وتلك الأيــام ..صناعة التمترس

> محمد عبدالله الموس:

> ربما لم يستغرب كثير منا حين علمنا بما تعرض له الشخصية الدبلوماسية والاجتماعية المعروفة حسين الفقير من اقتياد إلى شرطة الشيخ عثمان لمجرد أنه وجد في الشيخ عثمان في حين أنه من سكان خورمكسر وكان وجوده في محطة الحافلات في طريقه إلى محمل سكنه ذلك لأن وجوده هذا تصادف مع دعوة للاعتصام وجهتها جمعيات مطحوني الجنوب، وكأننا في حالة منع تجول غير معلنة أو حالة طوارئ يستطيع فيها أي عسكري حجز أي مواطن دون المرور بالقنوات القانونية، فأجهزة حماية القانون في العالم الثالث لا تجيد إلا إحصاء حركات وكلمات وحتى أنفاس مواطنيها لتتحول إلى تقديس وحماية شيء آخر قد لا يمت للوطن بصلة ولا للأمن والسلام الاجتماعي.

الأجهزة المختصة في بلادنا، مثلاً، لم تعلن القبض على خاطفي الزميل أحمد عمر بن فريد أو عبدالكريم الخيواني وقبلهما جمال عامر ولم نسمع عن اختراق تحقق في توقيف ناهب أو غشاش أو متلاعب في حاجات الناس لكننا نسمع كل يوم، تقريباً، عن مواطن انتهكت مواطنته بالسحل والضرب أو معتصمين قتلوا أو أصيبوا أو سجنوا، فللأسف إن كثيراً من عناصر هذه الأجهزة يعتمد على (النخيط والعنفطة) أكثر من اعتمادهم على إعمال العقل والحكمة ومراعاة ضرورة احترام حقوق المواطنين.

خلال الشهر المنصرم كنت أحد المتحدثين في ندوة كان ضيفها الأستاذ عبدالله قيران مدير أمن عدن وهو رجل جدير بالاحترام لكنه مسؤول عن تجاوزات جهازه، وقلنا يومها عن ضرورة وضع خطة لإعادة الثقة بين المواطن ورجل الأمن فهذه الثقة اهتزت كثيراً وأصبح رجل الأمن مصدراً للقلق بدلاً من أن يكون مبعثاً للطمأنينة في مكان وجوده، أصحبنا معه نعيش قول الشاعر الزبيري:

العسكري بليد للأذى فطن

كأن إبليس للطغيان رباه

من خلال ما نراه يحدث لمعتصمين عزل ومواطنين أصبح وجودهم بعيداً عن بيوتهم مصدر شبهة.

قال أحد الشيوخ (سناً) لرجل أمن في ساحة الحرية بخورمكسر «لم نعهد هذا التقطيع لأوصال عدن بالعساكر والكتل الخرسانية حتى أيام الاستعمار البريطاني والرصاص يلعلع في كل حي فكيف والحال مجرد اعتصامات سلمية لمواطنين عزل».

احذروا أيها السادة، لا تصنعوا من رجل الأمن والمواطن أعداء في وجه بعض، فثقافة الاستعداء تصنع الخوف وكل خائف لا يملك القدرة السليمة على التفكير وبالتالي لا نتوقع ردات الفعل، فاحذروا حالة التمترس والتمترس المضاد بين المواطن ورجل الأمن بين معتصمين وأجهزة فأمر كهذا لا يؤسس لاندماج اجتماعي ولا يؤسس لاستقرار بقدر ما يصنع شروخاً يصعب لأمها.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى