أوضاع الناس والخيانة العظمى

> برهان عبدالله مانع:

> قال تعالى: ?{?وآية لهم الأرض الميتة أحييناها وأخرجنا منها حباً فمنه يأكلون. وجعلنا فيها جنات من نخيل وأعناب وفجرنا فيها من العيون. ليأكلوا من ثمره وما عملته أيديهم أفلا يشكرون?}? (سورة يس).

مرت علينا العشر الأولى والثانية من رمضان وهلت أيام الرحمة والمغفرة، والقادمة هي أيام العتق من النار، ولكن انتهى الزمن الجميل من هذا الشهر عندما كانت تغمر القلوب بالفرحة وتنير نورا على نور، كان زمنا جميلا فيه التسابق من أجل عمل الخير للمحتاجين والفقراء والمساكين.. نعم كان زمنا جميلا.

أما اليوم في رمضان فنتحدث عن ارتفاع سعر القمح وغياب وحضور (دبة الغاز) ومغازلة ومشاهدة الكيلو الطماط أبو300 ريال من بعيد.. والحاضر اليوم لهث الفقراء وراء الجمعيات الخيرية وطرق أبواب الأحزاب من أجل قطمة السكر والتمر وثياب العيد، والوقوف طوابير أمام أبواب كبار التجار من أجل حق الله، والجميع في سباق ماراثوني حزين مهين من أجل تكملة الشهر الكريم واستقبال عيد الله.

وأصبحنا في ضنك وقاع (التنك) بكل أسف وحسرة، والإخوة في الحزب الحاكم وأحزاب اللقاء المشترك في مد وجزر وصراع من أجل تلفيق التهم وجعل الشماعة (ماما نونه) أي الوحدة اليمنية، التي سميتها ماما نونه، وفي الجهة الأخرى الشعب يبحث عن الرغيف وليس قطعة البسكويت وخرج الشعب في مظاهرات سلمية ضد ارتفاع الأسعار ونهب الأراضي وبيع الوظائف وقضية المتقاعدين وغيرها من القضايا التي تبحث عن المساواة في الحقوق والمواطنة، حيث لم يمثل الخروج إلى الشارع المعارضة في البداية لأن المعارضة هشة وهزيلة، وإنما خرج الفقراء الذين هم صناع (ماما نونه) الحقيقيون يطلبون العدل والحق، والجميع يعرف الحقيقة أن الشعب يطيع ولي الأمر ويطلب من صاحب الفخامة ذي العقل والحكمة وسعة الصدر الرحب تغيير هؤلاء الفاسدين الحاقدين الذين يتشدقون باسم (ماما نونه) وبكل أسف عند الخروج بطريقة سلمية ديمقراطية بحق التعبير أطلق على الخارجين تهمة (الخيانة العظمى) والجميع شاهد أقلام الصحافة الحرة عندما تم بحقهم الضرب، الخطف، والزج في السجون وأصبح هؤلاء في غمضة عين لا يبحثون عن الحق والديمقراطية والمساواة، بل أعداء يهددون (ماما نونه) اليمنية.

وأكثر ما يثير الاستياء زيادة المتملقين والمزايدين والطبالين ومن يبحث عن منصب ومن يحلم بعد عزله الرجوع مرة ثانية لنهب الشعب، وهؤلاء سموا أنفسهم حماة الوحدة اليمنية، والمؤسف من حماة الوحدة عدم الاحترام والإحساس بالفقراء بل وعدم احترام شهر رمضان بل شاهدنا كتابات وعناوين رنانة طنانة: عنوان يجعل (ماما نونه) لهم الأم ونحن الخالة والعمة، وعنوان ثان كبير (المخطط أكبر يا معارضة) ولكن المحزن والحقيقة أن المخطط طبق (بالجوع والفقر والحرمان) وكفى كذب، الشعب أصبح واعيا من كثرة المعاناة ولا يهتز بأكاذيب حزب السلطة أو أحلام وردية زائفة من المعارضة.. باختصار شديد يا أصحاب (ماما نونه)، الشعب صاحب الخيانة العظمى يبحث وينادي ويطالب بـ (الهمممم والأمان والنظام) أما عن الأفكار القديمة فلن تلعب مرة ثانية في الملعب حتى لو تم تسليح الشارع من قبلكم لسبب بسيط جدا هو أن الشعب هو حامي (ماما نونه) ومع ولي الأمر، والرجال الحقيقيون سوف يساعدون صاحب الفخامة على تغييركم أنتم يا خفافيش (ماما نونه) لأن فسادكم تحت مسماه (حماة الوحدة) قد زاد على الأرض والعباد ومصالحكم في أكل الأخضر واليابس والتآمر على منابر الحرية، والدليل السعي في إغلاق جريدة الحرية «الأيام» .

ولكن الشماعة تشققت وتآكلت ورضع (ماما نونه) كفى، لأن الحليب جف ولن تدر مرة أخرى الألبان يا حماة الوحدة، والبسط والنهب وخراب البلاد لن يتحقق لأن أولاد (ماما نونه) الحقيقيين أقوياء وأوفياء لهذه الزكية ونختم بقوله تعالى ?{?اليوم نختم على أفواههم وتكلمنا أيديهم وتشهد أرجلهم بما كانوا يكسبون. ولو نشاء لطمسنا على أعينهم فاستبقوا الصراط فأنى يبصرون?}? (سورة يس).

والله من وراء القصد.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى