«الأيام» وحصار النمارة

> «الأيام» محسن علي شائف /ردفـــــــان - لحج

> كم استفزني وأثار في نفسي الغضب ذلك الكلام الذي قرأته قبل عدة أيام على صدر صحيفة «الأيام» من أن شخصيات متنفذة حاولت جاهدة توقيف صحيفة «الايام» بحجة انها تقوم بتغطية حركة الاعتصامات والاحتجاجات وفضح أوجه الفساد والاضطهاد الذي يمارس على أبناء المحافظات الجنوبية، فقلت في نفسي كم هو مؤسف أن نقرأ ونسمع مثل هذا الكلام في وقت بلغت فيه القلوب الحناجر وأصبح الفساد اخطبوطا.

وهل نسى أو تناسى اولئك المتنفذون أن صحيفة «الايام» صحيفة مستقلة قد آلت على نفسها، منذ تأسيسها على يد المرحوم الاستاذ محمد علي باشراحيل طيب الله ثراه، فضح الفساد وتعريته ونصرة المظلوم أينما وجد ومهما كان الثمن الذي تدفعه، وقد ظل هذا الطريق ثابتا وبدون ذرة اعوجاج في عهد الناشرين هشام وتمام باشراحيل، وهذا هو السر الذي جعل منها الصحيفة الاكبر انتشارا في اليمن، أي أن صحيفة «الايام» ولدت لتكون هواء وزادا ومتنفسا وأملا لغلابى هذه الامة، اي أنها إذا حادت عن الطريق الذي رسمه لها مؤسسها ماتت مثلها مثل السمكة إذا خرجت من الماء، والغلابى ليسو في المناطق الجنوبية فحسب بل في كل أنحاء اليمن.

ولكي أثبت جدية كلامي هذا وأقنع أولئك المتنفذين أقول لهم عودوا إلى تاريخ «الأيام» وإلى مقالاتها بالأمس القريب ستجدون كم كان خلافها مع الحزب الاشتراكي اليمني بشخصياته الجنوبية.

لقد زاد إعجابي بصحيفة «الايام» وهي تدافع بشراسة خلال السنوات المنصرمة رافضة الانصياع لرغبات كثير من المتنفذين، في الوقت الذي كنت أحس أنها يمكن أن تساوم أو تميل، لكنها أبت الا الطريق ذاته، فشبهت ما حصل لها آنذاك «بحصار النمارة» التي عرف عنها - كما حكى لنا الاجداد- الكبرياء، إذ لاقت ليلا امرأة كسيرة تسير بمحاذاتها دون أن تهاجمها حتى توصلها بيتها ثم تعود، وكذلك إذا كان طفلا، أما إذا كان رجلا فتكون أكثر حذرا، إن سار في طريقه ولم يثنها عن طريقها لم تهاجمه بل توصله إلى بيته سالما وإن حاول مهاجمتها بسلاحه لن يجد نفسه إلا فريسة لها لسرعة الحركة والانقضاض التي تمتلكها، وكذلك هي صحيفة «الايام» لن يستطيع أحد ثنيها عن طريقها المرسوم، خاصة أنها ليست لوحدها بل كل الفئات المغلوبة والمطحونة تقف إلى جانبها، لقد أصبحت «الايام» أكبر من صحيفة ومن أي حزب .. ومن أراد أن يستثير النمارة أو يحاصرها فليجرب.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى