«الأيام» درة الصحافة اليمنية

> محمد فارع الشيباني:

> لقد ترددت كثيراً قبل أن أكتب هذا المقال عن صحيفة «الأيام» لأنني من أسرة الصحيفة واعتقدت أن مقالاً مثل هذا قد يثير الأقاويل من قبل أعداء النجاح، وقد أخرجني من هذا التردد أنني تذكرت حديثاً دار بيني وبين الأستاذ هشام باشراحيل رئيس التحرير منذ سنوات عند التحاقي بأسرة «الأيام، فقد قال لي حينها:«عندما تكتب أي خبر كن محايداً في نقل الخبر، انقله كما حصل لا تضف إليه أي تعليق من جانبك أو أحداثاً لم تقع، لأنك لو أضفت إلى الخبر أي تعليق من جانبك أو أوردت وجهة نظرك فإنه يصبح مقالاً لا خبراً، فحاول دائما أن تكون محايداً لأن الصحافة الحقيقية هي التي تنشر الخبر كما حدث ولا تضيف إليه أي شيء وإلا فقدت ثقة القارئ».

في البداية لم أستطع أن أكون محايداً، وكان رئيس التحرير يتدخل ليطلب مني تصحيح الخبر، ومع الممارسة فقد تعلمت أن أكون محايداً في نقل الخبر. تذكري لهذا الحديث جعلني أقول لنفسي إذا كنت قادراً على كتابة خبر بطريقة محايدة فإني أستطيع أن أكتب عن «الأيام» بشكل حيادي دون أن يطغى علي ودي لـ «الأيام».

عندما قرر الناشران هشام وتمام باشراحيل إعادة إصدار صحيفة «الأيام» بعد الوحدة انقسم المقربون منهم والأصدقاء إلى قسمين، قسم متحمس وقسم كان متردداً، وكان هذا القسم المتردد رغم معرفته أن الأخوين ترعرعا في بيت الصحافة، وأن أستاذهما هو طيب الذكر عميد الصحفيين في عدن الشيخ محمد علي باشراحيل والدهما، إلا أن هؤلاء كانوا يخشون عليهما من المشاكل والمصاعب التي قد تواجههما، ولكن كما يقول المثل (ابن الوز عوام) فقد أصر الناشران على رأيهما وظهرت «الأيام» للمرة الثانية بعد توقف دام سنين. وشهادة للتاريخ فإن «الأيام» استطاعت أن تدخل قلوب القراء من أول ظهور لها وكأن الناس كانوا ينتظرون صدورها بفارغ الصبر، ويومها سألت نفسي لماذا يحب الناس صحيفة «الأيام»؟ ولقد عرفت الجواب، لأن «الأيام» لم تكذب على القارئ، ولم تستخف بعقله، ولم تنشر يوماً خبراً غير صحيح، ولم تدس يوماً بين الأخبار خبراً ملفقاً، ولم تسئ يوماً لأحد فيما تنشره، كما أنها فتحت صفحاتها لكتاب يحملون أفكاراً مختلفة وأفكاراً متعارضة، لكنها لم تسمح قط بأن تكون صفحاتها مكاناً لتصفية الحسابات أو مكاناً للشتم والقذف وإيذاء الناس بل نشرت شكاوى الناس لكي تصل تلك الشكاوى للمسئولين محاولة منها لحل المشاكل، وبذلك أصبحت صوت من لا صوت له، ونتيجة هذا الموقف المبدئي واجهت «الأيام» المشاكل والكيد لها، وخاصة من الذين كانوا يريدون أن تسير «الأيام» على هواهم، وأن تكون معبرة عن وجهة نظرهم ومدافعة عن أخطائهم، وصمدت «الأيام» وتجاوزت جميع المحن وبقيت متمسكة بخطها.

كما أن «الأيام» اتهمت بتهم كثيرة، فمن بداية صدورها اتهمت بأنها تنادي بشعار (عدن للعدنيين) رغم أن هذا الشعار في حينه كان شعاراً وطنياً، وبعد حرب 1994م اتهمت بأنها صحيفة انفصالية وأن جميع من يكتبون فيها انفصاليون رغم أن صفحاتها كانت تحمل مقالات تمثل جميع وجهات النظر، ولم تحجر على أي مقال إلا إذا كان فيه قذف وشتم لأن ذلك ممنوع بموجب القانون، والآن وفي أيامنا هذه تتعرض «الأيام» لهجمة شرسة أقوى مما سبق جميعاً لا لشيء إلا لأنها قامت بنشر أخبار الاعتصامات والمسيرات السلمية كأي صحيفة تهتم بالخبر، وقد نشرت أخبار الاعتصامات والمسيرات السلمية بحيادية تحسد عليها.

«الأيام» لم تصنع تلك المسيرات والاعتصامات ولم تشارك فيها ولم تساهم في إقامتها، ولكن كل ما قامت به هو نشر ما حصل، وهذا عملها وواجبها نحو قرائها في جميع المحافظات وإلا لكانت مقصرة ومخلة بواجبها وبمسئولياتها، ولكن المستغرب له لماذا هذه الحملة الشرسة على «الأيام» فقط مع أن هناك صحفاً كثيرة قامت بنشر أخبار المسيرات والاعتصامات وأجرت لقاءات مع قادتها ولم يمسسهم أحد، ولم يقل لهم أحد (ثلث الثلاثة كام) كما يقول إخواننا في مصر، أم أن «الأيام» بنت الخالة!؟

أخيراً لقد أصبحت «الأيام» جزءًا من القوت اليومي للكثيرين ومرجعاً لهم لمعرفة ما يدور وما يحدث، ويكفي «الأيام» فخراً منظر الناس وهم يتخطفونها من أيدي الباعة المتجولين في عدن وغيرها من المدن، وتهافت الناس عليها في المكتبات في جميع أنحاء الجمهورية.. اللهم احفظ «الأيام» اللهم احفظ عدن، آمين.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى