قصة أسطورة مكسيكية تسمى «رفائيل ماركيز»

> «الأيام الرياضي» متابعات:

> اليوم سنتكلم عن لاعب هو الوحيد من بلاده مَن كان له شرف ارتداء قميص «البلوغرانا»، وكان للفريق شرف استقباله ليصبح واحد من أساطيره على مر تاريخه المرصع بالذهب.. أسطورتنا اليوم رفائيل ماركيز..!!

أولى خطوات الأسطورة في الحياة

في يوم 13 فبرار 1979، خرج إلى الدنيا بمدينة «زامورا» للسيد والسيدة «ماركيز» مولود، سمي بـ«رفائيل»، ولكن الأغلب أن الوالدان لم يدركان بأن من كان في أحشاء الأم ورأت عيناه النور في ذلك اليوم، سيكون أسطورة من أساطير كتلونيا وسيتغنى باسمه أبناؤها كثيرا. حاله حال أغلب سكان أمريكا، عرف رفائيل بحبه لكرة القدم ولكن لاشك ان مسؤولو «Atlas de Guadalajar» رأوا فيه شيئا يميزه عن الآخرين، دفعهم للتعاقد معه بسن 13 ربيعا، ليدرج بعدها ضمن فرق الشباب الموافقة لسنه. سنة 1997، خرج للعلن خبر أثار الانتباه كثيرا، فهاهو فريق «Atlas de Guadalajar» يعلن عن تصعيد لاعبه الشاب ماركيز إلى الفريق الأول، بسن لا يتعدى 17 سنة، ولكن لأنه أسطورة، تمكن رفائيل من اخراس كل الأفواه بمستواه الذي جعله النجم الأوحد في الدوري المكسيكي، متفوقا على من يكبرونه بسنوات وسنوات.

بداية المسيرة الاحترافية.. في بلاد الرومنسية

كما أسلفت الذكر، فإن أسطورتنا، أصبح النجم الأوحد في دوري بلاده، مما دفع بمدرب المنتخب المكسيكي، إلى استدعائه من أجل لعب «كوبا أمريكا» 1999.. بعد أن انتهت البطولة بفوز «البرازيل» باللقب، التف الاعلام حول «ريفالدو» و«رونالدو» وباقي النجوم العالمية، إلا أن عين مكتشف مواهب كان في الكوبا، لم تعجب إلا بأداء الشاب في ذلك الحين، رفائيل لينصح الفريق الذي يعمل لصالحه بالتعاقد معه، وهذا ما تم بالفعل، فبمبلغ يقدر بـ«4» ملايين دولار، حط رفائيل رحاله بدولة الرومنسية «فرنسا» وتحديدا في مدينتها «موناكو» ليلعب في فريقها الأول.

إلى «موناكو» وصل.. ليخطف الأنظار من الكل.. إذا اعتبرنا سنة 1979 سنة ميلاد ميلاد رفائيل كانسان، فإن سنة 1999 هي سنة ميلاده كمحترف. حط اللاعب رحاله بـ«موناكو» وكانت أول مشاركة له مع الفريق في نفس السنة عندما استقبل «موناكو»فريق «باستيا»، ليكون ماركيز كوجه سعد حيث فاز فريقه على الضيف بنتيجة عريضة قوامها 4-0. لم يستغرق جلوس رفائيل على دكة البدلاء طويلا، فسرعان ما أصبح رئيسيا في تشكيلة الفريق حينئذ رغم وجود نجوم عالميين يزاحمونه على مكانه دون جدوى لأنه ببساطة (أسطورة).

ومما لاشك فيه أن تواجد أي لاعب بدوري أوروبي قوي نسبيا كالدوري الفرنسي واحتكاكه بالنجوم الموجودون فيه يمنحه الخبرة، وهذا ما حدث في حالة لاعبنا، فبرفقة «تريزيغيه، جيولي، بارتيز، مارسيلو..» تمكن رفائيل من اكتساب خبرة عالمية، جعلته برفقة زملائه، فريق أحلام أبناء مدينة «موناكو» وهذا الفريق لم يخيب الآمال، فزملاء ماركيز تمكنوا من تحقيق عدة بطولات، وكانت بطولة الدوري الفرنسي لموسم 2003 آخر ما حققه «الأسطورة» بالقميص الأبيض والأحمر فحينها أصبح واضحا للجميع أن «ماركيز» هو أفضل لاعب مدافع في الدوري الفرنسي في آخر المواسم لترتفع أسهمه في السوق كثيرا فأصبح المطلب الأول لعدة أندية من بينها (يوفنتوس، فريقي ميلانو، ريال مدريد..).

على خطى الأساطير.. رفائيل إلى «كتلونيا» يطير

ماذا يمكنني أن أقول عن يوم توقيع ماركيز لـ«برشلونة»، غير أنه يوم عظيم؟! فبعد «مونديال» 2002 تهاتفت الأندية على اللاعب، إلا أنه اختار «برشلونة»، رغم ان الفريق في ذلك الوقت كان يعاني عدة مشاكل، فما بين تغيير المدرب والادارة بأكملها، وتأرجح الفريق في المراكز السفلى، لم يتوقع الكثيرون انتقال اللاعب للنادي الكتلوني، إلا أنه اختار طريق الأساطير، طريق المتعة الكروية، طريق أرض «كتلونيا» الحرة. في صيف 2003، أعلن الخبر السعيد، فها هو ماركيز وبمبلغ يقدر بـ«25 مليون يورو»، يحمل قميص «البلوغرانا» وبجانبه الرئيس الذي وعد بالكثير وكان رفائيل أول تحقيق للوعود الذي قطعها قبل نجاحه في انتخابات الفريق خلفا لسيئ الذكر «فان غال».

عذرا، الظروف الصعبة تؤثر على بعض اللاعبين.. ولكن أسطورتنا ليس مجرد لاعب.. كما قلنا، الفريق كان يعاني من عدة ظروف صعبة، أهمها تغيير المدرب والادارة والعديد من اللاعبين، كانت هناك أيضا ظروف صعبة بالنسبة لـ«ماركيز» فقد عانى من عدم اعتماد «ريكارد» عليه في العديد من المناسبات مفضلا عليه اللاعبين القدماء في النادي. ورغم أن بدايته في الدوري الاسباني مع الفريق الكتلوني كانت في يوم 3 سبتمبر 2003، في مباراة برشلونة 1-1 اشبيلية. ولكن فرحة اللعب مع «برشلونة» لأول مرة لم تكتمل تماما، فماركيز لم يلعب ذلك الموسم إلا 21 مباراة.

ويعتبر هذا عددا سيئا بالنسبة للاعب مميز مثله، فتوقع البعض أن يغادر أسوار «الكامب نو» لفريق يلعب فيه بشكل أكبر، ولكنه كان أذكى من مثل هذا التفكير، فقد أدرك أن بقاءه في «كتلونيا» سيجعله من النجوم العالميين وفرصته سيحصل عليها كاملة، جعلته يكمل في الفريق لموسم آخر..!!

بعد زمن صعب..الفريق يعلن الحرب.. وأول الغيث قطرة!

ما بال كل فرق الليغا وأوروبا ترتعد؟! هذا كان السؤال المطروح بعد موسم 2004-2005، فالأسد اخيرا زأر وبرهن على أن الكبير يمرض ويموت، بعد مواسم جفاف، افتقد العالم خلالها المعنى الحقيقي لكرة القدم، تأرجح خلالها الفريق الكتلوني بين أسوأ المراكز، أتى وقت رد الدين ووقت الانتقام ممَن ظن أن «برشلونة» انتهى.. هذا الموسم، كان من أفضل مواسم ماركيز، استطاع خلاله ضمان مكان أساسي له في الفريق، بل أنه كان يصارع وينافس نفسه بنفسه، فابن الأزتيك استطاع أن يصبح واحدا من أفضل «جوكرات» برشلونة حيث أظهر أنه يصلح لمركزين وهما : لاعب ارتكاز وقلب دفاع، وتمكن بجانب العديد من النجوم العالميين على رأسهم «بويول، رونالدينهو، ديكو، ايتو، جيولي..» من تحقيق لقب الليغا الاسبانية للمرة الأولى منذ سنوات وللمرة 17 في تاريخ الفريق، وليس هذا ما أفزع فرق أوروبا فحسب، بل أيضا المستوى الخيالي الذي قدمه الفريق في كلا البطولتين «الليغا ودوري الأبطال الذي خرج منها بمحض صدفة وحظ بعد غياب «ماركيز» الذي أثر كثيرا على الفريق وجعله يخسر من تشيلسي 4-2» وأصبح الكل ينتظر أداء الفريق، في موسم 2005-2006.. وياله من موسم!!

فعلها الرجال.. وحققوا ثنائية.. هزت قلوب الجماهير الكتلونية

كما سبق أن قلت، لم يكن موسم 2004-2005 إلا تحذيرا لكل فرق أوروبا بشفاء الأسد من مرضه، ولسان حال نجوم الفريق وهم يحملون كأس الليغا كأنهم يقولون : نريد أكثر وسنحقق ما نريده فنحن «البلوغرانا» وفعلا كان النجوم عند الموعد، وعلى رأسهم رفائيل، بدأ الفريق الموسم بتحقيق كأس السوبر الاسباني، ولكن لم يكن هذا الكأس كافيا للأسطورة المكسيكية ورفاقه، فضربوا بقوة في الليغا والعين على الكأس ذات الأذنين الكبيرتين، وفي النهاية تمكن الفريق من جمع البطولتين معا منهيا الموسم بثلاث بطولات، لينتهي بذلك أفضل موسم مر على ماركيز حقق فيه ما يطمح له أي لاعب، فقد أصبح أساسيا في تشكيلة المدرب «ريكارد»، وحقق الليغا ودوري الأبطال مع العلم أنه الوحيد من بلاده على مر تاريخها الكروي الذي حقق هذه البطولة الأعظم في القارة العجوز.

موسم للنسيان.. والوعد بالرجوع إلى عز أيام زمان

لم يكن موسم 2006-2007 هو الأفضل لا بالنسبة للمشجعين ولا بالنسبة لكل لاعبي «برشلونة» وعلى رأسهم «ماركيز»، فمع قدوم «زامبروتا» و«تورام»، الضغط الاعلامي الكبير على اللاعبين ورغبة الكل برؤية ست بطولات في موسم واحد، اصابة ضلعي المثلث الهجومي المرعب «ايتو وميسي» كلها كانت عوامل أثرت سلبا على مستوى ماركيز وباقي اللاعبين أدت إلى خروج الفريق بخفي حنين «السوبر الاسباني» الذي حققها على حساب «اسبانيول» في أول الموسم، كما عانى رفائيل اصابات أدت إلى تراجع مستواه.. ولكن حاله حال باقي اللاعبين في الفريق، استعد ماركيز جيدا لاستعادة مستواه السابق، واعادة الفريق لمكانته الحقيقية على رأس الفرق الأوروبية، وقد ظهرت بشائر الخير في مستوى ماركيز في الكوبا أمريكا حيث كان من أفضل مدافعي البطولة إن لم يكن أفضلهم، وقاد بلاده «التي هي أصلا مجرد ضيف على البطولة» إلى المركز الثالث بمستوى مشرف.

الأسطورة.. ابداع كتلوني ودولي

منذ أول مشاركة له دوليا، يوم 5 فبراير 1997، ضد المنتخب الاكوادوري، أصبح ماركيز قطعة أساسية في تشكيلة المنتخب المكسيكي، إلى أن أصبح قائدا له، وكانت مشاركاته متعددة مع المنتخب المكسيكي أهمها : كأس الكونفيديرياليات، كوبا أمريكا (لسنوات 1999، 2001، 2004 و 2007) الكأس الذهبية «الكونكاف» سنوات 2003، و2007، كأس العالم (سنة 2002 و2007). وتعتبر مشاركته الأخيرة في كأس العالم، وخاصة مباراة «المكسيك» أمام «الأرجنتين» من أفضل مباريات ماركيز الدولية حيث تكسرات عنده أعتى هجمات نجوم الأرجنتين (ولا داعي للتذكير باسمائهم فـ«ميسي» و«ريكيلمي» و«تيفيز» لا يحتاجون لتعريف)، بالاضافة إلى أنه سجل هدفا لمنتخب بلاده بعد متابعة لرأسية لاعب مكسيكي آخر..!!

إنجازات تاريخية.. للأسطورة

المكسيكية

الدوري الاسبانية (مرتين): 2005، 2006.

دوري أبطال أوروبا (مرة واحدة مع العلم انه المكسيكي الوحيد الذي حقق هذه البطولة):2006.

السوبر الاسباني (مرتين): 2005-2006.

وصيف بطل الدوري بفارق الأهداف فقط (مرة) : 2007.

الانجازات مع موناكو:

الدوري الفرنسي (مرة) : 2000.

كأس السوبر الفرنسي (مرة) : 2000.

كأس فرنسا (مرة) : 2003.

الانجازات الدولية:

كأس الكونفيديرياليات (مرة) : 1999.

الكأس الذهبية «الكونكاكاف» (مرة): 2003.

بطاقة تعريف رفائيل

الاسم الكامل : رافاييل ماركيز.

تاريخ الميلاد : 13 فبراير 1979.

الطـــــــــــول : 1.82م.

الــــمــــركـــز : قلب دفاع - ارتكاز دفاعي.

النادي الحالي : برشلونة الكتلوني.

الرقــــــــــــــم : 4.

الأندية التي لعب لها : من موسم 96 إلى 99: سي اف أطلس.. من موسم 1999 إلى 2003 موناكو.. ومن 2003 إلى يومنا هذا ببرشلونة.

الجنسية : اسبانية - مكسيكية.

المنتخب : المكسيكي (مع العلم أن «رفائيل» هو كابتن منتخب بلاده).

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى