عدن تختتم ليالي رمضان بمعرض ترويجي لمنتجات الجمعيات ..خطوة لإقامة دائمة وإنتاجية مستمرة

> «الأيام» كفى الهاشلي :

>
المحافظ يطوف بارجاء المعرض
المحافظ يطوف بارجاء المعرض
ليال اختتمت على شواطئ عدن الجميلة بمفاجأة لم تتوقعها منظمات المجتمع المدني خاصة تلك التي تتعامل مع الأسر ذات المنتجات المدرة للدخل، في كورنيش خورمكسر بدأت أشعة النور في البزوغ لأول مرة وبعد طول كفاح أمضته الكثير من الجمعيات باحثة عن وميض أمل يحل مشاكلها المنتصبة خاصة في تصريف المنتجات النسوية، واليوم وفي هذه الخواتم المباركة يبدو أن أملاً جديداً قد أشرق فافتتاح المعرض المتعدد المنتجات في خورمكسر بعدن يوم أمس الأول والمختتم يومنا هذا لم يكن مجرد تقليد كالعادة التي ملت منها الجمعيات وهي العرض لمجرد مناسبة وطنية أو ذكرى سنوية.

خرج هذا المعرض ليبرز الخطوة الأولى في طريق العمل المستمر والمنظم في تصريف المنتجات النسوية من ملابس ومشغولات يدوية وتحف جميلة ونقش على الزجاج ولوحات رائعة.. وغيرها من التحف المعمولة بأيد نسوية وبصيرة معاق ولمسة فتاة لتجسد الفن والإبداع المحلي في عدن.

مفاجأة المعرض كانت قائمة على ثلاثة محاور كلها تبشر بالخير ولعل السباقين في التنفيذ والتفاعل سيشكلون القاعدة لا الفرع في النهوض بالدور المحلي بعيداً عن تهميش دور تلك المنظمات.

الفعالية كان قد حضرها كم هائل من المسؤولين والتجار وعدد من الفعاليات الاجتماعية وممثلو بعض المؤسسات والشركات وفي مقدمة الجميع حضر الأستاذ أحمد الكحلاني محافظ عدن وكان لـ«الأيام» سؤالان حملتهما له حول وجود الآلية الثابتة في دعم الأسر المنتجة، فرد قائلا:«على الرغم من محدودية المنتجات في هذا المعرض إلا أننا قمنا بدعوة رجال الأعمال الذي قام الحاضرون منهم بشراء منتجات بمبلغ 30 ألف دولار للتغطية في شراء المنتجات وقد تزيد وذلك لتنمية إمكانيات الجمعيات وتستطع أن تنتج بشكل أكبر ونحن بدورنا سنسعى لإقامة معرض دائم متى ما نشطت الجمعيات وأصبحت ذات منتجات كبيرة ليقبل عليه كل الزوار والسياح والسفن التي تقدم إلى عدن وفي المقابل لابد من التنويع في المنتجات ولابد أيضاً من تشجيع الحرف اليدوية وكذا تشجيع الحرف ذات الطابع العدني ومعروف دور المرأة العدنية في ذلك فلابد من البحث عنها وإحيائها مجدداً ونوجد هذا السوق ونريد أن تتحفز الجمعيات وتنشط بشكل أكبر ونحن بدورنا سنبحث في آلية التسويق وفي مقر دائم وكل ما يدعم هذه الجمعيات لأنها تحتضن أسراً ذات دخل محدود».

وحول اعتماد نسبة معينة من المبالغ المالية التي تؤخذ من الشركات أو المؤسسات كدعم ثابت للجمعية رد على هذا المقترح المطروح قائلاً:«هذا أفضل خيار فلا نريد أن تحصل الأسر المنتجة على المبالغ هكذا لابد لها من العمل لإيجاد منتج نشجعه ثم يصرف فلا تعطني سمكاً ولكن علمني كيف أصطاد فطالما لدينا معاهد وجمعيات مختصة لابد أن نعلمهم وندفع برجال الأعمال لشراء منتجاتهم والفكرة اليوم هي كيف نروج لهذه المنتجات ومستقبلاً سنعمل المعرض الدائم للجمعيات».

من وراء هذا المعرض كانت مساع جيدة وأياد مثابرة عملت لتبرز هذا المعرض وكأنه الشريط الذي يقص إيذاناً بعمل منظم ومستمر وإنتاج مصرف على مدى فترات الإنتاج وكانت لنا وقفات مع كل من الأخ توفيق الروسي نائب رئيس منظمة إرادة شعب، الرجل الذي سعى قبل شهور قليلة لإقناع عدد من المؤسسات لاحتواء شباب عدن ضمن عمالتها وأثمرت جهوده إيجاد 1800 وظيفة شغل منها 140 وظيفة في الوقت الراهن للمضي قدماً في هذا الإنجاز، وهذه المرة كان الحديث معه عن مستقبل الجمعيات وكشف لنا عن الهدف من وراء هذا التكتل قائلاً: «نحن لا نريد أن تظل الجمعيات تعمل بنفس الطريقة التقليدية وإقامة المعارض السنوية أو المناسباتية فحسب ولكن نريد عملية منظمة واعية وتتمثل في تقديم طلبيات عمل للجمعيات من المؤسسات والشركات والمصانع بعد تقديم النموذج المطلوب وبالتالي الشروع في العمل وهذه الفكرة ستدفعنا نحو الصناعة المحلية بدلاً من الاعتماد على الاستيراد حتى في حياكة الزي الخاص بالعمال والعاملات في الشركات هذا أمر سيتحقق منه منتج ومورد دائمان للأسر المنتجة ولابد من التركيز على الإتقان في العمل، والأمر الآخر هو إيجاد أكشاك في مواقع ساحلية تباع فيها منتجات الجمعيات ونشير هنا إلى تجاوب عدد من التجار وقبولهم لهذه الفكرة».

توفيق الروسي يحمل بين يديه آلية منتظمة لعدد من الشركات ويبدو أن هنالك من أدرك أهمية الموضوع والأثر المترتب عليه خاصة في مساعدة الأسر وبالمقابل دون خسائر تذكر فسارع لينال شرف السبق وبدأ وكأن الأيام القادمة ستحمل خيراً للجمعيات، فحضور العشرات والتفاعل في شراء بعض المنتجات يوحي بقادم أفضل.

جانب من المعروضات
جانب من المعروضات
في المعرض هذا أبى الأطفال إلا أن يشاركوا فيه، وبرز أحد الأطفال وعلى طاولته عدد من الألعاب التي قام المحافظ بشرائها لتوزيعها على الأطفال بمناسبة العيد، لتنشرح أسارير الطفل الذي تفاجأ برحيل مبكر عن المعرض لانتهاء البضاعة التي يعرضها.

الحاضرون كانوا من المؤسسات والشركات ومن مؤسسات الدولة بادروا بالحضور وبالشراء بالاتفاق وبقيت الأخت سلوى شوالة رئيسة جمعية الارتقاء بالأسرة مرحبة ومنظمة وموزعة لدعم بعض التجار من ملابس على الجمعيات ببادرة مسؤولة وهي إحدى النساء النشطات في منظمات المجتمع المدني والتي تحظي باحترام الكثيرات بل ويستعان بها في أمور الجمعيات وإدارة المشاريع ودون تردد تقدم خلاصة تجاربها، وإلى جانبها تقف الأخت فاطمة محمد يسلم المرأة التي تسير وفق رؤى وتهمس في آذاننا أن هذا العمل «هو خير ما تستحق الجمعيات الانتباه له جيداً فعلى قدر تمتيازه الا أن المسؤولية ستكون هي المطلوب الأول والالتزام ثانياً» وأشارت إلى اعتماد موقع في ساحل أبين وفي صيرة لبيع منتجات الجمعيات وهو في طريقه للتنفيذ. المعرض احتل موقعاً قريباً من البحر ليرسم لوحة اسمها الرؤية الصافية للغد، وفي ليال أروع ما تكون في أواخر الشهر الكريم وحظي بتجميع الجمعيات إيذاناً بعمل مشترك سيحظى بشرف الانضمام إلى قائمة التجار والمؤسسات المساهمة وهو الهاجس الأهم طالما أن الفاتحة كانت بمبادرة اثنين من رجال الأعمال، فهل تحمل لنا الأيام أسماء جديدة ستنضم إلى هذا العمل القائم وهل ستقبل المؤسسات والمصانع باستقطاع نسبة لصالح الجمعيات لاستمرار النشاط والإنتاج.. وفي الأخير سنترقب تلك المسيرة لنصل معها إلى هذا الوعد ولعله في القريب العاجل.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى