المانيا الاتحادية (الفيدرالية) وفاق.. عدل.. حرية

> م. حيدرة عبدالحق بن رباح:

> جمهورية ألمانيا الاتحادية (Bundesrepublik Deutschland-BRD), جمهورية اتحادية ديموقراطية، عضو في الاتحاد الأوروبي. العاصمة ومقر السلطة في برلين. النظام السياسي اتحادي، ويتخذ شكلا برلمانيا ديموقراطيا. تنقسم ألمانيا إلى ستة عشر إقليما اتحاديا فيدرالياً, يتمتع كل منها بسيادته الخاصة, ولها رئيس يدعو إلى الانتخابات أو حل البرلمان الاتحادي, ليس له أي صلاحيات في شؤون الحكم الذي هو من اختصاص حكومة اتحادية تتكون من المستشار والوزراء تقوم بالمهام الاتحادية في العلاقات الخارجية والدفاع والقضايا السيادية لألمانيا الاتحادية وتطبيق القوانين الاتحادية, ولها برلمان اتحادي منتخب ومجلس اتحادي تمثيلي منتخب للأقاليم (مجلس الشيوخ).

بعد هزيمة ألمانيا في الحرب العالمية الثانية عام 1945م اتفقت القوى المنتصرة (بريطانيا وأمريكا وفرنسا والاتحاد السوفيتي) على تقسيم ألمانيا إلى ثلاث مناطق نفوذ هي: ألمانيا الشرقية وألمانيا الغربية وبرلين الغربية، وفي 23 مايو 1949م تم تأسيس ألمانيا الاتحادية في غرب ألمانيا , فيما أسس السوفيت دولة ألمانيا الديمقراطية في شرق ألمانيا , واستمر تقسيم ألمانيا 45 عاما, حيث تم إعادة وحدتها القريبة العهد , بطريقة سلمية في 3 أكتوبر 1990م بعد انهيار المعسكر الاشتراكي وسقوط جدار برلين. لم تتم الوحدة بطريقة جبرية أو بقرارات فردية بل تمت عبر آلية دستورية وقانونية توحد فيها شعب ألمانيا الشرقية مع المانيا الغربية بإرادته الحرة, حيث تم اسقاط الحزب الاشتراكي الألماني الحاكم الشمولي في المانيا الشرقية بسقوط جدار برلين, وتسلّم السلطة الحزب الديمقراطي المسيحي المعارض في ألمانيا الشرقية الذي اعد لاستفتاء عام حر ونزيه لشعب ألمانيا الشرقية حول خيار الوحدة, وكانت الأغلبية الساحقة مع الوحدة الطوعية على أساس توافقي وفيدرالي عادل بين شرق وغرب ألمانيا حافظت فيه أقاليم ألمانيا الشرقية الفيدرالية على خصوصياتها وسيادتها الخاصة على أقاليمها وحفظت دولت ألمانيا الاتحادية الأرض والمؤسسات والحقوق لسكان ألمانيا الشرقية في أرضهم, بل وخصصت ألمانيا الاتحادية مئات المليارات من الدولارات لتطوير أقاليم ألمانيا الشرقية وجعلها ندية مع الأقاليم الغربية وتتمتع بكل الحقوق, وتطور مستوى شعب ألمانيا الشرقية المعيشي والاجتماعي في ظل ألمانيا الاتحادية الموحدة اتحاداً فيدراليا طوعياً, وانعكس ذلك على قوة ومكانة وتطور ألمانيا ككل في أوربا وفي العالم, وأصبحت دولة ألمانيا الاتحادية اليوم قوة دولية كبيرة تؤثر في أحداث العالم في الحرب والسلام, بل وأصبحت لها مكانة دولية هامة واستثنائية في العالم, فأصبح وضعها بعد دول الفيتو أعضاء مجلس الأمن الدائمين , ولا يتخذ مجلس الأمن أي قرار دون أن يكون لألمانيا رأي أو مشاورة أو دور فيه مباشر أو غير مباشر, بل أصبحت ألمانيا وكأنها عضو مجلس امن غير متوج ومن المتوقع أن تصبح ألمانيا مستقبلاً العضو الدائم السادس في مجلس الأمن الدولي نتيجة لموقعها وحجمها وثقلها الاقتصادي والعلمي ومكانتها الدولية وسعيها لتحقيق ذلك.

إن ألمانيا الاتحادية تطبق شعارها الرسمي المكتوب (وفاق عدل حرية) على الواقع , فزادها ذلك قوة ورخاء واقتصادا قويا ومكانة كبيرة في أوربا والعالم, فنظامها الفيدرالي السليم ضمن الخير والعدل والحرية للجميع, ولم تطغ اي مجموعة أو اقليم على مجموعة أو اقليم آخر. إن الفيدرالية السليمة الكاملة كانت هي الضمان الأساسي للوحدة الطوعية السلمية وللتطور السلمي لتلك الدولة الألمانية الصناعية المتطورة, دولة السلام والتنمية والحرية والديمقراطية بعد أن نبذت الحكم العسكري والمركزية والتفرد بالسلطة مستفيدة من تجاربها التاريخية. المانيا اليوم ليست المانيا بسمارك, ولا المانيا هتلر , ولا المانيا الحربين العالميتين, انها المانيا الاتحاد الطوعي الجديدة, المانيا الديمقراطية والتعايش والسلام والمساواة وحقوق الانسان والازدهار. والتفاصيل التالية توضح مزايا وجود أي نظام فيدرالي مبني على الوفاق والعدل والحرية والمواطنة المتساوية والرخاء للجميع:يبلغ عدد سكان ألمانيا الاتحادية 82.6 مليون نسمة حسب إحصاء 2002م، ويبلغ معدل حياة الفرد فيها 77 عاما، ومعدل دخل الفرد في ألمانيا 22670 دولارا حسب إحصاء 2003م، أما مساحة ألمانيا الاتحـــــادية فتبلغ 357.022 كم². تأسست ألمانيا الاتحادية في 23 مايو 1949م وتوحدت مع ألمانيا الديمقراطية الشرقية اتحاداً فيدرالياً طوعياً وسلمياً في 3 أكتوبر 1990م. تتكون ألمانيا من 16 إقليما فيدراليا اتحاديا، كل اقليم فيدرالي له سيادته الخاصة وعاصمته وعلمه الخاص به وهي:

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى