العريضة الوطنية

> د.علي عبدالكريم:

> مقدمة: احتوى العدد 5201 من صحيفة «الأيام» الغراء الصادرة يوم الثلاثاء الموافق 2007/9/18م على رسالة الأخ علي صالح عباد (مقبل) المفتوحة إلى الأخ رئيس الجمهورية.. وقد أبرزت العزيزة «الأيام» وبالبنط العريض مقتطفاً يعكس مضمون الرسالة بالكامل كعنوان بارز يقول: «أخشى أن يضيع آخر ما تبقى من فرصة لإنقاذ اليمن من الانهيار».

الهدف الذي نريده: لأنني كغيري ممن قرأ رسالة الأخ مقبل وبإمعان شديد ووجدت فيها وفي أفكارها وتجليلاتها والمقترحات الواردة فيها محاولة جادة لالتقاط الأنفاس وإنقاذ ما يمكن إنقاذه مخافة انزلاق الأمور نحو ما لا تحمد عقباه ولا نتمناه.. ورأيت، من واقع قناعتي بمضمون الرسالة باعتبارها مشروعاً وطنياً للخروج من الأزمة الطاحنة التي نمر بها، أن يسلط المزيد من الأضواء عليها واعتبارها عريضة وطنية تستحق الاهتمام والمناقشة والتبني والمتابعة بعد الموافقة على أفكارها من كل الذين تهمهم مصلحة الوطن ومستقبل أبنائه في وطن موحد يبنى على قواعد العدل والقانون والمواطنة المتساوية.

وللعزيز مقبل نقول:

مقبل قال الصدق

كسر الحاجز/الصمت

حرك الأشياء

بدد القلق/طارد الشيطان

في الغسق/بعد قال للشيطان

أعوذ برب الفلق

من شر ما خلق

هكذا مقبل كعادته بساطةٌ متناهيةٌ، كالسهل الممتنع.

مهلٌ.. مطلٌ مقبلٌ معاً كحرف وإضاءة.

ورسالة وطن تخاطب بقية من عقل إن كان ثمة عقل يحكم أيها الحكام!!! ماذا أنتم فاعلون فأيامنا على وشك أن تعيد مأساة أيادي سبأ التي تفرقت وتمزقت وحينها لا ينفع الندم.

ها هي رسالة مقبل تحاول الدخول من مناطق الظلام الدامس والاحتقان الدامي تصيح من هول خوفها على الوطن والأبناء.

يا أيها المزمل.. خذ كتابك واقرأ من سورة النحل آيات الإفصاح عن الأشياء حتى تتحرك الدماء في الشرايين ويعود العقل ليحكم بين الأشياء بدلاً من فوهات البنادق والمدافع ودماء بريئة تسيل ووطن يكاد أن يتشظى.

هاهي رسالة مقبل تتحرك عبر كلماتها الصادقات كموج البحر، كزهر الفجر المشبع بالندى ترنو لوجه الوطن الباسم المنطلق من حناجر وتحركات أبناء الأرض الذين يرفضون الضيم والظلم والطغيان وفساد الأمكنة والضمير وضياع الدولة والقانون، صورة أرض تنهب وحق يسحل وجيش من الأبناء في سجون البطالة والإلغاء يقبع.

بدائل رسالة مقبل:

هاهي رسالة مقبل ومقترحاتها تقول أمام ساعة الصفر لمن يمسكون بدفة القيادة، ارحلوا بنا بعيداً عن احتراب الأهل، الأخوة الأعداء، ارحلوا بنا بعيداً عن طلقات المدافع وفوهات البنادق، الرصاص، الحرب، الدماء لا تحل المشاكل إنها تزيد الطين بلة، ارحلوا بعيداً عن عنتريات القوة فكفانا ما نحن فيه من ويلات حرب 94م ولا غالب في النهاية إلا صوت الشعب الذي باسمه يتكلم الجميع ولكن كل من موقعه ووفقاً لمصالحه وما أحوجنا كما تقول رسالة مقبل لوأد عوامل الفتنة والفساد المالي والإداري وغياب القانون وما أحوجنا للعقل والتعقل، وأول الطريق نحو ذلك إنما يتأتى عبر الدخول العملي المباشر من قبل القيادة السياسية ووفق إرادة سياسية تبتعد كثيراً عن المعالجات البيروقراطية وعبر لجان غير بيرقراطية بصلاحيات وسلطات تطرح حلولاً للمشاكل القائمة وما أكثرها في مختلف المجالات من قضية المتقاعدين المدنيين والعسكريين وقضية الأراضي وقضية مكافحة الفساد وبما يجعل المواطن على قناعة تامة بأن ثمة تحركات جادة وعملية تمثل استجابة وتفاعلاً مع ما تطرحه القاعدة العريضة من المواطنين بدءاً كما قلنا من مواجهة مخلفات حرب 94م حتى آخر طعنة قاتلة توجهها حركة الأسعار المتصاعدة بشكل جنوني دون حسيب أو رقيب.

مقبل والمشروع الوطني:

هاهي رسالة العزيز مقبل التي نرى فيها مشروعاً وطنياً جديراً بالتبني والمتابعة من قبل كل القوى الحية في البلاد وأناسها الطيبين لتحويلها إلى عريضة حية تتحرك، تؤثر، ترى النور، وجعلها منارة للطريق مع غيرها من المبادرات الخيرة التي تسعى إلى تصحيح مسار التاريخ في بلادنا والدخول المباشر في معالجات تثمر حقائق على الأرض لا مجرد وعود وكلام فالوطن في هذه المرحلة من حياة بلادنا السياسية أهم من أي اعتبار خاصة ونحن على دراية تامة بما يعتمل من تفاعلات وتناقضات في أحشاء النسيج الوطني الممزق وما يحيط بهذا النسيج من تغيرات وتفاعلات إقليمية ودولية لها مآرب شتى والكل يدرك ذلك.. مصلحة الوطن فوق الجميع ولكن الأهم كيف نعرف ونفهم مصلحة الوطن ومن يحددها غير إجماع وطني يشارك في تمثيله وتمثله الجميع وتلك مأثرة من مآثر رسالة مقبل.

خاتمة:

هاهي رسالة مقبل تقول لمن يمسكون بزمام الأمور.. يا من ترفعون عقيرتكم ضد مصالح الشعب.. لا ترفعوها ضد إرادة الشعب والوطن فالوطن على حافة من لهيب سيحرق الجميع، ارفعوا سيف خطاياكم وأخطائكم ونتائج سياساتكم وممارساتكم التي أثمرت على الأرض حقداً وفي السماء صياحاً.. ارفعوها حتى لا يأكل الناس بعضهم بعضاً في وطن حفظته الأيام والليالي متآخياً متماسكاً ولا يعقل ءن يدمر في ظله دولة الوحدة المفقود.

هاهي رسالة مقبل ونحن معها بحروفها الوضاءة تكسر أقفال وأبواب الصمت، التعالي، الاستعلاء، لأنها رسالة تخاف على ما تبقى من وطن جريح مخافة أن تنهش ما تبقى فيه من رمق غربان وعقبان وثعابين وأن تنقر خلاياه نسور الغلاء الجائعات وتصيبه بمقتل كل رصاصة طائشة هنا وفعل أعور هناك.

هاهو مقبل ونحن معه، مكرٌ مفرٌ مقبلٌ معاً لم يفر يوماً من الناس، من الوطن.. هو باق حيث الناس باقية يبحث معهم ونحن معه عن جدول أعمال المرحلة وعناوينها البارزات لوطن حر وشعب سعيد وقانون يسود على الجميع ودولة يعلو صوتها في القبيلة والعشيرة والنميمة وفساد المال.

هكذا يصنع الناس مآثرهم.. إنها دعوة لتبني ودعم رسالة العزيز مقبل.

ولمقبل الذي بدد القلق

وطارد الشيطان من الغسق

وقال للشيطان/ أعوذ

برب الفلق/ من شر ما خلق

لمقبل التحية والسلام.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى