أن تتحقق في بلادنا، لكن من حيث أساليب العمل ووسائله والممارسات اليومية لاشك أن الإنسان يتعلم كل يوم وأظل أتعلم إلى أن أوارى التراب.

> لم القرارات العربية تعتمد في غالبيتها على السياسة ذات الزوايا المغلقة للعائلة والحاشية والقبيلة بينما العالم الغربي يعتمد في قراراته على معطيات الأرض والثقافة الموجودة كتحصيل ونتاج اجتماعي؟ أريد تحليلك الخاص النابع من تجربة قديمة حديثة لشخصكم الكريم.

- قد يكون هذا الأمر صحيحاً ليس عند العرب فحسب بل في العالم الثالث كله والسبب أنه في العالم الثالث السياسة والسياسي يسودون المجتمع، ويحولون كل شيء إلى خادم لهم، يجعلون المجتمع خادماً لهم، وكذلك العلم ، الاقتصاد، الإعلام، والثقافة...إلخ كلها تتحول إلى خادم للسياسة والسياسي. وهذا للأسف سبب تخلف العالم الثالث إن كان ثالثاً بل هو عاشر.إذا وجدت مجتمعاً متقدماً فاعلم أن السياسة والسياسي يخدمون العلم والإعلام، والاقتصاد، والثقافة، والكهرباء والمستشفى ...إلخ. تجربتي تقول إننا في العالم الثالث نسخر كل شيء لخدمة السياسي، وفي العالم المتطور السياسيون يتنافسون لخدمة المجالات الأخرى.

> في ظل التطورات الراهنة في اليمن وبالأخص في الجنوب, هل لكم أي دور في هذه التطورات من ضمنها جمعية المتقاعدين العسكريين؟

- أنا لست متقاعداً لا عسكري ولا مدني وبالتالي لا أستطيع أن يكون لي دور في جمعية المتقاعدين إنما لاشك كل الحقوق المشروعة القانونية التي يطالبون بها نحن نؤيدها، وكل الوسائل المشروعة القانونية التي يستخدمونها للمطالبة نحن معها.

> هل كل أبناء الجنوب في الخارج متفقين أم مختلفين وماهي وجه نظرهم عن مايدور حاليا في الجنوب بما فيهم الرئيس السابق علي ناصر و(المحافظ) محمد علي احمد ؟؟

- ليس كل الجنوبيين في الخارج متفقين، ولا كل الشماليين كذلك، عادة يحدث خلافات في الرأي، لكن هناك مودة ومصلحة للوطن تجمع الجميع. أما من ذكرت فأنا لا أتحدث باسم أحد تستطيع أن تسألهم.

> ما تعليقكم على المناضل النوبه ومحاكمته؟

- أنا لا أفهم في القانون الذي على أساسه سيحاكم فإن كان قد ارتكب فعلاً مخالفاً للقانون وهناك أدلة على هذا الفعل فلا أعتقد أنه سيرفض المحاكمة، أما إذا تم التجني عليه فنحن نرفض هذا.وإن كنت أرى في موضوع النوبة إنه حتى إذا كان الفعل غير قانوني وهو لايؤدي إلى خسارة وطنية على البلد وبالإمكان تجاوزه فأنا مع لم شعث الأمور كلها، وأن يكون هناك تسامح من الدولة وبالذات من الرئيس، وأنا أعرف الأخ النوبة أعرفه جيداً وأعرف قبيلته هم أناس طيبين ومحترمين، وإن أخطأ فأعتقد أنه سيعود عن خطأه إن أقنع بأنه أخطأ، وإن تم الخطأ عليه فعلينا جميعاً التسامح.

> هناك الكثير من أبناء الوطن يواجهون الرصاص الحي في المظاهرات, وانتم بعيدون عن الوطن, هل تحركت ضمائر لكي تنقل قضيتهم على الإعلام العربي أو العالمي واعني بسؤالي انك واحد من هؤلاء الذين ننتظر منهم هذه الخطوة, فهل ستقدمون عليها؟

- أولاً أنا في الوطن، ونحن بوضوح قلنا وأعلنا أننا مع حق كل مواطن في التعبير السلمي النظامي عن آرائه والدفاع عن حقوقه، وقلنا إن استخدام العنف ضد المواطنين لايجوز لاقانوناً ولا شرعاً، ويجب أن تدرس كل حاله بحدثها كيف ومتى ولماذا استخدم العنف.

نحن من الناحية المبدئية نرفض استخدام الرصاص الحي ضد متظاهرين على الإطلاق.

> في الوقت الراهن يجد كثير من الجنوبيين أن الوحدة ما بعد 94 هي وحدة احتلال ماهو رأيكم بهذا وما هو دوركم تجاهه؟

- لا أعتقد هذا، ولا أؤمن به، كانت قبل عام 94 وحدة تقاسم، والآن قد تكون هناك اختلالات نعم.. وهذه الاختلالات تحل بالإصلاحات الشاملة، وطرحنا المعالجات لها، الانفصال لن يحل هذه الاختلالات بل قد يؤدي إلى تمزق في كلا الشطرين، وإعادة التقاسم بين أي طرفين لن يؤدي إلى استمرار الوحدة بل إلى تجديد الصراع.ولذلك لابد من إصلاح العملية السياسية كلها، والمنظومة السياسية كلها سلطة ومعارضة، وتنفيذ الإصلاحات الشاملة التي طرحناها ومن ضمنها الحكم المحلي كامل الصلاحيات بحيث يشعر كل مواطن في الشمال والجنوب وفي الشرق والغرب أنه يشارك في القرار في حكم بلاده وفي إدارة شؤونها. دون هذا أي حلول أخرى قد تكون كارثية وليس حلولاً.

> إذا ما عرض عليكم النظام في صنعاء منصبا هل ستقبلون بذلك؟

- ليست القضية قضية منصب أو نوع المنصب، بل القضية ماذا يقوم به هذا المنصب؟ فإذا كان سيؤدي إلى خدمة للبلد وللمواطنين، أو سيرفع معاناة عن الناس فأنا سأقبل حتى (مكنس في مرفق).

> متى آخر مرة التقيتم بالأخ السييلي؟؟ هناك إشاعة بوفاته..

- رحمة الله عليه إن كان قد توفي.. آخر لقاء لي بالسييلي، كان عندي إلى بعد فجر يوم 7يوليو يوم مغادرتنا لعدن، وتواصلت معه بالتلفون، وكان آخر تواصل لي معه بالتلفون وأنا مار في الشارع باتجاه الميناء أحاول إقناعه للمرة الثالثة بأن يكون معنا، وكان يصر بأنه سيدبر نفسه، وكنت أعلم أن لديه قارب خاص به، فهل استخدم هذا القارب وحدث له شيء في الطريق؟ لأن هناك قارب آخر كبير غرق وفيه كثير من الأسر.

> الإجابة على أسئلة الأستاذة رضية المتوكل:

مرحباً بكم أستاذ عبد الرحمن الجفري.. يسعدني كثيراً أن تكونوا معنا على صفحات حوار..

حلقت معظم الأسئلة في سماء الجنوب .. لهذا دعوني أذهب بكم في رحلة ( قصيرة) إلى الشمال ..تحديداً إلى صعدة..حيث دارت حرب شرسة يهمنا أن نعرف رؤيتكم حولها..وأترك لكم حرية اختيار الزاوية التي تقرأون من خلالها هذه الحرب.

- سعيد بك ابنتي العزيزة، وسعيد جداً بحراكك الجميل كناشطة حقوقية تعلمت العوم من والد صاحب رصيد وافر في هذا الميدان ومن أستاذة لاتقل عنه رصيدا وأقصد الدكتورة رؤوفة.

سؤال في غاية الأهمية.. ورأينا في حرب صعدة سبق أن أعلنته في أكثر من وسيلة إعلامية وقلت: نحن مع حق كل مواطن في أن يبدي رأيه ويعبر عن توجهاته بالطرق المشروعة السلمية، وفي المقابل نحن ضد كل من يرفع السلاح في وجه الدولة لأن معنى هذا الدخول في صراعات دموية لن تغني شيئاً ولن توصل أحداً لشيئ. إلا لمزيد من الاحتقانات ومزيد من التقيحات والتصدعات الداخلية والتشظي.

من هذا المنطلق نحن مع الجهود التي أفضت لوقف القتال في صعدة ونرجو الله أن يستمر لتكون نهاية لتلك الحروب الصعدية. وأنتهز الفرصة لأتقدم برجاء من الأخ الرئيس وهو حريص وخبير في هذه الأمور أن يكون اتجاهه إلى حل كل مخلفات وذيول الحرب وبالذات الآثار التي خلفتها في نفوس الناس وهي الأهم حتى لايكون مافي النفوس سبباً لتكرار ماحدث فليس من مصلحة أحد أن تتكرر.

وواجبنا جميعاً في السلطة والمعارضة والمفكرين إدراك أن ورقة الدين عندما يتم استغلالها سياسياً في عمليات توازن بين قوى مختلفة تتخذ من الدين أداة للعمل السياسي هذا الاستغلال خطر جداً على الدين والأرض بل وعلى العملية السياسية برمتها.

كذلك أؤكد أننا في اليمن لدينا عدة مذاهب: المذهب الزيدي في الشمال والوسط، والمذهب الشافعي في الجنوب والوسط، وقلة من المذهب الحنفي في الغرب، وقلة إسماعيلية في حراز وبعض إب، وكذلك مئات قليلة من اليهود في الشمال، هذه هي التركيبة السكانية اليمنية من الناحية الدينية وعلى مدى التأريخ لم تشهد هذه المذاهب أو الأديان صراعات دينية على الإطلاق، فلم يشهد التأريخ أي صراع في اليمن على أساس ديني أو مذهبي، بل كانت صراعات سياسية تغلف باسم الدين والمؤرخون يدركون أن الدين منها براء حتى دخلت عناصر جديدة من خارج اليمن وتوجهات دينية جديدة أدت لما نحن فيه اليوم والسلطة لم تحسن التعامل مع ذلك بل في بعض المراحل استخدمتها في عملية توازنات فأدت إلى مانحن فيه اليوم.

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أنيس شمسان (المشاركة 27398)

الأستاذ الفاضل عبد الرحمن الجفري

حفظكم الله

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لا أدري إن كنتُ قد أثقلتُ عليكم بسؤالي، أم أن وقتكم لم يسعفكم، ولكن الأمل لا يزال عندي قائم.

شكراً لك ما تكرمت به من ردود وعلى أمل أن نلقاك على صفحات منتدانا هذا مرة ثانية.

مع التحية والتقدير

أنيس شمسان

- لك اعتذاري أستاذ أنيس.. إن ورود السؤال متأخراً سبب هذا السهو.. ونحن لايثقل علينا سؤال سائل مهما كان فصدورنا مفتوحة، ونوافذنا مشرعة.. وإجابة على سؤالك الهام أقول:عندما تتضح الرؤية للجميع، فأي حزب لديه رؤية واضحة لما يريد لبلاده يمكنه اتخاذ الموقف الأسلم، سواء أن يقف في وجه السلطة إن أساءت أو يقف معها إن أصلحت، لكن عندما تغيب الرؤية يغيب الموقف الصحيح، ويبدو أنها غائبة عند البعض.

نحن لانصنف الأمر بأننا ضد دائماً، وليست مهمة المعارضة أن تكون ضد السلطة وإنما مهمتها أن تقول للسلطة أحسنت إن أحسنت، وتقول قفي هنا إن أساءت وتقدم البدائل، والبدائل هنا برامج ورجالاً.

أرجو أن أكون قد أجبت أخي أنيس.

قيس الجفري 18-09-2007 03:38 AM

سيدي الأستاذ / عبدالرحمن الجفري (قيس الجفري)

أشكرك جزيل الشكر على سعة صدرك وعلى وقتك الثمين الذي ستعطيه لهذا الرواق الذي سيفتح أبواب المعرفة للجميع وبذلك تعم الفائدة إن شاء الله من خلال تبادل الآراء والأفكار والاجتهادات وهذه هي الطريقة الحضارية كما يقرها الإسلام .. وان هذا الحوار بالتأكيد سيكون فيه التوضيح الشافي إن شاء الله تعالى كما يقول المولى عز و جل في كتابه العزيز ( والذين جاهدوا لنهدينهم سبلنا)

الجفري: أعتقد أنني قد استكملت الإجابة على أسئلة أعضاء (حوار).. أحيي الجميع وأتمنى لهم في هذا الشهر الكريم أن يعود علينا وقد تخلصت بلادنا من كل مشاكلها وأزماتها وسارت سيراً فعلياً في طريق الإصلاحات الشاملة على كل المستويات لأننا جميعاً نخشى إن لم نسر في هذه الإصلاحات الشاملة فقد نواجه متاعب لا حصر لها لكنني أتوقع أن تبدأ عملية سير جادة في الطريق المأمول.. تحياتي للجميع وكل عام وأنتم بصحة وسلامة.

المنتدى: في ختام هذا اللقاء لا يسعنا في حوار إلا أن نتقدم بالشكر الغادق بمزن المحبة والتقدير للأستاذ القدير عبدالرحمن الجفري الذي أولى جميع أسئلة الأعضاء والحوار عناية وحرص ، إضافة لما لمسناه من حرص ضيفنا الكريم على إلتزام حوار أمام رواده وزواره بالموعد ، إضافة لذلك كله إعطاء كل سؤال حقه بوضوح وشفافية فله منا جزيل الشكر والتقدير ..كما هو الشكر الجزيل لكل من تفاعل مع الحوار من رواد حوار ..

شهر مبارك .. وكل عام وأنتم بخير

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى