> مدريد «الأيام الرياضي» د.ب.ا:
ويدرك اللاعبون الافارقة جيدا أن أنديتهم الاوروبية ترفض غيابهم عن صفوفها لمدة تصل إلى خمسة أسابيع في هذه الفترة العصيبة من الموسم..واعترف تكسيكي بيجريستين مدير الكرة في نادي برشلونة الاسباني لكرة القدم إلى وسائل الاعلام هذا الاسبوع بأنه طلب من نجمي الفريق الكاميروني صامويل إيتو والايفواري يايا توريه عدم المشاركة مع منتخبي بلديهما في كأس الامم الافريقية بغانا 2008 .. وينتظر أن تمارس أندية أوروبية أخرى ضغوطا مشابهة على لاعبيها الافارقة في الفترة المقبلة لكن اللاعبين يتعرضون لضغوط كبيرة أيضا من الاتحادات الوطنية للعبة في بلادهم ومن عائلاتهم وأصدقائهم الذين يطالبونهم بتلبية نداء المنتخب واللعب في كأس أفريقيا 2008 بغانا..وفي معظم الحالات يرضخ اللاعبون لغريزتهم وحسهم الوطني ويوافقون على الانضمام لمنتخباتهم.
والمرجح ان اللاعبين الافارقة يضعون دائما في اعتبارهم العودة إلى موطنهم الاصلي بعد انتهاء رحلة احترافهم في أوروبا حيث يبدأ الكثيرون منهم في إقامة مشروعات اجتماعية معتمدين في نفقاتهم على ما ادخروه من أموال خلال احترافهم في أوروبا.
لكن أنديتهم الاوروبية التي تدفع لهم رواتب باهظة تشعر بالنفور أيضا تجاه فقدان جهودهم لمدة شهر أو أكثر.. بل والاكثر من ذلك أن هذه الاندية تشعر بالقلق دائما من عودة اللاعبين في فبراير بعد انتهاء البطولة وهم يعانون من الارهاق وربما من بعض الاصابات..ويخضع إيتو وتوريه أيضا في الوقت الحالي لبرنامج علاجي بسبب الاصابة في العضلات..ولم يستطع بيجريستين التوقف عن الإشارة على أن كأس افريقيا قد لا يساعد اللاعبين على الوصول لقمة مستواهما قبل دخول الموسم الاوروبي في مراحله الحاسمة..ولم يبد إيتو أي رد فعل علني على طلب بيجريستين بشأن عدم المشاركة في البطولة الافريقية.. وكان إيتو قد ازعج وضايق العديد من مشجعي برشلونة بإصراره على المشاركة مع منتخب بلاده في كاس الامم الافريقية الخامسة والعشرين التي أقيمت في مطلع العام الماضي بمصر. ولكن المقربين من إيتو قالوا إنه يستشيط غضبا في الوقت الحالي وقد ينفجر في أي لحظة.
والمؤكد أن الفوضى والضوضاء التي تحيط بكأس الأمم الافريقية نتجت عن أخطاء الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) حيث يتحدث السويسري جوزيف بلاتر رئيس الفيفا منذ سنوات بشأن وضع “جدول زمني موحد لمنافسات كرة القدم في العالم كله ونجح بلاتر أخيرا في موازاة جداول الارتباطات الرسمية في أوروبا وأمريكا الجنوبية لكن ذلك لم يحسم بعد بالنسبة لباقي قارات العالم.
وتسببت بطولة كأس الامم الافريقية في أجواء غاضبة كثيفة بالعاصمة البريطانية لندن قبل أربع سنوات .
ففي يوليو 2003 تعاقد توتنهام الانجليزي مع المهاجم المالي فريدريك كانوتيه المولود في ليون بفرنسا من فريق ويستهام..وبعدها بستة شهور فقط ثار غضب توتنهام بعدما أصر كانوتيه على المشاركة مع منتخب مالي في كأس الامم الافريقية 2004 بتونس نظرا لأن مالي هي موطنه الاصلي الذي ينتمي إليه والداه.
وذكر مسئولو توتنهام آنذاك أنهم لم يكونوا ليتعاقدوا معه لو علموا بذلك سابقا. وسجل كانوتيه أربعة اهداف في البطولة الافريقية عام 2004 ليصل فريقه إلى الدور قبل النهائي بعد أن قدم الفريق مجموعة من أفضل عروضه في تاريخ بطولات كأس الامم الافريقية منذ بداية إقامة البطولة عام 1957 لكن كانوتيه دخل في صراع ومشاكل مع مسئولي توتنهام دفعتهم لبيع اللاعب إلى اشبيلية الاسباني.
لكن أشبيلية لن يضحك في الفترة المقبلة نظرا لأنه سيفتقد جهود اللاعب لمدة قد تصل إلى خمسة أسابيع بسبب مشاركته مجددا في بطولة كأس الأمم الافريقية.