تــــــــســــــاؤلات

> عبدالقوي الأشول:

> مثل غيري قرأت موضوع الاستاذ عبدالله الاصنج، وزير الخارجية اليمني الأسبق، الذي نشرته «الايام» في عددها 5215 في الصفحة الأخيرة.

الموضوع حمل في طيه وجهة نظر أو تعبيرا عن الرأي تجاه قضايا الواقع اليمني، ولم يبدُ في تناوله أنه يريد الإساءة لأحد، وتلك هي طبيعة الرجل الذي عرف بالحصافة واللباقة الدبلوماسية في طرحه، كما أنه لا أحد يستطيع أن ينكر دور الرجل التاريخي وما قدم من خدمات جليلة لمجتمعه وأمته خلال مسيرة حياة حافلة بالعطاء مازال فيها الرجل قادرا على العطاء، ونجد في طرح مثل هؤلاء قدرا من العقلانية خصوصا والأستاذ الاصنج متابع وباهتمام لقضايا الواقع اليمني.

إلا أن ما فاجأني وفاجأ الكثير من المتابعين والقراء الأعزاء هي تلك اللهجة الشديدة النابية التي استخدمت في الرد على موضوع الرجل من قبل ما سُمي بالمصدر الإعلامي المسؤول .. الذي اعتبر مجرد ذكر وثيقة العهد والاتفاق في سياق موضوع الرجل تجريما لشخصه، معتبرا إياه خارج الجاهزية الذهنية والجسدية، ومثل هذه الألفاظ تثير الأسى والحزن والحسرة على من أطلقها كونها متجاوزة للقيم الأخلاقية والإنسانية .. خصوصا وقد استخدمت هنا تجاه مقام شخصية وطنية سياسية رفيعة مثل الأستاذ عبدالله الاصنج .. فهل من خرج من السلطة يكون خارج نطاق الجاهزية الذهنية والجسدية؟

فالرد بما حمل من عبارات مسيئة لا ينال من مقام الأستاذ الاصنج ومكانته، ولا يلغي صفة الحنكة السياسية ورجاحة الرأي لدى سياسي ظل ومازال يشار إليه وإلى كفاءته ودبلوماسيته.

أما تعبير (مزبلة التاريخ) فهو ما ألفناه من كل من يظلون ممسكين بتلابيب السلطة في بلادنا تجاه من اختلفوا معهم وأصبحوا خارج نطاق أضواء المسؤولية .. فمثل هؤلاء في عرفنا السياسي مكانهم مزبلة التاريخ .. فأي تكريم وتقدير يحظى به كل من قضى عمرا في خدمة وطنه وأمته؟! بمعنى أدق أن من يستحقون البقاء هم من استطاعوا المحافظة على مواقعهم، أما من غادرها تحت أي مسمى وسبب فلا يستحقون الذكر، فما بالنا عندما يدلي مثل هؤلاء برأيهم تجاه قضايا وطنهم؟ والمؤسف حقا أن مصير كافة القيادات السياسية في بلادنا بعد ترك السلطة هو التخوين.. والتجريم، وربما النفي، وهو مصير ما كان له أن يكون لو أن هنالك قدرا من العقلانية عند رفاق أمسهم، أعني ممن مازالوا في السلطة. أما الاشد غرابة في الأمر أو في رد المصدر الاعلامي قوله إن الأستاذ الاصنج قد يتم طلبه وإحضاره إلى اليمن عبر الإنتربول الدولي، وكأن الانتربول سيكون شريكا مع اجهزة الامن اليمنية في أعمال الاختطاف للكتاب والصحفيين وكل أصحاب الرأي الذي لا يعجب السلطات ويزعجها ولا يتفق مع مبادئ ديمقراطيتها العجيبة الغريبة.

لم يدرك المصدر أو صاحب المصدر أن الأصنح عبر عن رأيه .. ولم يكن مجرما او فاسدا يمتلك رصيدا ماليا مجتزأ من المال العام .. فأين يا ترى يكون احترام الرأي الآخر في بلادنا في ظل مثل هذه الذهنيات التي ترى في الآخرين أعداء ألداء لا يستحقون حتى الحياة؟ .. فما بالنا بقبول ممارستهم للتعبير عن آرائهم إزاء الواقع اليمني، وماذا لو أن الاستاذ الاصنج عبر عن رأيه في وسيلة إعلامية غير يمنية هل يعد بذلك مجرما ويستدعي احضاره عبر الانتربول..؟ وصدق شاعرنا أبو العتاهية حينما قال:

ما الناس إلا مع الدنيا وصاحبها ** فأينما انقلبت يوما به انقلبوا

يعظمون أخا الدنــــيا فإن وثبت ** عليه يوما بما لا يشتهي وثبوا

فلماذا لا ندفع بالتي هي أحسن في اختلافنا مع الآخر؟

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى