مقتل النائب أنطوان غانم وستة آخرين في انفجار سيارة مفخخة ببيروت

> بيروت «الأيام» وكالات:

>
النائب أنطوان غانم وإلى اليسار جثة في موقع الحادث بينما يحاول مسعفون العثور على أثر نبض فيه
النائب أنطوان غانم وإلى اليسار جثة في موقع الحادث بينما يحاول مسعفون العثور على أثر نبض فيه
قتل سبعة أشخاص على الأقل بينهم نائب مناوئ لسوريا في البرلمان،هو الأحدث في قائمة تضم عددا من أقرانه الساسة المناهضين لدمشق أيضا،أمس الأربعاء جراء انفجار هز شرق بيروت مما أدى لإثارة الفوضى والخـوف.

وأكد مصدر في الشرطة اللبنانية أن أنطوان غانم النائب عن حزب الكتائب المسيحي ، هو النائب الذي قضى نحبه إثر الانفجار.

وقالت نائلة معوض النائب في البرلمان إن غانـم كـان قـد عـاد إلى لبنان قبل يومين فحسب.

وجاء هذا الانفجار في وقت تتواصل فيه الانقسامات في فريق الأكثرية النيابية قبيل الانتخابات الرئاسية التي ستبدأ اعتبارا من الثلاثاء المقبل.

وكانت فترة ولاية الرئيس الحالي أميل لحود قد تم تمديدها في عام 2004 لمدة ثلاثة أعوام في خطوة مدعومة من سوريا.

وفي المستشفى اللبناني-الكندي الذي نقلت إليه جثث القتلى ، تجمع ذوو النائب المغتال وأقاربه وسط حالة من البكاء والنحيب.

وشوهدت أرملة غانم تهرع إلى المستشفى بصحبة عدد من الأقارب ، وكذلك أعضاء بارزون في حزب الكتائب.

وقال شقيق بيار الجميل ، النائب اللبناني الذي اغتيل بدوره العام الماضي ، لدى دخوله المستشفى إن غانم “هو الشهيد الثاني لحزب الكتائب منذ نوفمبر”.

وتصاعدت سحب من الدخان الأسود فوق مكان الانفجار الذي وقع بين منطقتي حرش ثابت وسن الفيل وأدى لاحتراق العديد من السيارات في تلك المنطقة القريبة من مكتب للنائب السابق نسيب لحود الذي رشح نفسه لانتخابات الرئاسة المقبلة في لبنان.

وتحتوي المنطقة أيضا على منزل الرئيس الأسبق أمين الجميل رئيس حزب الكتائب وهو والد بيار الجميل الذي كان يتولى حقيبة الصناعة وقتل في نوفمبر.

وقال متطوع من فرق الصليب الأحمر من موقع الانفجار إن النائب القتيل كان لا يزال على قيد الحياة عندما وصلت فرق الإسعاف إليه ولكنه لفظ أنفاسه الأخيرة لدى نقله في سيارة إسعاف إلى مستشفى قريب.

موقع الانفجار في سن الفيل ببيروت أمس
موقع الانفجار في سن الفيل ببيروت أمس
وأدى الانفجار إلى مقتل اثنين من الحراس الشخصيين لأنطوان غانم.

ومن جانبها صرخت امرأة كانت تقف وسط حشد من المارة حالت الشرطة دون أن يقترب من موقع الانفجار : “ منفذو عملية الاغتيال هم السوريون .إنهم يريدون قتلنا”.

وأضافت المرأة التي رفضت الكشف عن هويتها : “ انظر إلى منزلنا، لقد أصيبت ابنتي وكذلك أنا ولكنني بخير بينما نقلت هي إلى المستشفى” قائلة “لقد كنا في المنزل عندما أحسسنا بزلزال ضرب منطقتنا وسقطت قطع الحجارة المتطايرة فوق رؤوسنا”.

وقال المتطوع في الصليب الأحمر إن 20 شخصا أصيبوا جراء الانفجار ونقلوا إلى المستشفيات القريبة.

وأدى الانفجار القوي أيضا إلى إلحاق أضرار جسيمة بالبنايات القريبة بينما تناثر الزجاج المهشم في الشارع القريب من مكتبة شهيرة في المنطقة.

وفي نيويورك أدان مجلس الامن الدولي الانفجار وفي رد فعل فوري على التفجير، قال السفير الفرنسي في مجلس الامن جان موريس ريبير بصفته رئيسا للمجلس المؤلف من 15 عضوا لهذا الشهر “ان مجلس الامن يدين هذا التفجير الجديد ويعتبره محاولة لزعزعة اسـتقرار لبنـان في هذه الفترة الحرجة للغاية”.

وفي باريس ندد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي “بأشد العبارات” بالاعتداء الذي قتل فيه النائب اللبناني المناهض لسوريا انطوان غانم وثمانية اشخاص آخرين أمس الاربعاء باعتباره “اعتداء استهدافيا جديدا” ضد عضو منتخب في الاغلبية البرلمانية اللبنانية.

وقال ساركوزي في بيان للرئاسة الفرنسية “علمت بحزن وغضب بالاغتيال الفظيع الذي كان ضحيته انطوان غانم النائب في الاغلبية في البرلمان اللبناني ببيروت اضافة الى العديد من الاشخاص الآخرين”.

واضاف “اني اندد بأشد العبارات بهذا الاعتداء الاستهدافي الجديد بعد اغتيال الوزير بيار الجميل في نوفمبر الماضي ومقتل النائب وليد عيدو في يونيو”.

جانب من الجرحى
جانب من الجرحى
وفي لندن أدان وزير الخارجية البريطاني ديفيد مليباند الاعتداء الذي وقع في بيروت مساء أمس الاربعاء وأودى بحياة النائب اللبناني عن كتلة الكتائب انطوان غانم ووصفه بانه “محاولة وحشية لزعزعة لبنان” قبل الانتخابات الرئاسية الوشيكة.

و في اول ردود فعل على اغتيال النائب انطوان غانم أمس الاربعاء اتهم نائبان من الاكثرية المناهضة لدمشق النظام السوري بالوقوف وراء عملية التفجير.

وقال سعد الحريري زعيم هذه الاكثرية التي تمثل قوى 14 اذار “القاتل واحد المجرم واحد (...) لم ار في حياتي نظاما اجبن من نظام بشار الاسد (الرئيس السوري)”.

واضاف في كلمة متلفزة “نقول للجميع اعداء لبنان قتلوا انطوان غانم، اعداء لبنان يريدون تعطيل انتخابات الرئاسة (لن نسمح للمجرمين القتلة بالنيل من لبنان وسننقذ استحقاق الرئاسة”.

وجدد الحريري التأكيد بان المحكمة الدولية التي يعمل مجلس الامن على انشائها لمحاكمة المتهمين باغتيال والده رفيق الحريري والاغتيالات اللاحقة “ستحاسب المجرمين القتلة الذين يريدون تعطيل الرئاسة”.

واكد الحريري ان غانم “كان خارج لبنان منذ آخر عملية اغتيال وذلك بناء على معلومات بان نواب الاكثرية مستهدفون”.

واضاف “عاد غانم كما سواه من النواب لحضور جلسة الثلاثاء”.

ووضع الزعيم الدرزي وليد جنبلاط، احد ابرز قادة الموالاة، الاغتيال “في خانة الرسالة المعهودة للنظام السوري”.

وقال في تعليق تلفزيوني “على مشارف الانتخابات يريدون ضرب الغالبية لتعطيل ارادة الشعب” مؤكدا ان نواب الاكثرية سيشاركون في الجلسة المقررة لانتخاب رئيس جديد للبلاد الثلاثاء المقبل.

واضاف “فوق الجراح والالم سنقوم بواجبنا ولن نرضخ للتهديد”.

وقال النائب انطوان اندراوس الذي ينتمي الى الاكثرية في تعليق تلفزيوني “النظام السوري وعملاؤه في لبنان” وراء الاغتيال داعيا الى انجاز انتخاب رئيس جديد للجمهورية الثلاثاء المقبل “لوقف مسلسل الاغتيالات”.

واضاف اندراوس “على قوى المعارضة (التي يقودها حزب الله حليف دمشق وطهران) ان تأتي الى المجلس النيابي الثلاثاء والا لن يكونوا لبنانيين”.

وقال “من لن ينزل الى الجلسة سيكون خائنا” مؤكدا ان نواب الاكثرية “لن يخافوا وسيأتون الى المجلس الثلاثاء”.

واضاف “على قوى الجيش والقوى الامنية ان تحمينا”.

واتهم نائب الاكثرية الياس عطا الله “ايدي النظام السوري ايدي مافيا القتل وراء الاغتيال وهي الايدي نفسها منذ اغتيال رفيق الحريري” رئيس الحكومة الاسبق الذي اغتيل في فبراير عام 2005.

وقال “عصابة الاجرام تنتخب بالاغتيال وتريد ان تحرمنا من الاكثرية على ابواب الاستحقاق الرئاسي” مضيفا “لن نترك الدولة في يد المجرمين ولنقف جميعا في وجه الاجرام البشع وننقذ الاستحقاق الرئاسي بمشاركتنا جميعا في جلسة الثلاثاء”.

وقال النائب وائل ابو فاعور المقرب من الزعيم الدرزي وليد جنبلاط احد قادة المعارضة “انه النظام السوري.

الخطر مستمر حتى 14 نوفمبر لانهم حتى الايام العشرة الاخيرة من المهلة الدستورية سيحاولون اغتيال المزيد” حتى لا تعود الاكثرية اكثرية.

واضاف “لن نتراجع.

لن نخاف الاكثرية ستبقى اكثرية وهي مصرة على القيام بواجباتها.

من ناحيته اعرب النائب الاكثري المعتدل بطرس حرب الذي اعلن ترشيحه للرئاسة عن “الاشمئزاز” و”الرفض التام لهذه الوسائل التي تستخدم لقمع اللبنانيين الاستقلاليين”.

وبدون ان يسمي سوريا مباشرة اعتبر حرب في اتصال هاتفي اجرته معه وكالة فرانس برس ان اغتيال غانم “لا يمكن فصله عن الاغتيالات في البلد” والتي تتهم الاكثرية دمشق بالضلوع بها.

وقال “الاغتيال لا ينفصل عن الانتخاب الرئاسي ولا عن مبادرة بري” (نبيه رئيس البرلمان) التي اطلقها للوصول الى رئيس توافقي.

واضاف “الهدف القضاء على كل الجهود المبذولة للوصول الى مخرج لأزمة انتخاب رئيس للجمهورية.

اذا كان هدف الرسالة اجبارنا على تغيير مواقفنا ومبادئنا فهم مخطئون.

اعمال كهذه ستجعلنا اكثر تصميما”.

من ناحيته اكد المطران الماروني بولس مطر ان الاغتيالات هدفها الحؤول دون انتخاب رئيس جديد للبلاد.

وقال مطر لوكالة فرانس برس في موقع الانفجار “هذا اجرام كبير.

هذه خربطة للانتخابات والا لماذا يستهدفون النواب”.

وكان جوزف ابو خليل النائب الثاني لرئيس حزب الكتائب قد اكد لوكالة فرنس برس مقتل النائب غانم في انفجار السيارة المفخخة في منطقة سن الفيل.

واكد متحدث باسم الشرطة اللبنانية لوكالة فرانس برس ان تسعة اشخاص على الاقل، بمن فيهم النائب انطوان غانم قتلوا واصيب عشرات بجروح في عملية تفجير السيارة المفخخة في منطقة سن الفيل المسيحية بضاحية بيروت الشرقية.

وباغتيال غانم ينخفض عدد نواب الاكثرية الى 68 نائب من اصل 128.

يذكر بان غانم هو ثاني نائب من حزب الكتائب يتم اغتياله بعد النائب والوزير بيار الجميل الذي اغتيل في 21 نوفمبر عام 2006.

ولم يعد لدى حزب الكتائب اي نائب في البرلمان اذا ان نائبه الثالث نادر سكر انضم الى صفوف المعارضة.

يذكر ان آخر انفجار شهدته بيروت اودى في يونيو الماضي بحياة نائب الاكثرية وليد عيدو.

ويأتي الانفجار قبل اقل من اسبوع على موعد الجلسة الاولى لانتخاب رئيس الجمهورية المقبل.

ودعا رئيس البرلمان نبيه بري، احد قادة المعارضة، الى جلسة لانتخاب رئيس للبلاد الثلاثاء المقبل غداة بدء المهلة الدستورية للاستحقاق الرئاسي التي تنتهي في 24 نوفمبر، موعد انتهاء ولاية الرئيس الحالي اميل لحود، حليف دمشق.

وهددت المعارضة التي يقودها حزب الله بمقاطعة الجلسة وعدم تأمين نصاب الثلثين (86) اذا لم يتم التوصل مع الاكثرية الى اتفاق على اسم الرئيس.

بالمقابل تؤكد الاكثرية بانها ستنتخب قبل انقضاء المهلة الدستورية رئيسا بالاكثرية المطلقة (65 نائبا) التي لا تزال تملكها.

ومع انطوان غانم تكون قوى 14 اذار قد خسرت منذ فبراير عام 2006 ثمانية من شخصياتها.

الدخان الأسود يتصاعد من السيارات المحترقة جراء الانفجار العنيف ويبدو الهلع على المارة في ضاحية سن الفيل ببيروت أمس
الدخان الأسود يتصاعد من السيارات المحترقة جراء الانفجار العنيف ويبدو الهلع على المارة في ضاحية سن الفيل ببيروت أمس
> النائب انطوان غانم في سطور:

يتحدر النائب انطوان غانم من الغالبية البرلمانية المناهضة لسوريا الذي اغتيل أمس الاربعاء من بيئة متواضعة وكان محاميا وفي صفوف حزب الكتائب المسيحي.

عند اغتياله كان في الرابعة والستين من عمره.

وهو ثاني نائب من حزب الكتائب يتم اغتياله خلال عشرة اشهر بعد النائب والوزير بيار الجميل نجل الرئيس السابق امين الجميل وحفيد مؤسس الحزب، الذي اغتيل في نوفمبر العام الماضي.

انخرط غانم وهو ماروني في صفوف الحزب منذ شبابه.

وانتخب للمرة الاولى عام 2000 عن قضاء عاليه-بعبدا (جنوب-شرق بيروت) على لائحة الزعيم الدرزي وليد جنبلاط.

اعيد انتخابه عام 2005 واصبح عضوا في كتلة اللقاء الديموقراطي التي يتزعمها جنبلاط وتضم نوابا من كل الطوائف.

ولد غانم في منطقة عين الرمانة المسيحية الشعبية في ضواحي بيروت الشرقية ويتحدر من بيئة متواضعة.

وهو مجاز في الحقوق من لبنان وفرنسا وعمل لسنوات استاذا محاضرا في الجامعة اللبنانية.

وعضو ايضا في المجلس السياسي لحزب الكتائب.

وصفه زعيم الاكثرية النيابية سعد الحريري بانه “محترم لطيف خلوق”.

ويقول احد زملائه لوكالة فرانس برس “كان رجلا فقيرا امضى سنوات عمره وهو يقتني سيارة قديمة لم يتخل عنها سوى العام الماضي حين استبدلها بسيارة افضل انما مستعملة”.

ويروي النائب انطوان اندراوس ان غانم كان يشعر بانه مهدد.

ويقول “سألني اين بإمكانه شراء سيارة مصفحة.

ولم يكن يحيط نفسه بإجراءات حماية مشددة”.

وكان انطوان غانم ابا لاربعة اولاد: ثلاثة فتيان وصبي.

شارك في التغطية ربى كبارة

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى