اكتشاف شوقية جديد لأمير الشعراء

> «الأيام» عبدالناصر النخعي:

> كتاب الشوقيات هو الديوان الذي يحمل بين دفتيه نتاج شاعر الكلاسيكية العربية، أعني بذلك امير الشعراء احمد شوقي، والشوقيات كتاب مطبوع نشرته الشركة المصرية العالمية للنشر، وبوبه وضبطه وعلق عليه الدكتور علي عبدالحميد، ويعد مرجعا علميا للدارسين وطلاب العلم في الجامعات والمعاهد بوصفه مشتملا على جميع ما قاله أحمد شوقي من قصيد.

غير أن دراسة حديثة وبحثا جديدا يؤكدان أن هناك قصيدة مجهولة ومغمورة قد قالها شوقي ولم تضم إلى الشوقيات.

ذكر ذلك الدكتور جابر عصفور، مؤكدا أن المؤرخ الكبير يونان لبيب رزق قد كشف عن قصيدة رائية قالها شوقي في المؤتمر الذي لم يتكرر له مثيل في الوطن العربي إلى يومنا هذا ألا وهو مؤتمر الموسيقى العربية، الذي أقامه نادي الموسيقى الشرقي في الثالث من أبريل سنة 1932م.

وقد نشرت هذه القصيدة في جريدة «الأهرام» المصرية في عددها الصادر في اليوم الثاني من حفل ختام المؤتمر الذي صادف يوم الرابع من ابريل 1932م.

ودوّنت هذه الشوقية في المجلد التذكاري الذي صدر عن المؤتمر، إذ دوّن المرحوم محمود الحفني في هذا المجلد جميع القصائد التي قيلت في حفل الختام.

غير أن كثيرا من الباحثين والمهتمين بقضايا الأدب العربي الحديث لم يتنبهوا إلى هذه الشوقية، ومن ثم لم تضم هذه القصيدة إلى الشوقيات.

والجدير بالذكر أن هذه القصيدة التي ألقاها الامير في المؤتمر، والتي بلغ عدد أبياتها 59 بيتا قد بدأها شوقي كعادته في محاكاة القديم وإحيائه، إذ نرى فيها معارضة واضحة لما قاله البحتري سابقا:

أتاك الربيع الطلق يختال ضاحكا

من الحسن حتى كاد أن يتكلما

ونرى شوقياً يقول في رائيته:

نزل المناهل والربا آذار

يحدو ربيع ركابه النوّار

يختال في وشي الرياض وطيبها

وتزفّه الربوات والأنهار

ولكن يبقى السؤال الذي يطرح نفسه على طاولة البحث والدراسة ألا وهو: لماذا خفيت هذه القصيدة على الدارسين والمتخصصين طوال هذه الفترة؟ وقد علق الدكتور جابر عصفور على هذا الإشكال قائلا: «أغلب الظن أن شوقيا كان قد أخذ يدخل في دوامات المرض( تصلب الشرايين) الذي ألزمه الفراش لأربعة أشهر نهض بعدها رجلا غير الرجل، لا يقرأ إلا في التصوف والفلسفة الإسلامية، ولا يقرض الشعر إلا إذا غلبه شيطانه، فيقاوم مرضه بالإبداع».

ويضيف عصفور قائلا إن شوقيا «ظل كذلك إلى سنة 1932م، حيث كتب الشوقية المجهولة في أواخر شهر مارس أو مطالع ابريل، وكان ذلك قبل ستة أشهر من وفاته على وجه التقريب، فهذه الشوقية إحدى ابداعات النهاية نظمها الوهج الذي يسبق انطفاء الشمعة، لذا لم يلتفت جامعو الشوقيات لهذا السبب، والتفتوا إلى القصيدة التي ألقاها في حفل افتتاح نادي الموسيقى الشرقي سنة 1929م، ولم يلتفتوا إلى القصيدة التي ألقاها في ختام المؤتمر الذي كان عضوا في إحدى لجانه، والذي اختتم أعماله في عام وفاة شوقي».

ولكم معاشر الباحثين أن تناقشوا عصفوراً في تعليله هذا الإشكال وفي إجابته عن هذا السؤال، فميدان البحث والدراسة مفتوح وليس هو حصرا على فلان من الناس.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى