مسرحية الحياة مستمرة

> صالح علي السباعي:

> نقل عن الفيلسوف الألماني (كانت) أنه قال:«إن مسرحية الحياة مستمرة، لم تكتمل بعد، ولابد من مشهد آخر، لأننا نرى هنا ظالماً ومظلوماً ولم نجد الإنصاف، وغالباً ومغلوباً ولم نجد الانتقام، فلابد إذن من عالم آخر يتم فيه العدل».

هذا اعتراف كامل من ذلك الرجل الذي يظن البعض أنه يحمل في رأسه معتقدات غير التي نؤمن بها وننادي بها في بلداننا العربية والإسلامية، التي يكثر فيها الحديث عن العدل والمساواة، بينما على أرض الواقع يحصل شيء آخر، حيث هناك من يحق له أن يتقدم الصفوف ويحصل على كل شيء وآخر لايحق له ذلك، وهذا دليل على أن ميزان العدل قد اختل ولابد من إصلاحه أو البحث عن ميزان آخر يحقق العدل والمساواة لكل الناس.

إن ما نمر به من مآسٍ في عالم اليوم ليس من الله وإنما من فعل بعضنا ممن يتولون مسئولية العباد، حيث مارس بعض هؤلاء الظلم جهاراً نهاراً، وداس القوي منهم الضعيف دون رحمة ودون خوف من الخالق الكبير، وانقض بعضهم على أخيه ليزهق روحه دون ذنب بل لمجرد اختلافه معه في الرأي، وهذا دليل على أن البعض قد أغوته عقدة التسلط الزائلة حتى نسي نفسه وتناسى مقابلة الجبار في اليوم الآخر.

لم يعد خافياً على أحد ما سببه اختلال ميزان (العدل) حيث زادت المطالب والمظالم، التي قفز البعض من فوقها وتنكر لها، مع أن هذه المطالب لم تتعد العيش الكريم قبل أن يذهب الإنسان إلى العالم الآخر الذي فيه العدل، وفيه يجازى المظلوم ويحاسب الظالم، وما أكثر الظَّلَمة في واقعنا ممن يقرعون طبول الحروب باسم الوطن والمصلحة الوطنية بينما هم في الواقع ليسوا سوى أصحاب مصالح ممثلين بارعين يؤدون دورهم بمقابل في مسرحية تراجيدية اعتدنا دوماً أن نرى فيها السياسي يكسب على حساب مواطن ضحية.

ومثل هؤلاء الساسة يستطيعون إنكار كل أفعالهم في عالمنا والقفز على كل شيء إلا قبورهم التي تبقى باستمرار أمامهم لايستطيعون القفز عليها، وهي بانتظارهم في يوم تكتمل فيه المسرحية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى