> كراتشي «الأيام» ا.ف.ب:
بوتو أثناء المؤتمر الصحفي بعد الحادثة
وبعد ذلك على الفور فجر انتحاري قنبلة كان يحملها بالقرب من سيارة رئيسة الوزراء السابقة التي لم تصب وامكن اجلاؤها الى منزلها العائلي اثر وقوع المأساة.
ويعتبر الاعتداء اكثر الاعتداءات الانتحارية دموية في باكستان.
وكان انصار بوتو الذين خصوها باستقبال جماهيري حاشد يتعثرون في محاولتهم الابتعاد عن المكان او اثناء بحثهم عن اقرباء او اصدقاء.
بعضهم ساعد ناجين تغطيهم الدماء للصعود الى باصات صغيرة كانت تهرع بعد ذلك باتجاه المستشفيات.

جثث مرمية على الطريق
وروى مسعود احمد لوكالة فرانس برس ان “انفجارين قويين وقعا” مضيفا “ثم رأيت الجثث ممددة في كل مكان على قارعة الطريق اثنتان منها لعناصر شرطة”.
وتابع “وكان هناك اطفال ايضا”.
واضاف مسعود “شاهدت بنازير واعضاء من الحزب يساعدونها” على الخروج من الشاحنة، “كانت تبدو في حالة صدمة وساعدوها على ركوب سيارة”.
وروى محمد علي بالونش لمراسل تلفزيون داون الخاص “شاهدت اشلاء جثث مبعثرة على الطريق في كل مكان”.
وقال والحزن واليأس باديان على محياه “نقلت خمس او ست جثث الى سيارات اسعاف لكن كان هناك غيرها وغيرها على الارض”.

بوتو مع أنصارها في الشاحنة بعد خروجها من المطار وقبيل وقوع الحادثة
وبثت التلفزيونات صورا مريعة لهذا الشارع حيث كانت سيارات عديدة تشتعل.
وهناك ثلاثة شرطيين في عداد القتلى.
وكان ينتشر اكثر من عشرين الف شرطي على الطريق التي سلكها الموكب منذ ساعات الفجر لمنع وقوع مأساة لا سيما وان احد قادة المقاتلين الاسلاميين المقربين من طالبان والقاعدة والذين ينتشرون في المناطق القبلية بشمال غرب باكستان هدد بحسب الصحافة المحلية بتنفيذ اعتداء انتحاري لقتل بوتو التي اكدت قبل ايام عدة رغبتها في “استئصال التهديد الاسلامي” في باكستان.

وقد اصيب 375 شخصا على الاقل بجروح في الاعتداء المزدوج بحسب رئيس بلدية كراتشي.
وكان اطفال جرحى جالسين او يفترشون الارض.
واكد احد الاطباء ان الامكنة غير كافية.

العربة المحطمة تظهر الى يسار الشاحنة التي كانت تحمل بوتو
وكان يفترض ان تتوجه الى ضريح مؤسس باكستان في رحلة كان يتوقع ان تستغرق 18 ساعة وهي تعتلي الشاحنة.
لكنها لم تدم سوى تسع ساعات تحدت خلالها التهديدات وهي تتجاهل القفص الزجاجي المصفح الذي وضع على الشاحنة لحمايتها.

أنصار بوتو يساعدونها على ترك الشاحنة إلى سيارتها الخاصة المصفحة بعد الحادثة
ادانت رئيسة الوزراء الباكستانية السابقة بنازير بوتو بشدة أمس الجمعة الهجوم الانتحاري الذي تعرض له موكبها في كراتشي الخميس مؤكدة ان انصارها الذين قتلوا يجسدون “التضحية الكبرى” من اجل الديموقراطية.
ولم تصب بوتو بأذى في التفجيرات اذ كانت قد استقلت عربتها المصفحة قبل لحظات من انفجار قنبلة وعبوة ناسفة وسط الحشود التي كانت تستقبل بوتو اثناء عودتها الى كراتشي بعد ثماني سنوات في المنفى.
وصرحت بوتو في مؤتمر صحافي ان “حزب الشعب الباكستاني يدين بشدة الهجمات على موكبه السلمي الليلة الماضية (ليل الخميس الجمعة) والتي تسببت في مقتل 140 شخصا واصابة مئات آخرين”.
واضافت في اول تصريح لها منذ تفجيرات الخميس ان “صلواتنا ومشاعرنا مع الذين قدموا التضحية الكبرى من اجل الديموقراطية التي لن تذهب سدى”.
ويعد هذا اسوأ هجوم انتحاري في تاريخ باكستان.
وقد القى بظلاله على الامال في ان تضع عودة بوتو بموافقة الرئيس الباكستاني برويز مشرف، حدا لاشهر من الاضطراب السياسي.
وقدم الرئيس الباكستاني برويز مشرف أمس الجمعة تعازيه لبوتو، واتصل بها هاتفيا “لتقديم احر تعازيه بعد هذا الاعتداء الارهابي” ووعد بالسعي لاعتقال الفاعلين، كما قال الجنرال رشيد قريشي.

رجال الامن الباكستانيون يؤمنون الشاحنة قبل وصول بوتو..وآثار الرصاص تبدو على القفص الزجاجي المصفح في الشاحنة بعد الحادثة
ووعد حزب بوتو بالبقاء في باكستان لخوض الانتخابات العامة يناير المقبل، التي تعد مهمة لإعادة الحكم المدني الى الدولة النووية البالغ عدد سكانها نحو 160 مليون نسمة.
وفي مقابلة نشرت على موقع مجلة “باري ماتش”الفرنسية، اتهمت بوتو انصار نظام الحاكم العسكري السابق محمد ضياء الحق بانهم وراء التفجيرات.
وكان الجنرال ضياء الحق اسقط في 1977 والد بنازير بوتو رئيس الوزراء الاسبق ذو الفقار علي بوتو واعدمه في 1979.
وقالت بوتو “اعرف تماما من يريد قتلي.

جنود باكستانيون يحرسون الشاحنة التي كانت تحمل بوتو
ورغم انها اقرت بان متطرفين اسلاميين هم على الارجح مسؤولون عن الهجوم، اكدت بوتو ان مجموعات المتطرفين لا يمكنهم العمل بدون دعم لوجستي من اشخاص في مواقع السلطة.
ووقع الهجوم بعد ساعات على وصول بوتو الى باكستان قادمة من دبي للمرة الاولى منذ 1999 بعدما رفضت التحذيرات من احتمال ان يحاول ناشطون في القاعدة وطالبان قتلها.
وانتشرت اشلاء الجثث في كل مكان فيما كان الاطباء في مستشفيات المدينة يحاولون جاهدين انقاذ ضحايا الانفجار الذي وقع الخميس.
وقال مصور وكالة فرانس برس “كان الامر مثل السير في مسلخ (...) كان هناك بعض الاشخاص ممدين على الارض بدون حراك وآخرين بترت اعضاؤهم بالكامل”.

أهالي الضحايا يبكون بحرقة
والحق التفجير اضرارا بحافلة حملت بوتو التي كانت تزدان بصورها وصور والدها والتي سارت فيها بين الحشود لمدة تزيد عن ثماني ساعات.
وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية جواد شيما لوكالة فرانس برس ان قنبلة القيت على الحشود قبل لحظات من تفجير انتحاري نفسه. واضاف ان “الضرر من الانفجار كان كبيرا لان الانتحاري استخدم مسامير وقطعا معدنية صغيرة تسبب ضررا كالشظايا”.
واضاف ان الانفجار من عمل “مسلحين يقومون بأعمال ارهابية في البلاد على ما يبدو”.
وقال نائب وزير الاعلام طارق عظيم ان بيت الله محسود، زعيم الحرب الموالي لطالبان والذي يرتبط بسلسلة من الهجمات منذ يوليو سيشن هجمات انتحارية ضد بوتو.وقال زوجها لمحطة تلفزيون ان الانفجار “ليس من صنع ناشطين وانما نفذته وكالة استخبارات”.
لكن مصدرا مقربا من بوتو قال انه لم يكن يقصد وكالة الاستخبارات التي يديرها الجيش.
وعادت بوتو من المنفى الاختياري بعدما اسقط مشرف عنها تهم الفساد على امل ان تؤدي شعبيتها الى تحسين قبضته على السلطة.
وقد تعهدت بان تقود حزبها في الانتخابات العامة المقررة في يناير المقبل والهادفة الى اعادة باكستان للحكم المدني.
وافادت معلومات انها توصلت الى اتفاق لتقاسم السلطة مع مشرف لكن اعادة انتخابه تواجه طعونا في المحاكم. وادانت الولايات المتحدة التي تعتبر باكستان حليفة مهمة في “الحرب على الارهاب” هذا الهجوم.

جثث وأشلاء مبعثرة على الطريق
الشرطة الباكستانية تعثر على رأس منفذ الهجوم الانتحاري على الارجح
اعلنت الشرطة الباكستانية أمس الجمعة انها عثرت على رأس رجل يرجح انه منفذ الهجوم الانتحاري الذي اسفر عن مقتل 133 شخصا مساء الخميس، امام الشاحنة التي كانت تقل في كراتشي رئيس الوزراء السابقة بنازير بوتو العائدة من المنفى. وقال رجا عمر خطاب الضابط في الشرطة الجنائية لوكالة فرانس برس “عثرنا على رأس رجل ونحن متأكدون من انه الانتحاري”.
